«بي.بي.سي»: تكتسب انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي والتي تعرف بانتخابات منتصف الولاية، أهمية كبيرة في الولايات المتحدة بالنظر إلى أربعة أسباب رئيسية.
شكل السياسات المستقبلية
يؤثر التصويت في انتخابات التجديد النصفي بشكل مباشر على شكل السياسات المستقبلية والحياة اليومية للأميركيين، وذلك لأن الطرف الفائز على المستوى الفيدرالي ومستوى الولاية سيؤثر على تحديد الأولويات. فإذا انتصر الجمهوريون، فمن المتوقع أن تكون على رأس أولوياتهم السياسات المتعلقة بالهجرة والحقوق الدينية والتصدي لجرائم العنف. وبالنسبة للديموقراطيين ستكون أولوياتهم السياسات المتعلقة بالبيئة والرعاية الصحية وحقوق التصويت والسيطرة على السلاح.
الرقابة البرلمانية
سيكون لانتخابات التجديد النصفي تأثير يتجاوز الدوائر السياسية. فلمدة عامين، كانت رقابة الكونغرس تحت سيطرة الديموقراطيين، مما قلص حجم الاستجوابات الموجهة للبيت الأبيض، كما جعلوا من أحداث اقتحام «الكابيتول» من جانب أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب في 6 يناير 2021 هي المحور الأساسي لتحقيقات الكونغرس.
لكن كل ذلك سيتغير إذا سيطر الجمهوريون على غرفة واحدة في الكونغرس، أو على كليهما. إذ يتوعد الجمهوريون في مجلس النواب بعقد جلسات استماع حول العلاقات التجارية لهانتر، نجل الرئيس بايدن مع الصين، بالإضافة إلى تحقيقات مفصلة في سياسات الهجرة لإدارة الرئيس الديموقراطي، وانسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان وأصل جائحة فيروس كورونا.
مستقبل بايدن
تعتبر الانتخابات التكميلية عادة استفتاء على أول عامين من فترة الرئاسة، حيث يتعرض الحزب الحاكم لضربة في هذه الانتخابات في كثير من الأحيان.
وقد كانت شعبية الرئيس بايدن ضعيفة لأكثر من عام. وبينما يبدو أن حظوظ الديموقراطيين قد تعافت إلى حد ما، فإن معدلات التضخم المرتفعة والمخاوف بشأن الاقتصاد تعني أن الحزب لايزال يواجه معركة شاقة للسيطرة على غرفتي الكونغرس.
وإذا سيطر الجمهوريون على إحدى غرف الكونغرس، فإن نافذة الإنجازات التشريعية سوف تغلق أمام الرئيس لبقية فترة رئاسته.
وسيتم تفسير أي نتيجة سلبية للديموقراطيين في الانتخابات على أنها علامة على الضعف السياسي المستمر لبايدن، وقد تتجدد الدعوات بتنحي بايدن جانبا من أجل مرشح ديموقراطي آخر يخوض سباق الرئاسة في عام 2024.
طموحات ترامب
إذا فاز مرشحو الرئيس السابق دونالد ترامب فقد يثبت ذلك أن نهجه الخاص من السياسة المحافظة له جاذبية على المستوى الوطني. لكن إذا فشل الجمهوريون في الكونغرس، وكان ذلك بسبب فشل مرشحي ترامب غير التقليديين، فقد يتحمل الرئيس السابق الكثير من اللوم والفشل.
وفي هذه الحالة، ستتضاءل فرص ترامب في الفوز بترشيح الحزب في الانتخابات المقبلة وتتعزز فرص منافسيه داخل الحزب.