أعرب البابا فرانسيس بابا الفاتيكان في ختام زيارته التاريخية للمنامة أمس، عن شكره وامتنانه لعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، على كرم الضيافة التي حظي بها على مدار الزيارة التي استغرقت 4 ايام.
وأفادت وكالة انباء البحرين الرسمية «بنا» في بيان بأن الملك حمد بن عيسى تلقى رسالة شكر صوتية من البابا فرانسيس من على متن الطائرة التي اقلته أثناء مغادرته البحرين، قال فيها: «بمناسبة مغادرتي إلى روما وختام رحلتي.. أود أن أعبر مرة أخرى عن امتناني لكرم الضيافة التي لقيتها خلال إقامتي في بلدكم وأؤكد على دعائي لكم ولجميع شعب مملكة البحرين».
وكان عاهل البحرين في وداع بابا الفاتيكان والوفد المرافق لدى مغادرته المنامة، وودع الملك حمد بن عيسى كذلك الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين لدى مغادرته البحرين، مختتما زيارة للمملكة.
وقد شارك الزعيمان الروحيان خلال زيارتهما في فعاليات ملتقى البحرين للحوار «الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني». وفي إطار زيارتهما للمنامة، عقد البابا فرانسيس وشيخ الأزهر لقاء ثنائيا امس.
وقالة وكالة «بنا» إنه خلال اللقاء، أعرب د.أحمد الطيب عن تقديره للبابا فرانسيس وجهوده من أجل تعزيز قيم السلام والتعايش، مؤكدا أن اللقاءات التي تجمعهما معا تأتي في إطار علاقاتهما الأخوية، وسعيهما المشترك لإحلال وإرساء قيم السلام والعيش المشترك وقبول الآخر.
ونقلت «بنا» عن شيخ الأزهر إشارته إلى توافق الرؤى بينه وبين البابا حول أهمية التنسيق المشترك بين الجانبين لإنقاذ الإنسانية من ويلات الصراعات والحروب، من خلال التركيز على القواسم المشتركة والتصدي لكل الأفكار والممارسات التي تغذي وتنشر الكراهية والتعصب.
من جانبه، رحب البابا فرانسيس، بفضيلة الإمام الأكبر، معربا عن تقديره لجهود الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين في دعم وتشجيع الحوار بين أتباع الأديان ونشر ثقافة الأخوة الإنسانية وتعزيز السلام العالمي.
وقال: «إن علاقتنا مع فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر ومجلس حكماء المسلمين تمثل مرحلة مهمة للعلاقات بين الشرق والغرب»، مؤكدا أهمية تضامن قادة وزعماء الأديان من أجل خير البشرية وإعلاء صوت الدين لخدمة الإنسانية، مشددا على أهمية الحوار في إنهاء الحروب والصراعات والحد من انتشار العنصرية والكراهية. وكان البابا فرانسيس اختتم زيارته بزيارة أقدم كنيسة كاثوليكية في منطقة الخليج العربي.
وقال البابا، الذي يعاني من مشكلات في الركبة أجبرته على استخدام كرسي متحرك خلال رحلته، للأساقفة والقساوسة والراهبات إن عليهم أن يتجنبوا الشقاق والجدل والنميمة وان يكونوا بناة للوحدة والأخوة الإنسانية، بما يعزز من مصداقية مساعي الحوار مع الآخرين.
وأضاف «إذ أرى المؤمنين من لبنان الحاضرين، أؤكد صلاتي وقربي خصوصا من ذلك البلد الحبيب والمتعب الذي يمر بمحنة ومن كل الشعوب التي تتألم في الشرق الأوسط».
وجدد البابا صلاته من أجل أوكرانيا، داعيا لإنهاء الحرب فيها، مع دخول الغزو الروسي شهره التاسع. وفي نهاية زيارة الكنيسة والقداس، وجه البابا فرانسيس بابا الفاتيكان الشكر للملك حمد بن عيسى على «الضيافة الاستثنائية».