مفرح الشمري
تكريم الأشخاص بعد الممات أمر محمود ولكن تكريم الشخص وهو على قيد الحياة هو عرفان وتقدير لما قدمه وقد يكون إرثا قيما لأسرته وأيضا يشعر بتقدير وطنه لما قدمه من عطاء بإخلاص جعل الجميع يشيدون برحلة العطاء وهو على قيد الحياة.
من هذا المنطلق جاءت جائزة الدولة التقديرية بعدما اقترحت الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب إنشاء «جائزة الدولة التقديرية» التي تمنح لأبناء الكويت الذين لهم الريادة والتأسيس، وتأصيل جذور الثقافة بين أبناء الوطن منذ الاستقلال وما قبله، ومهدوا الطريق إلى نهضة ثقافية شاملة، جعلت الكويت تحتل مكانة مرموقة على المستوى الخليجي والعربي والدولي، وعرفانا من الدولة بعطاءاتهم وإنجازاتهم الإبداعية في المجالات الثقافية، وتقديرا لهذه الكفاءات الكويتية التي عملت بإخلاص وصمت دون منة، وضحت بأجمل سنوات العمر في سبيل رفعة هذا الوطن، فكان من نتائج ذلك إبداع ثقافي وأدبي وفكري وفني ملموس، أثرى حياتنا الثقافية والفنية، وأصبح هؤلاء نماذج تحتذى وهديا للأجيال القادمة.
ولأن هذه الجائزة مطلب حضاري يساهم في بناء الكويت الحديثة أنشئت جائزة الدولة التقديرية بموجب القرار رقم 1018 الصادر من الأمانة العامة لمجلس الوزراء، وذلك بجلسته رقم 43 بتاريخ 8/3/9991، حيث أبدت الموافقة من حيث المبدأ على تخصيص جائزة باسم «جائزة الدولة التقديرية» تمنح لرجالات الكويت الذين كان لهم الدور البارز في تأسيس البنية التحتية للثقافة والفنون والآداب في الكويت فكان أول من حصل عليها الشاعر الراحل أحمد السقاف والأديب الراحل خالد سعود الزيد والمؤرخ الراحل سيف مرزوق الشملان وذلك في عام 2000 وبعد ذلك أصبحت توزع سنويا على شخصيات من مختلف المجالات وقدمت الكثير للوطن العزيز بمن فيهم من يعمل بالمجال الأعلامي حيث حصلت عليها الصحافية القديرة فاطمة حسين والمذيع الراحل أحمد عبدالعال وماما أنيسة ود. ليلى محمد صالح وكان آخر الإعلاميين الذين حصلوا على هذه الجائزة وزير الاعلام الأسبق الراحل محمد السنعوسي وذلك عام 2017، ومن بعدها لم يكرم اي إعلامي بهذه الجائزة خصوصا انه لدينا مجموعة من الإعلاميين يستحقون هذه الجائزة لعطاءاتهم في الاعلام منذ الستينيات حتى يومنا هذا، ومن هؤلاء المذيع القدير ماجد الشطي الذي لايزال يعمل في حقلي الإذاعة والتلفزيون (الأخبار والبرامج السياسية) والناقدة ليلى أحمد، ألا يستحقان او بعضهما هذه الجائزة التقديرية بعد هذا المشوار الاعلامي الطويل؟
الغريب في الأمر ان هناك من يقول ان «جائزة الاعلام محجوبة»، لذلك لم ترشح اللجنة العليا لجائزتي الدولة التقديرية والتشجيعية أيا من الاعلاميين منذ عام 2017، وذلك بحجة ان وزارة الاعلام أولى بها أن تكرم هي «عيالها» مع ان من تسلموا الجائزة في السنوات السابقة كانوا يبلغون من قبل المسؤولين في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لأن هذه الجائزة تقدم من مجلس الوزراء لمستحقيها ولمن يتم ترشيح أسمائهم من قبل اللجنة العليا للجائزة.
وفي ضوء ما سبق، وحتى لا يضيع حق «إعلاميينا الكبار» الذين منهم ماجد الشطي وليلى أحمد لنيل هذه الجائزة، نتمنى من المسؤولين في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ألا «يحرموا» من يستحق هذه الجائزة التي تعتبر «أم الجوائز» لأنها شهادة تقدير من الدولة بعطاءات وإنجازات من يحصلون عليها.. فهل من مجيب؟!