- العدواني لـ «الأنباء»: شكراً من القلب لجمعية المحامين والداعمين «تستاهلون ماي عيني»
- تصفح مواد الدستور الـ 183 متاحة عبر تطبيق ذكي يتم تحميله من «غوغل بلاي» أو «آب ستور»
- الشريان: ذوو الإعاقة مرحب بهم في جمعية المحامين.. ونحتاج إلى تطوير القوانين لدعمهم
محمد راتب
إنجاز غير مسبوق، وهمة عالية تفوق الحدود، عمل مبدع سلب الأنظار إليه، وجمع القلوب عليه، سره في صانعه، وجماله في مبدعه، سبق المبصرين إليه، وأطلع الكفيفين عليه، جعله مبذولا أمام الجميع بلا حواجز، فالدستور الكويتي اليوم لا يجهله أحد، حتى وإن كان لا يبصر، وهذا كله بفضل المبدع الكفيف عبد الرحمن غرير العدواني الذي أثبت للعالم كله أن الإعاقة ليست حاجزا أمام الإبداع والتطوير والعمل، وأن هذه الفئة قد تقدم للبلاد أكثر من غيرها، فدافعها حب الوطن والانتماء إليه.
فعلى مسرح جمعية المحامين وبحضور شخصيات وهيئات يتقدمهم راعي الفعالية رئيس جمعية المحامين شريان الشريان، إضافة إلى عدد من كبار الشخصيات والمسؤولين وعدد من ذوي الإعاقة، إلى جانب ممثل رئيس تحرير «الأنباء» ومستشار الإدارة العامة يوسف عبد الرحمن، احتفى الكفيف المبدع عبد الرحمن غرير العدواني بالشخصيات والجهات الداعمة له في إنجازه الكويتي العالمي المتمثل في إطلاق الدستور الكويتي السمعي الذكي الأول الذي هو عبارة عن تحويل مواد الدستور المكتوبة بالخط البصري العادي إلى مواد سمعية متاحة للجميع، حيث تمت الفعالية بالتزامن مع الذكرى الستين لصدور الدستور والتصديق عليه تحت شعار «مع جزيل شكري يا وطني»، حيث دعا إلى هذه الفعالية كافة الشخصيات والجهات التي وفرت له الدعم بكافة أشكاله لإنجاز عمله ليقول لهم: «شكرا من القلب إلى القلب».
و قال المبدع الكفيف عبد الرحمن العدواني لـ«الأنباء» إن هذا الإنجاز الوطني الكويتي العالمي هو الأول من نوعه، لكونه حول مواد الدستور المكتوبة بالخط البصري إلى مواد سمعية متاحة للجميع، وقد قمت بتسجيلها بصوتي كاملة، وأصبحت أول كفيف في العالم يسجل دستور بلده بصوته، ما ساهم في تسجيله تصنيفا عالميا، وفي مكتبة الكويت الوطنية كمصنف مرئي مسموع.
وأشار إلى أن الفكرة لم تقتصر عند هذا الحد بل تطورت ونمت إلى تطبيق ذكي عبر الهواتف المحمولة، يمكن لأي شخص في العالم تحميله عبر «غوغل بلاي» أو «آب ستور»، ليتصفح مواد الدستور البالغة 183 مادة، والوصول إليها بكل سهولة، إلى جانب إمكانية البحث عنها.
وخلال الحفل، ألقى العدواني كلمة قال فيها: أشكركم جميعا على حضور هذه الفعالية التي أكرم من خلالها الشخصيات العزيزة والكريمة التي احتفت بي، واحتضنتني، ودعمتني بكلمة تشجيعية أو معنوية أو تفاؤلية أو بلقاء ساهم في دفعي للاستمرار بالعطاء، فنحن على العهد باقون، وعلى الإبداع مستمرون.
وزاد: أحدثكم من القلب إلى القلب، من دون أي ورق مكتوب، بكلام صادق عفوي من القلب، أتمنى أن يصل إلى القلوب المحبة، شكرا لكل من دعمني، شكرا بجميع معاني الشكر والتقدير التي تفوق حدود التعبير وجمال التفكير، شكرا من القلب للقلب بجميع معانيه التي يعجز اللسان عن وصفها، أو الكلمات عن كتابتها.
وأضاف العدواني: إن إنجازي هو من يعرف الناس بي، فعندما يسأل البعض من قام بهذا الإنجاز فسيعلمون أنه الكفيف عبد الرحمن العدواني، متابعا: أقول باختصار.. أشكر الجنود المجهولين الذين لم يظهروا للعلن، لكنهم أوصلوني لمراحل رائعة لم أتوقعها في يوم من الأيام، فقد يسر الله لي هؤلاء الأحباء الذين أحتفي بهم اليوم، وأقول لهم مرة أخرى: شكرا لكل شخص قدم لي معروفا بأي شكل من الأشكال، شكرا لكل من تواجد في حياتي وقدم لي كلمة تفاؤلية للحياة.. للإبداع، للكويت أمنا التي لن نخرج من جزائها مهما عملنا، ونطمح لرفع رايتها، ونعمل وننجز ليس من أجل أشخاصنا، وإنما من أجل الكويت الحبيبة.
واستطرد بقوله: قبل أن يقال اسمي يقال الكفيف الكويتي، وفخري أني كويتي وأنجز، أرفع رأس أمي الكويت، فالكلمات تعجز عن الكلام، فأنا أفتخر بأني كويتي، وأنجز للكويت، وأعدكم بالاستمرار في الإنجاز العطاء بلا حدود أو قيود من أجل الكويت، فأهلها «يستاهلون ماي عيني»، مختتما: لا حرمني الله هذه الوجوه الكريمة التي حضرت من أجلي، من تركوا أعمالهم من أجل الكفيف عبد الرحمن العدواني، وهذا تقدير كبير لي وأقل ما أقدمه لكم أن أكرمكم، وتستاهلون أكثر.
بدوره، أكد رئيس مجلس إدارة جمعية المحامين شريان الشريان أن هذه اللحظات تاريخية لكل شخص يشعر بالمسؤولية نحو هذه الفئة التي نتشرف بها دائما، ونسعى إلى أن تكون القوانين متطورة بخصوصها، فلذلك أنشأنا منذ سنوات مركزا لذوي الإعاقة، وإن كنت أرى أن يسمى مركزا لذوي الهمم، موضحا أنه وإن كان لكل الناس همم إلا أن هذه الشريحة من المجتمع لديها همم كبيرة جدا لا يعلمها إلا الله، فمنهم من غير العالم، ومنهم من غير الأدب والفكر، ومنهم من تبوأ أرقى المناصب، ومنهم من حصل على براءات اختراع غيرت الكثير من الأمور، لذلك نتكلم بصوت عال يجب أن تكون هناك تشريعات خاصة تطور منهج الفكر تجاه هذه الفئة الرائعة المبدعة التي رفعت اسم الكويت عاليا في جميع المحافل الأدبية والفكرية والرياضية والعلمية والمهنية.
وزاد: فخور بأن أكون أول رئيس جمعية تقبل هذه الفئة لتمارس أعمالها المهنية، حيث كانت في السابق لا يتم قبولها ولكن بدأنا باتخاذ قرارات في لجنة القبول لتقوم بممارسة مهنتها في المحاماة، موضحا أن هذه الفئة قد تكون أفضل من الأشخاص العاديين بفكرهم ومهاراتهم وتفانيهم وعطائهم.
وتابع: إننا سباقون لدعم قوانين الإعاقة والارتقاء بهذه الفئة فكريا وماديا وعلميا وأدبيا، من خلال إيجاد تشريعات نوعية تختلف عن التشريعات الرجعية التي لا تتماشى مع قوانين الإعاقة والتي بدأت المنظمات الدولية الكبرى مثل الأمم المتحدة ترعى تشريعات جديدة تغير مفاهيم التعامل والتطوير والانخراط لهذه الجماعات المبدعة.
واختتم الشريان: أشكر للعدواني هذا الإنجاز الطيب، والابتكار المميز الراقي الذي سيغير الكثير الكثير، واليوم سجلنا الدستور، ونحتاج إلى تسجيل القوانين الحقوقية لتكون هناك ثقافة مجتمعية تميز الكويت عن غيرها، ولن تلقى منا هذه الأفكار إلا الدعم الكامل، ومستعدون لتبني أي فكرة لأي شخص من المعاقين سواء مقروءة أو مهنية أو صناعية تمثل تغيرا بدعم مادي ومعنوي، ونحن فخورون بالعدواني لأنه يمثل عصامية لا يملكها أي شخص، فقد استطاع بمجهود شخصي أن يقوم بهذا الإنجاز الكبير، ومستعدون لتقديم كافة الخدمات التي تحتاج إليها.
وفي ختام الحفل، قام المبدع الكفيف عبدالرحمن العدواني بتكريم الجهات والشخصيات الداعمة بدروع تكريمية إضافة إلى بطاقات شكر مميزة لكل داعم على حدة مكتوبة باسمه بلغة «برايل»، ما جعل من هذه اللفتة المميزة محط إعجاب واستحسان من الحضور.
«الجنجفة» بلغة برايل.. أول دوري للمكفوفين والمبصرين
حول الإنجازات القادمة التي يعمل على تحقيقها، قال العدواني إن هناك ابتكارات جديدة يعمل عليها، وان آخر ما قام به هو أوراق اللعب المختصرة «الجنجفة» غير العادية، مشيرا إلى أن ابتكاره يتمثل في وضع بروز على الورقة العادية بلغة برايل وترميزها برموز معينة تتيح للمكفوفين اللعب مع المبصرين، مبينا أننا نستطيع الآن رؤية أول دوري لأوراق اللعب المشتركة بين المبصرين والمكفوفين.
«الأنباء» قدمت لي الكثير
أكد عبدالرحمن العدواني أن الفعالية التي نظمها الهدف منها شكر وسائل الإعلام والشخصيات التي دعمته، وألقت الضوء على إنجازه الكويتي الأول، قائلا: أشكر الجميع والشكر لا يوفيهم حقهم، وأكرمهم بهذه الفعالية تقديرا واحتراما لهم.
وتابع: أما بالنسبة لـ«الأنباء»، فقد كان استقبالهم أكثر من رائع، «حملوني من الأرض شيل» من الباب إلى رئيس التحرير السيد يوسف خالد المرزوق، وكذلك أشكر الأستاذ يوسف عبدالرحمن، بالإضافة إلى الإهداءات، والدعم المباشر وغير المحدود بالأخبار والصحف والتغطيات التي كان لها صدى كبيرا في الأوساط الإعلامية والفكرية، مشيرا إلى أن الفيديو الذي تم تصويره لاقى استحسانا كبيرا من الناس وتشجيعا منهم، فأنا سعيد بحضوركم هذه التغطية، وشكراً لكم.