- الخميس: لا تستخفّوا بالعلماء ولاتتهموا جلّهم بأنهم متواطئون أو منافقون أو مداهنون
- الحزيمي: أول فئة تُنشر عنهم الشائعات والأكاذيب هم الحكام والعلماء لإسقاط هيبتهم
- العنزي: لحوم العلماء مسمومة وعلى الإنسان أن يمسك لسانه عن الطعن فيهم والتشهير بهم
- الشمري: على المسلمين أن يوقروا علماءهم وأئمتهم وألا ينشروا لهم إلا ما صح عنهم
في البداية، يحذّر الشيخ د.عثمان الخميس من الطعن في العلماء أو القول بأنهم مداهنون أو أنهم جبناء أو مراءون وغير ذلك من الأمور فلا تستخف بالعلماء واتهام جلهم بأنهم متواطئون أو منافقون ومما يتهم به من عامة الناس، فالإنسان عليه أن يحسن الظن بأهل العلم خاصة ما عرف عنهم الا الخير. وبين د.الخميس انه في وقت الفتن تطيش العقول ويرى البعض من العلماء أن السلامة أن يسكت الآن، فأحسنوا الظن بهم بدلا من أن تعيبهم وتتكلم فيهم. وأما من يتهم العماء بأنهم علماء سلطة فهذا من الاستهزاء بالله ورسوله، فاتهام العلماء الذين أفنوا شبابهم في طلب العلم وتحصيله، فقط لأنهم يتبعون سنة النبي صلى الله عليه وسلم في السمع والطاعة لولي الأمر أو في تنزيل الأمور على القواعد الشرعية، وذكر د.الخميس أن أحدهم حدثه عن أحد كبار العلماء بأنه من علماء السلطة، سألته من هم علماء السلطان هل الذين يفتون للسلطان او الرئيس؟ وقلت له العلماء ثلاثة: عالم السلطة هو الذي يفتي بما يشتهي السلطان، وعالم أمة هو ما يفتي تبعا لما يطلبه المستمعون ليكسب حب الناس في فتواه ويريد الأمة تمدحه، والثالث عالم ملة وهو يقول ما قاله الله وما قاله الرسول. وقلت هؤلاء ما لديهم دعاوى باطلة فلا يجوز اتهام العلماء بمثل هذا الكلام، عالم سلطة. فلا يصح إلقاء التهم على علماء الدين.
عواقب وخيمة
حول خطورة تداول الأخبار غير الموثوقة يقول الشيخ رائد الحزيمي: ان تناقل الأخبار بغير علم مصيبة وعواقبها خطيرة، فعالم اليوم يموج بأخبار لا حصر لها تعج بها وسائل التواصل الاجتماعي، تنتقل على مدار الساعة دون ضابط ودون توقف. وأكد الشيخ الحزيمي ان التهاون في نشر الأخبار يدخل المسلم في دائرة الإثم، فقد جاء في الحديث: «كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع» كما حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الرجل يكذب الكذبة تبلغ الآفاق، واليوم يحدث كل هذا بلمسة زر واحدة ولا يلتفت كثير من الناس إلى ان ذلك قد تترتب عليه آثار خطيرة على الأفراد وعلى الشعوب ايضا، وكلنا يرى تدوير آلاف الأخبار الملفقة والشائعات والتلاعب بالصور والأسماء والأحداث في الفضاء الإلكتروني، والفاعل والمصدر دائما حسابات وهمية مجهولة لا تعرف أهدافها ولا الجهات التي تحركها. ولفت الحزيمي إلى ان هناك فئة تُنشر عنهم الشائعات والأكاذيب هم الحكام والعلماء لإسقاط هيبتهم وشحن النفوس ضدهم وهذا بحق هو مكر الليل والنهار وما يسمى غسيل الأدمغة حتى لا تبقى للمسلمين مرجعية لا سياسية ولا شرعية فتشيع الفوضى وتسقط هيبة الدولة، وحينئذ تدخل جهات ذات اجندات خاصة يتملكون الساحة ويفسدون على الناس دينهم ودنياهم، ومن ناحية اخرى ماذا لو ان الخبر صحيح هل علي نشره؟
هنا ايضا امرنا الله سبحانه وتعالى أن نتريث وأن نرد الأمر الى اهله وولاة الأمر المعنيين به، يقول عزّ من قائل: (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا) هذا تأديب من الله لعموم الناس أن يثبتوا وألا يتعجلوا نشر اي خبر قبل ان يردوه الى اهل العلم والرأي الذين هم على دراية بالمصالح والمضار، فما اكثر الذنوب التي تجيء من وراء ما يسمى السبق الصحافي.وحذر الشيخ الحزيمي من الظن لأنه حتى ولو كان الخبر صحيحا فإن الجدل حول اسبابه وتداعياته وإضفاء وجهات النظر الشخصية على الأحداث المجردة ويدخل الناس في الظن يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث».
لحوم العلماء مسمومة
يقول د.سعد العنزي: ان افضل ما اطلعت عليه من كلام يحفظ للعلماء كرامتهم: «أن الواجب على المسلم ان يحترم اهل العلم والفضل وأن يقدر لهم منازلهم التي اكرمهم الله بها، وأن يمسك لسانه عن الطعن فيهم والتشهير بهم فلحوم العلماء مسمومة».
ومن المعلوم أن لكل انسان من قوله أخذ ورد الا المعصوم صلى الله عليه وسلم والواجب على من رأى خطأ لعالم أو زلة ان يسعى بالنصيحة والبيان لا بالتحامل والتشنيع والتشهير، فإن هذا يمنع في حق عامة الناس ومنعه في حق العلماء من باب أولى.
أهل التقوى
أما الشيخ سعد الشمري فيقول: المسلم مأمور بحفظ لسانه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده» وجعل عنوان النجاة في الدنيا والآخرة كما جاء في الحديث «النجاة أن تمسك لسانك وأن يسعك بيتك وأن تبكي على خطيئتك» وما يحصل في هذه الأيام، وفي هذه الأزمان من اطلاق اللسان، وعدم التقيد بما فيه خير ومنفعة في دينه ودنياه اوقع كثيرا من الناس في المشاكل والمهالك من الكذب والغيبة والنميمة والقذف والبهتان والتعبير والاستهزاء ورمي الاتهامات ونشر الإشاعات، فهذه الامور التي تصدع المجتمع الواحد وتنشر فيهم العداوة والبغضاء ولا سيما الاشاعات التي تزلزل المجتمع، وتشكك الناس في أمرهم وتثير الفزع والقلق، وتغرس فيهم سوء الظن بالمؤمنين وبالأبرياء، ولا سيما أهل العلم والتقوى الذين جاء فيهم قوله سبحانه وتعالى (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) وقوله صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا» ولهذا لابد للمسلمين جميعا ان يوقروا علماءهم وأئمتهم، وألا ينشروا لهم إلا ما صحّ عنهم أو الإفتاء به، وألا يبتروا كلامهم من أجل السبق الصحافي كما يقولون، أو من أجل إثارة مسألة من مسائل العلم حتى يحدث فتنة، وهذا يدل على خبث النفوس، وسوء الطوية، والكل عند الله سبحانه وتعالى محاسب وأذكّر اخواني بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان تقول له اتق الله فينا فإنما نحن بك فإن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا».
وجاء في الحديث: «إن من الشياطين مسجونة سجنها نبي الله سليمان تكاد أن تخرج فتلقي على مسامع الناس قرآنا وليس بقرآن» والله المستعان وهو الهادي الى سواء السبيل والحمد لله رب العالمين.
انتشرت الإشاعات المغرضة والطعن في الأعراض بمواقع التواصل الاجتماعي بحيث أصبحت سببا في الفساد والكذب، وهذا أمر ترفضه العقول السوية، قال تعالى: (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة) فكيف بمن يعمل على نشر الشائعات والطعن في السمعة والسيرة للعلماء والرموز بالافتراء والكذب والتشهير بهم عبر وسائل التواصل؟! حول خطورة هذه القضية نتعرف على رأي علماء الشرع.