خديجة حمودة
أكد الرئيس الأميركي جو بايدن في مؤتمر الأطراف حول المناخ في شرم الشيخ أن الأزمة المناخية «تهدد الحياة على الكوكب» متعهدا بتحقيق أهداف الولايات المتحدة في خفض الانبعاثات بحلول 2030، متعهدا بمكافحة تغير المناخ وتوفير موارد الطاقة المتجددة، قائلا: «مهمتنا منع كارثة مناخية، والانتقال للطاقة الخضراء»، مشددا على أن الولايات المتحدة تتعامل مع قضية المناخ كملف عاجل.
وأضاف الرئيس الأميركي - خلال كلمته، أمام قمة المناخ (cop 27) بمدينة شرم الشيخ : «نسعى لحشد دول العالم لاتخاذ أهداف طموحة بشأن المناخ».
وأعرب الرئيس الأميركي جو بايدن، عن شكره للرئيس عبدالفتاح السيسي، لاستضافة هذه اللحظة التاريخية، والمشاركة في هذه القمة الحيوية، معربا عن شكره للمبعوث الأميركي الخاص للمناخ جون كيري، مشيدا بالتقدم الهائل في مجال المناخ الذي تم إنجازه خلال السنتين الماضيتين.
وقال بايدن: «رسالتنا من هنا في مصر، حيث الأهرامات والآثار العريقة الشاهدة على عبقرية البشرية على مدى الألفيات، هي منع وقوع كارثية مناخية والاستفادة من فرصة إنشاء اقتصاد جديد بالطاقة النظيفة»، مشددا على أن هذا ضروري لحاضرنا ومستقبلنا.
وأضاف الرئيس الأميركي أنه وفقا لمنظمة الأرصاد الجوية العالمية فالسنوات الثمانية الأخيرة كانت الأشد حرارة في العالم، حيث شهدت الولايات المتحدة جفافا تاريخيا وحرائق في الغرب وأعاصير وعواصف مدمرة في الشرق، وفي أفريقيا أيضا حيث شاهدنا الكثير من أمم العالم الأكثر تضررا من تغير المناخ وتعرضا لانعدام الأمن الغذائي والجوع.
وتابع: «شاهدنا ظواهر كثيرة لتغير المناخ منها الجفاف الشديد في القرن الأفريقي منذ أربع سنوات، وفي نهر النيجر في غرب أفريقيا نرى الحياة التي يعيشها الصيادون والمزارعون في نيجيريا، حيث ان أكثر من 600 شخص قد قتل بالفيضانات ومليون و300 ألف هجروا، كما تغيرت مسارات هجرة الحيوانات بعد مئات السنين وتعرض الرعاة والمزارعين للخطر».
وشدد الرئيس الأميركي على أهمية مواجهة ظاهرة تغير المناخ من أجل الأمن البشري والبيئي والقومي وحياة كوكبنا.
وتعهد الرئيس الأميركي بأن بلاده ملتزمة بتنفيذ اتفاق باريس من أجل تخفيض الانبعاثات بنسبة 50 إلى 52% بحلول 2030، مشيرا إلى أنه خلال العام الماضي تعهد بزيادة الدعم الأميركي أربعة أضعاف للتمويل المناخي وتقديم 11 مليار دولار سنويا بحلول عام 2024، بالإضافة إلى 3 مليارات دولار من أجل التكيف.
وأوضح أنه بلاده سوف تمول خطة الطوارئ للتكيف والقدرة على الصمود المسمى «بريبر» لمساعدة أكثر من نصف مليار نسمة في البلدان النامية بهدف الاستجابة لتغير المناخ، مشيرا إلى أن إدارته طلبت ملياري دولار لخطة «بريبر» في هذا العام.
وأعلن الرئيس بايدن عن مبلغ 150 مليون دولار كدفعة أولى لمبادرات تدعم خطة «بريبر» للتكيف في أفريقيا بما في ذلك برنامج التكيف في أفريقيا، موضحا أن هذا المجهود انطلق بالاشتراك بين مصر والولايات المتحدة في يونيو الماضي، وذلك يسهم في توسيع نظم الإنذار المبكر لتغطية أفريقيا وتوسيع فرص التمويل المناخي والحماية من المخاطر وتعزيز الأمن الغذائي وتعبئة القطاع الخاص ودعم مركز جديد للتدريب في مصر لتعجيل جهود التكيف عبر القارة الأفريقية.
وأكد بايدن أن الإدارة الأميركية ساهمت للمرة الأولى في صندوق التكيف العام الماضي، مشيرا إلى أن هذا العام نتعهد بمضاعفة هذا المبلغ ليكون 100 مليون دولار.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن: «أطلقنا في العام الماضي إحدى المبادرات مع رئيسة المفوضية الأوروبية في التعهد العالمي بشأن غاز الميثان، حيث بدأنا مع الاتحاد الأوروبي و8 بلدان أخرى، وفي جلاسكو زادت لتشمل 100 بلد»، مشيرا الى أن غاز الميثان أخطر من الكربون بـ 80 مرة ويمثل نصف مسببات الاحترار بالقيمة الصافية.
وأضاف أن تخفيض غاز الميثان بنسبة 30% بحلول عام 2030 أفضل وسيلة للاحتفاظ بهدف الدرجة والنصف.
وتابع: «نعلن اليوم عن خطة عمل جديدة لتخفيض انبعاثات الميثان توضح كيف نلبي هذا العهد، ونستثمر أكثر من 20 مليار دولار للتخفيف من غاز الميثان محليا لوضع حد أقصى على الأبار التي تسرب الميثان وتحسين أجهزتنا الصناعية في قطاع النفط والغاز واعتماد تنظيمات جديدة بما في ذلك اقتراح صادر عن هيئة حماية البيئة لتعزيز المعايير النموذجية بشأن الميثان في قطاعات مختلفة للتأكد من أن الميثان لا يؤثر على الصحة العامة».
وأوضح الرئيس الأميركي أن هذه الخطوات ستخفض انبعاثات الميثان «الأميركية» من المصادر التي نغطيها بهذه الخطة بنسبة 87% بحلول عام 2030 بالمقارنة مع عام 2005.
وقال الرئيس الأميركي: «يسعدني أن أعرض عليكم اليوم أنه إلى جانب الاتحاد الأوروبي وألمانيا فهناك صفقة جديدة بـ 500 مليون دولار لتمويل تحول مصر إلى الطاقة النظيفة»، مؤكدا أن هذه الصفقة ستسمح لمصر بالحصول على 10 جيجاواط من الطاقة المتجددة بحلول 2030 وتحسين 5 جيجاواط من الطاقة المولدة بالغاز بما يخفض انبعاثات مصر في نطاق الطاقة 10%، كما سنعمل مع مصر على حجز 4 مليارات من الأمتار المكعبة من الغاز الطبيعي حاليا تخسرها مصر في الحرق والرياح والتسرب وبفضل هذا التعاون فان مصر تصبح قادرة على تحقيق ما وضعته لنفسها كمساهمات محددة وطنيا.