- الرئيس التونسي أمام القمة العربية: عالم متعدد الأقطاب هو الأنسب لحل الأزمات الدولية
- غوتيريش: موقف الأمم المتحدة من القضية الفلسطينية ثابت ويجب تحقيق حل الدولتين
- الرئيس الجزائري يدعو لتشكيل لجنة اتصال لدعم نيل فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة
- رئيس «حركة عدم الانحياز» يعبر عن دعمه للقمة ويشيد بتميز العلاقات مع جامعة الدول العربية
الجزائر ـ هناء السيد ووكالات
التقى القادة والزعماء العرب في الدورة العادية الـ 31 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في الجزائر أمس لأول مرة بعد ثلاث سنوات على القمة السابقة التي عقدت في تونس، وحال وباء «كوفيد-19» دون التئامها مجددا حتى يوم أمس.
وترأس ممثل صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، وفد الكويت في القمة.
وفي مستهل أعمال القمة التقط الزعماء الصورة الجماعية، ثم ألقى الرئيس التونسي قيس سعيد، رئيس الدورة السابقة، كلمة دعا فيها إلى معالجة أسباب الفرقة بين الدول العربية، آملا في أن تسهم قمة الجزائر في حل الخلافات بين دولنا العربية، وأن تكون «قمة الجزائر قمة الأشقاء والحلول».
وأشار سعيد إلى أن «العالم العربي يعيش أوضاعا صعبة تفاقمت في السنوات الأخيرة»، وقال: «نواجه حربا ضروسا مع من يريدون إسقاط الدول»، معتبرا ان «وحدة الصف ولم الشمل أمر ضروري لمواجهة أصحاب الفتن».
وقال «يجب ألا تكون المجموعة العربية على هامش الحلول للأزمات العالمية»، مؤكدا على حرص بلاده على وحدة الصوت العربي رغم الانقسامات والخلافات وأن «عالما متعدد الأقطاب هو الأنسب لحل الأزمات الدولية».
وتطرق الى ظواهر الإرهاب والاتجار بالبشر والجريمة المنظمة وأثرها السلبي الكبير، معتبرا ان «الحرب في أوكرانيا زادت من أزمة الأمن الغذائي».
بعد ذلك سلم الرئيس التونسي رئاسة القمة الى نظيره الجزائري عبدالمجيد تبون.
واعلن تبون افتتاح مجلس الجامعة العربية على مستوى القمة، وقال في كلمته انها «تنعقد في ظروف إقليمية ودولية استثنائية معقدة».
ودعا إلى «بناء تكتل اقتصادي عربي منيع»، مشيرا الى أن «الأزمات العالمية تؤثر على الأمن الغذائي بدولنا العربية»، وشدد على ضرورة «أن تكون دولنا العربية قوة اقتصادية بالمجتمع الدولي».
وتابع «سنتخذ الإجراءات الضرورية لمواجهة التحديات المحيطة بنا، ونتطلع إلى النتائج الإيجابية للقمة العربية»
ودعا إلى «الإسراع في إصلاح منظومة العمل العربي المشترك»، وشدد على ان «أزمات سورية وليبيا واليمن مازالت تنتظر حلا» مناشدا الاشقاء في تلك الدول باللجوء الى «الحوار من أجل التوصل لحلول توافقية داخلية».
وأكد الرئيس الجزائري، خلال ترؤسه القمة، على أن «القضية الفلسطينية تظل قضيتنا المركزية الأولى»، وأعلن التمسك «بمبادرة السلام العربية باعتبارها الحل الوحيد للقضية الفلسطينية»، داعيا «لمضاعفة الجهود لحشد المزيد من الدعم للفلسطينيين»، و«إلى دعم إعلان الجزائر حول المصالحة الفلسطينية» التي وقعتها الفصائل الفلسطينية قبل ايام في الجزائر. وطالب «بتشكيل لجنة اتصال عربية لمخاطبة الأمم المتحدة لدعم نيل فلسطين العضوية الكاملة بالمنظمة».
وأكد الرئيس الجزائري على ضرورة توجيه الجهود نحو المواطن العربي الذي سيظل الغاية والوسيلة لكل تعاون جماعي من خلال إشراكه كفاعل ومساهم فعال في صياغة العمل العربي المشترك، فضلا عن ضرورة توفير بيئة محفزة من خلال استغلال صندوق النقد العربي والصناديق العربية القائمة لمساعدة دول هي في أمس الحاجة لهذه المساعدات.
ولفت إلى أن اقتران القمة العربية بذكرى اندلاع ثورة الفاتح من نوفمبر يشكل بالنسبة للجزائر مبعث فخر باستحضار التفاف الأشقاء العرب للدفاع عن قضيته العادلة.
وأوضح أن القمة بقدر ما تمثل فرصة لتجديد التمسك الجماعي بالمبادئ والأهداف التي تأسست الجامعة العربية وتعلقت بها آمال الشعوب العربية، تشكل أيضا محطة مهمة لدفع متجدد لمسار التكامل العربي، معربا عن تطلعه إلى النتائج الإيجابية والمثمرة التي ستتوج النقاشات التي ستشهدها القمة خاصة في إطار الجلسة التشاورية من أجل تجديد الروح التوافقية الجماعية وبلورة الحلول العملية واتخاذ القرارات الضرورية لرفع التحديات المفروضة على أمتنا في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتنموية.
وقال تبون ان عالمنا العربي «لم يعرف في تاريخه المعاصر مرحلة في منتهى الصعوبة وباعثة على الانشغال والقلق كما هو الحال في المرحلة الراهنة».
وأوضح أنه في ظل ما تمتلكه منطقتنا العربية من إمكانيات ومقدرات طبيعية وبشرية ومالية هائلة تؤهلنا أن نكون فاعلين في العالم كقوة اقتصادية، لا نقبل أن يقتصر دورنا الاقتصادي على التأثر ولابد من استرجاع الثقة لأنفسنا ليكون لنا تأثير في المشهد العالمي والاقتصاد الدولي، لاسيما أن احتياطي النقد الدولي لدولنا العربية يعادل دخل احتياطي أوروبا أو مجموعات اقتصادية أو أميركية كبرى.
من جهته، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط ان المنطقة تعاني من تهديد خطير لأمنها الغذائي وتقع غالبية دولها في نطاق الققر المائي.
واضاف في كلمته، أن الاوضاع العالمية تفاقم مشاكل دولنا وتداهم منطقتنا، وحذر من انه «لاتزال بعض الدول العربية تعيش أوضاعا تهدد أمنها واستقرارها».
وقال ان «دولنا العربية تواجه أخطارا من دول مجاورة تسعى لفرض هيمنتها»، مضيفا انه «لا يجب السماح بالتدخلات في الشؤون العربية من اي دولة».
وأعرب أبوالغيط عن تطلعه «لانعقاد القمة العربية الأفريقية في الرياض»، مؤكدا مواصلة «دعم وتأييد الحكومة الشرعية في اليمن».
من جهتة أكد رئيس جمهورية أذربيجان، والرئيس الحالي لمنظمة حركة دول عدم الانحياز إلهام علييف دعمه للقمة العربية بالجزائر، مشيدا بتميز العلاقات بين بلاده وجامعة الدول العربية.
وأعرب الرئيس الأذري، في كلمته عن رغبة بلاده في تعزيز الشراكة مع الدول العربية، وتوطيد العلاقات مع جامعة الدول العربية، وتعزيز مبادئ التضامن المشترك مع الدول الأعضاء بالجامعة العربية.
من جهته، أكد الرئيس السنغالي ماكي سال، الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، أن الاتحاد يعمل مع الجامعة العربية منذ نحو 40 عاما من أجل تحقيق الأهداف المشتركة بما فيها القضية الفلسطينية، والتي سيظل الاتحاد يدافع عنها كما تدافع الدول العربية، مشيرا إلى أن الاتحاد يعمل على تعزيز العمل العربي ـ الأفريقي.
وأكد أن القارة الأفريقية يمكنها بذل الكثير من الجهود في إطار التعاون الاقتصادي والاستثمار، مشيرا إلى أن إنشاء منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، يجب أن تبعث المزيد من التعاون في مجال الزراعة والبنى التحتية والطاقة والصناعة الطبية.
ووجه نداء الى كل الشركاء العرب بمن فيهم القطاع الخاص من أجل مواصلة الجهود المشتركة في هذا الصدد في إطار الاقتصاد والاستثمار للاستفادة من التكامل.
هذا، وأكد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، أن موقف الأمم المتحدة من القضية الفلسطينية ثابت، وهو ضرورة أن يعم السلام وانهاء الاحتلال وقيام دولتين تعيشان جنباً الى جنب والقدس عاصمة لهما.
ودعا في كلمته الى إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا واعادة اتفاق الحبوب لتجنب ازمة غذاء عالمية.