- عباس يدعو إلى تشكيل لجنتين وزاريتين عربيتين لدعم دولة فلسطين سياسياً وقانونياً
- الرئيس العراقي: نأمل أن تكون هذه الدورة منطلقاً لتنقية الأجواء للعمل العربي المشترك
- بن فرحان يعلن استضافة السعودية القمة المقبلة: يجب إصلاح منظومة الجامعة العربية
- ولي عهد الأردن في أول خطاب له أمام القمة: القدس مركز دفاعنا عن هوية الأمة
الجزائر ـ هناء السيد ووكالات
اختتم القادة والزعماء العرب أمس أعمال القمة العربية في دورتها الـ 31 التي عقدت في الجزائر في اليومين الماضيين برئاسة الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون.
وعقد القادة العرب أمس جلسة تشاورية مغلقة للتشاور بشأن عدد من القضايا المهمة، التي تمثل أولوية للعمل العربي المشترك وسبل تحقيق التوافق لمواجهة التحديات والتهديدات العديدة التي تواجه الدول العربية سياسيا واقتصاديا وأمنيا، والعمل على تحقيق لم الشمل العربي.
ثم عقد الزعماء جلسة عمل علنية تحدث خلالها القادة العرب حسب أولوية طلب الكلمة، أعقبتها جلسة عمل ثانية مغلقة لاعتماد مشاريع القرارات، و«إعلان الجزائر»، قبل ان ينتقلوا إلى الجلسة الختامية التي تم خلالها إعلان «إعلان الجزائر»، إضافة إلى الرسائل والبرقيات الموجهة إلى القمة.
القضية الفلسطينية
وإذ أكد القادة على مركزية القضية الفلسطينية وضرورة ايجاد حل عادل لها وفق المرجعيات الدولية بما يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وقيام دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة على خطوط 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، فإنهم شددوا على رفض التدخلات الخارجية بجميع أشكالها في الشؤون الداخلية للدول العربية والتمسك بمبدأ الحلول العربية للمشاكل العربية، ودعوا إلى تعزيز العمل العربي المشترك لحماية الأمن القومي العربي، والمساهمة في حل وإنهاء الأزمات التي تمر بها بعض الدول العربية.
وثمن القادة المساعي والجهود التي تبذلها العديد من الدول العربية، لاسيما الكويت، بهدف تحقيق التضامن العربي والخليجي.
وفي كلمته أمام الجلسة العلنية، أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ضرورة تعزيز وحدة الصف العربي لمنع التدخلات الخارجية، مشيرا إلى أن القمة العربية في الجزائر تأتي في توقيت مهم بالتزامن مع عدد من الأزمات العالمية.
تعزيز القدرات العربية
ودعا السيسي إلى تبني مقاربة لتعزيز قدراتنا العربية، لافتا إلى أن مصر تطمح إلى شراكة فعلية مع دولنا العربية استنادا إلى ما يجمعنا من تاريخ مشترك والتطلع إلى مستقبل أكثر ازدهارا ضمن سياق أوسع من تعزيز العمل الجماعي العربي.
وشدد على ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة في ليبيا وخروج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من البلاد.
وأضاف أن «تاريخ أمتنا يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن ما قد يؤلم أشقاءنا بالمغرب العربي سيمتد إلى مصر والمشرق العربي ودول الخليج، وأن عدم الاستقرار في دول المشرق أو فلسطين إنما تمتد آثاره إلى المغرب العربي، وأن تهديد أمن الخليج هو تهديد لنا جميعا، مؤكدا أن أمننا القومي العربي هو كل لا يتجزأ، فأينما نول أنظارنا نجد أن الأخطار التي تداهم دولنا واحدة.
وقال: إننا مازلنا نحتاج إلى مزيد من العمل العربي الجماعي حتى في التعامل مع الأزمات الجديدة التي جاءت لاحقة على القضية الفلسطينية، في ليبيا وسورية واليمن والعراق والسودان.
ونبه الرئيس السيسي إلى معضلة الأمن المائي التي تؤثر على عدد من الدول العربية، مجددا تأكيده في هذا السياق على أهمية الاستمرار في حث إثيوبيا على التحلي بالإرادة السياسية وحسن النوايا اللازمين للتوصل لاتفاق قانوني ملزم بشأن سد النهضة.
وقال: فلننظر حولنا.. لقد سبقتنا تكتلات أخرى نحو التكامل، رغم أن من أطرافها من عانوا من تناحر حقيقي بل وحروب فيما بينهم.. فما بالكم بنا ونحن لدينا من المشتركات في الثقافة والأديان والتاريخ والوجهة السياسية ما يحتم علينا توحيد رؤانا وتجاوز اختلافات وجهات النظر.
حل النزاعات سلمياً
بدوره، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن دولة الإمارات تضطلع بدور بارز في التصدي للتحديات الحاسمة الماثلة أمامنا على المستويين الإقليمي والدولي، على أساس من تعزيز التضامن والعمل العربي المشترك، وتغليب حل النزاعات بالطرق السلمية وإعطاء الأولوية للإغاثة الإنسانية، والحفاظ على السلام، ومعالجة الأزمات الصحية العالمية، بروح من التضامن العالي، ودعم تمكين المرأة والتأكيد على دور الشباب في بناء الأوطان، وتسخير إمكانات الابتكار والتكنولوجيا المتقدمة، وتطوير المنظومة الدولية لمكافحة التطرف والإرهاب.
وقال انه في ظل التحديات غير المسبوقة التي تواجه دولنا العربية والعالم أصبحنا في حاجة ملحة إلى تكثيف العمل وزيادة وتيرة التنسيق والتعاون العربي، وحل الأزمات التي تعيشها المنطقة، توخيا لنشر الأمل والتفاؤل والوحدة والسلام والتسامح.
هذه القيم هي أساس نهج دولة الإمارات العربية المتحدة، منذ عهد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وإخوانه المؤسسين، طيب الله ثراهم.
السلام والتعافي
وقال الشيخ محمد بن راشد، في كلمة خلال الاجتماع، إن خيار دولة الإمارات أن يكون شعار هذه المرحلة هو «السلام والتعافي والازدهار»، ضمن إطار إقليمي ودولي منفتح، قائم على قواعد القانون الدولي، وشبكة متينة من العلاقات الإقليمية والدولية للتعاون المشترك في مجالات الاقتصاد والتنمية المستدامة والتكنولوجيا المتقدمة والبحث العلمي، وللتغلب على التحديات ومواجهة التهديدات القائمة.
من ناحيته، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس القمة العربية إلى تشكيل لجنتين وزاريتين عربيتين للتحرك على المستوى الدولي، لدعم دولة فلسطين سياسيا وقانونيا، مطالبا قادة وشعوب الأمة العربية بوقفة حاسمة لنصرة القدس، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وموطن الإسراء والمعراج وحاضنة كنيسة القيامة.
وأعرب عباس في كلمته أمام القمة عن شكره للجهود التي تبذلها مصر من أجل رعاية المصالحة، مبديا تقديره للدول العربية والصديقة التي تسهم في تهيئة الأجواء لتحقيق المصالحة على قاعدة الالتزام بمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، والالتزام بقرارات الشرعية الدولية.
فضح ممارسات الاحتلال
وقال: نتطلع لدعمكم من خلال إصدار قرار بتشكيل لجنة وزارية عربية للتحرك على المستوى الدولي، لفضح ممارسات الاحتلال وشرح روايتنا وتنفيذ مبادرة السلام العربية، ونيل المزيد من اعتراف الدول الأوروبية بدولة فلسطين، والحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ومنع نقل سفارات الدول إلى القدس، وعقد مؤتمر دولي للسلام على قاعدة الشرعية الدولية، وتوفير الحماية الدولية لشعبنا الفلسطيني، وتطبيق قرار مجلس الأمن 2334، والقرارين 181 و194، اللذين كانا شرطين لقبول عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة.
وأضاف: كما نتطلع إلى دعمكم لتشكيل لجنة قانونية لمتابعة الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني.
وأعرب عن أمله في تحقيق المملكة العربية السعودية النجاح في مبادراتها «الشرق الأوسط الأخضر»، كما تمنى لدولة قطر النجاح في تنظيم كأس العالم لكرة القدم، والتي تقام لأول مرة في دولة عربية.
تفاهم عربي دولي
بدوره، أعرب الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد عن أمله وسعيه لأن تكون هذه الدورة، منطلقا لتنقية الأجواء للعمل المشترك فيما بين الدول العربية، مؤكدا ضرورة بناء تفاهم بين الدول العربية والمنظومة الإقليمية والمجتمع الدولي.
وأشار الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد، إلى أن محنة الشعب الفلسطيني مازالت في مقدمة مشكلاتنا ومازال الموقف العراقي متمسك بالحق المشروع للشعب الفلسطيني في إقامة دولته على كامل الأراضي الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
وجدد دعم العراق الكامل للوقوف إلى جانب الأشقاء في لبنان لنبذ الخلافات وتجاوز الأزمات السياسية والاقتصادية، مؤكدا حرص بلاده على سيادة سورية ووحدة أراضيها، مشيرا إلى دعمهم لاستكمال المحادثات السياسية بين الأطراف السورية كافة بما يعزز الأمن والسلام والديموقراطية ويرسخ الجهود الرامية إلى لإنهاء الأزمة الإنسانية التي عانها الأشقاء السوريون.
أول خطاب لولي عهد الأردن
أما ولي عهد الأردن الأمير الحسين بن عبدالله الثاني فقد أكد أن السلام العادل على أساس حل الدولتين والمبادرة العربية للسلام يبقى الخيار الاستراتيجي لحل القضية الفلسطينية، مضيفا أن القدس مركز دفاعنا عن هوية الأمة.
وأشار، في الكلمة التي ألقاها نيابة عن العاهل الأردني، إلى ان الأزمات التي يشهدها العالم تتطلب عملا عربيا تكامليا لمواجهتها، وقال «حان الوقت لنعمل معا للوصول إلى شبكات تعاون اقتصادية عربية حقيقية».
استئناف عملية السلام
واعتبر الأمير الحسين بن عبدالله في أول خطاب له أمام القمة أن «واجبنا كدول عربية تكثيف جهودنا مع الأطراف الدولية لاستئناف عملية السلام ودعم صمود الأشقاء الفلسطينيين على أرضهم».
وتطرق إلى الأزمات التي تشهدها العديد من الدول العربية مؤكدا أن «استقرار وأمن العراق الشقيق ركيزتان لأمن المنطقة واستقرارها»، وانه «لا بديل عن عمل جماعي لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية»، داعيا إلى حلول تعيد الأمن والاستقرار لأشقائنا في اليمن وليبيا.
من ناحيته، أعلن وزير الخارجية السعودي سمو الأمير فيصل بن فرحان استضافة المملكة للقمة المقبلة بدورتها الـ ٣٢ العام المقبل في الرياض، وأكد ان الصراعات الجيوسياسية تنذر بتقويض قدرة العالم على مواجهة التحديات، مضيفا انه يجب توحيد المواقف لتحقيق غايات العمل العربي المشترك، كما يجب العمل على إصلاح منظومة الجامعة العربية، وضرورة التكامل العربي لسد احتياجات الغذاء.
وقال في كلمة المملكة امام القمة: التدخلات الخارجية والميليشيات تحتم تكاتف جهودنا لمواجهتها، رافضا نهج التوسع والهيمنة على حساب الآخرين، مؤكدا سعي المملكة إلى دعم التنمية في الدول الشقيقة ضمن رؤية 2030.
واضاف بن فرحان ان المملكة تدعم إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلـــة وعاصمتها القدس الشرقية.
أمير قطر: نأمل أن تدفع مخرجات القمة العمل العربي المشترك إلى آفاق أرحب
أعرب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر عن تمنياته في أن تدفع مخرجات القمة العربية الحادية والثلاثين العمل العربي المشترك إلى آفاق أرحب تلبي طموحات الشعوب العربية.
وقال سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد، في تغريدة عبر حسابه الرسمي على موقع تويتر «أهنئ أخي الرئيس عبدالمجيد تبون على نجاح القمـة العربيـة الـ 31، وأشكر أشقاءنا في الجزائر على حسن التنظيم وكرم الضيافة»، متمنيا أن «تدفع مخرجات القمة العمل العربي المشترك إلى آفاق أرحب تلبي طموحات شعوبنا العربية في التنمية والازدهار، وتدعم الأمن والسلام في المنطقة».
أبوالغيط: القمة أكدت الحاجة للتفاعل مع العالم ككتلة عربية وليس فرادى
قال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط إن هناك مطالبات من القادة العرب بضرورة أن تكون هناك حلول للمشكلات العربية وأن تتوقف الأطراف الخارجية عن التدخلات في الشأن الداخلي العربي.
ولفت أبوالغيط، خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة عقب اختتام أعمال القمة العربية أمس، إلى أن البعد الاقتصادي في العمل العربي المشترك استحوذ على اهتمام أساسي في هذه القمة، وذلك بسبب وجود أزمات الطاقة والغذاء والمياه فضلا عن التغيرات المناخية التي لها تأثيرات على الأوطان العربية، مشيرا إلى أن قمة الجزائر من أكثر القمم العربية حضورا من حيث المستوى.
واشار إلى أنه سيتم تدارس اقتراح الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون بخصوص إنشاء «لجنة حكماء» تقدم المساعدة لرئيس القمة العربية.
وتابع أبوالغيط: إن القمة شهدت حضورا قويا من العرب والأجانب الذين شاركوا الجزائر الاحتفال بمرور 68 عاما على الثورة الجزائرية، كما اتسمت بقدر كبير جدا من التوافق بين القادة العرب، مبينا أن مداخلات القادة العرب أكدت الحاجة لأن يكون المجتمع العربي قادرا على التفاعل مع العالم الخارجي في صورة كتلة عربية قادرة على مخاطبة العالم وليست كدول منفردة.
وأشار أبوالغيط إلى أن القمة العربية الحادية والثلاثين اهتمت بالدول التي تعرضت لأزمات على مدى العقد الأخير، وهي: سورية وليبيا واليمن، لافتا إلى القرار الصادر عن قمة الجزائر بعنوان «صيانة الأمن القومي العربي» والذي يتناول كل المحاور التي تحظى بالاهتمام العربي، ومنها: الأمن المائي لجميع الدول العربية كجزء من الأمن القومي العربي، والتنويه بالقرارات السابقة التي تناولت الأمن المائي العربي.
من جهته، قال وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة إن العرب أدركوا ضرورة العمل المشترك وتضافر الجهود كي يفرضوا مصالحهم في الساحة الدولية.
وردا على سؤال بشأن مقعد سورية الشاغر في الجامعة العربية، قال لعمامرة إن استعادة دمشق لمقعدها في الجامعة «أمر طبيعي وسيتحقق».