دخلت الولايات المتحدة اعتبارا من امس، أسبوعا انتخابيا حاسما لمستقبل الرئيس جو بايدن، يأمل الديموقراطيون بأن يتمكنوا في ختامه من كسر «موجة حمراء» موعودة من قبل خصومهم الجمهوريين في انتخابات منتصف الولاية.
وبعد حملة طاحنة تمحورت حول التضخم، تتزايد ثقة الجمهوريين المعروفين تقليديا باللون الأحمر، بقدرتهم على حرمان الرئيس الديموقراطي وحزبه الأزرق من غالبيته البرلمانية، في الانتخابات المقررة في الثامن من نوفمبر الجاري.
وخلال هذه الانتخابات التي تأتي في منتصف ولاية الأعوام الـ 4 لبايدن في البيت الأبيض، يدعى الناخبون الأميركيون إلى تجديد كامل مقاعد مجلس النواب (435)، وثلث مقاعد مجلس الشيوخ المؤلف من 100.
وتوجه زعيم الجمهوريين في مجلس النواب كيفن ماكارثي الى الناخبين بالقول: «إذا تعبتم من التضخم المتصاعد، من دفع أكثر مما يجب لشراء الوقود، إذا ضقتم ذرعا بأن حدودنا مفتوحة وأن نسبة الجريمة تشهد زيادة مطردة، الجمهوريون قطعوا عهدا حيالكم».
وتقليدا، تعد الانتخابات التي تجرى بعد انقضاء عامين من الولاية الرئاسية، بمنزلة استفتاء على سياسات «سيد البيت الأبيض»، وغالبا ما يجد حزب الرئيس نفسه تحت مقصلة تصويت عقابي من الناخبين.
وسعى بايدن خلال الفترة الماضية الى إقناع الأميركيين بأن هذه الانتخابات تضعهم أمام «خيار» بشأن عدد من المواضيع التي وعد بتشريعها بالاتكال على غالبية مؤيدة له في الكونغرس.
وفي الآونة الأخيرة، بدأ بايدن المتهم بانفصاله عن الأولوية بالنسبة للناخبين، أي التضخم، بالمشاركة ميدانيا في الحملة الانتخابية للديموقراطيين، مؤكدا لمناصريهم أن الجمهوريين هم الذين سيضعفون الاقتصاد.
ووفق استطلاعات أجريت في الآونة الأخيرة، تتمتع المعارضة الجمهورية بحظوظ كبيرة لانتزاع الغالبية في مجلس النواب، في حين يبقى مصير مجلس الشيوخ غير واضح.
وسيوجه فقدان الغالبية في الكونغرس ضربة قوية لبايدن الذي يؤكد عزمه الترشح لولاية رئاسية ثانية في 2024.
وفي مؤشر على التفاؤل السائد في أوساطهم قبل الانتخابات، لا يخفي الجمهوريون أنهم يضعون نصب عينيهم انتزاع مقاعد كانت تقليديا حكرا على الديموقراطيين. ويكرر المرشحون الجمهوريون القول لمناصريهم «لا موجة حمراء بدونكم»، وذلك من أجل تحفيز قواعدهم على الاقتراع بكثافة.
وفي حملة انتخابية تخللها إنفاق مئات ملايين الدولارات عليها، ستتركز معركة السيطرة على الكونغرس في عدد من الولايات المفتاحية.
ويرجح أن تعطي نتائج ولاية بنسلفانيا الكلمة الفصل في ميل دفة مجلس الشيوخ، اذ يتنافس على الفوز بمقعد فيها العمدة السابق الديموقراطي جون فيترمان، مع الجراح الثري محمد أوز المدعوم من الرئيس السابق دونالد ترامب.
وكما في انتخابات منتصف الولاية لعام 2020، يتوقع أن تساهم ولاية جورجيا بشكل أساسي في ترجيح كفة طرف على آخر.
ويسعى الديموقراطي رافايل وارنوك، أول سيناتور أسود ينال مقعدا عن هذه الولاية التي عرفت بماضيها من التمييز العنصري، الى الفوز بدورة انتخابية ثانية، وهذه المرة في مواجهة هرشيل ووكر، وهو رياضي سابق أسود يحظى بدعم ترامب.
وفي مؤشر على فرط الثقة التي يتمتعون بها مع اقتراب تاريخ الثامن من نوفمبر الجاري، يؤكد مناصرو ترامب أن انتخابات 2022 لن تشهد فقط «موجة حمراء»، بل ستكون على موعد مع «سونامي».