نظمت جامعة الكويت متمثلة باللجنة الثقافية والاجتماعية بكلية الآداب ندوة بمناسبة اليوم العالمي للطفل بالتعاون مع مركز «اليونسكو الاقليمي» ومشاركة نخبة من المتخصصين من الكويت والدول العربية.
وقال مدير مركز اليونسكو الاقليمي للجودة والتميز في التعليم عبدالرحمن المديرس، في كلمة له خلال الندوة، إن الأطفال الذين يلتحقون ببرامج الطفولة المبكرة ورياض الأطفال يحققون نتائج أفضل في المراحل التعليمية اللاحقة وأكثر نسبة لدخول التعليم العالي وانتاجيتهم العالية مقارنة بنظرائهم غير الملتحقين بالتعليم المبكر.
وأضاف أن «المركز» يستهدف من خلال برامجه الاسهام في تعزيز بيئات رعاية وتعليم عالية الجودة لكل طفل في الدول العربية، مضيفا أن الاستثمار بالطفولة المبكرة هو الاستثمار الأكثر جودة لضمان الرفاه للجميع.
وأشار إلى دراسة بحثية أجراها «المركز» بعنوان «رفع نسبة الالتحاق ببرامج رياض الاطفال بالدول العربية» تناولت نسب الالتحاق في بعض الدول العربية والأسباب التي تحد من توسع فكر البرامج وزيادة عدد الملتحقين بها.
من جهته، قال القائم بأعمال عميد كلية الآداب د.فايز الظفيري في كلمة مماثلة إن الجامعة حريصة على المحافظة على الأيام العالمية الأممية ذات الاهتمام المشترك، لاسيما فيما يخص الطفل ودور الجامعات والكليات لاعداد وتربية الطفل.
وأكد أهمية التعليم المبكر لتتشكل شخصية الطفل، موضحا أن الطفل يكسب حوالي 70% من القيم المعرفية في المراحل الأولى من عمره حتى لا يواجه صعوبة في التعليم الأساسي والتزاما بالمواثيق الدولية بالاهتمام بالطفل.
وأوضح أن المراحل المتأخرة للتعليم قد تستغرق الوقت الكثير لتصحح بعض الاتجاهات التي كسبها الطفل من التعلم الخاطئ مؤكدا أن التوعية بأهمية التعليم المبكر مسؤولية مجتمعية من الجميع.
من جانبها، قالت رئيسة مبرة السعد للمعرفة والبحث العلمي الشيخة فادية العبدالله إن المبرة تقدم عددا من الأنشطة الثقافية والتعليمية والتدريبية التي تهتم بالأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة إيمانا منها بأهميتها في الكشف المبكر عن مواهب الأطفال وصقلها وتطوير قدراتهم ورعايتهم.
وأشارت إلى أهم أنشطة المبرة وهي مسابقة الشيخة فادية السعد العلمية للمرحلة الابتدائية منذ العام 2015 وحتى الآن وشارك فيها العديد من مدارس وزارة التربية.
وأوضحت أن المشاركات تصل إلى أكثر من 15 مدرسة سنويا ما يعكس مؤشرا جيدا على تزايد أعداد المشاركات كل عام وزيادة الوعي بأهمية هذا النوع من المسابقات التي تصقل مواهب البنات في مرحلة الطفولة المبكرة.
وأكدت حرص مبرة السعد كشريك في منظمة اليونسكو على تقديم برامج تلبي الاحتياجات المعرفية والنفسية والاجتماعية للأطفال عبر استراتيجية جديدة للمسابقة ترتكز على تطبيق المقاييس العلمية لبيان مدى الاستفادة تحقيقا لخطة التنمية المستدامة المنبثقة من توجيهات الأمم المتحدة نحو الابتكار وخطة الدولة نحو التنمية المستدامة.
ولفتت إلى أهمية تكامل دور المراكز العلمية بالكويت والتي تلقى الدعم من القيادة السياسية، داعية المراكز إلى تكثيف الجهود وتكريس التعاون بين مختلف المبادرات العلمية.
وخرج البيان الختامي للندوة بعدد من التوصيات ومنها التأكيد على التحاق الفئات الأقل حظا والفقيرة في برامج التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة في ظل تباين الخلفيات الاقتصادية للعائلات وتعذر إمكان الوصول لبعض الأماكن النائية والمهمشة.
وتنص التوصية الثانية على اعتماد معايير للجودة في رياض الأطفال لتشمل البيئات المكانية والقوى العاملة في رياض الأطفال وتتضمن مناهج التعليم واستراتيجيات التعلم والتعليم.
فيما تنص التوصية الثالثة على تطوير برامج تأهيل للعاملين في برامج الطفولة المبكرة قبل التحاقهم بالخدمة وأثنائها.
ونصت التوصية الرابعة على وجود آلية موحدة لتمويل قطاع التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة على أن تكون هذه الآلية تحت مظلة رسمية بما يكفل الشفافية والمساءلة والعدالة في التوزيع وتحديد الأولويات.
وركزت التوصية الخامسة على النهج الشمولي التفاعلي والتعلم باللعب بما يجعل من الروضة مكانا جاذبا للأطفال ولا يحولها إلى مدرسة في وقت مبكر فيما جاءت التوصية السادسة على تنظيم أنشطة تقييم وطنية تركز على تقييم مكتسبات الأطفال بصورة مناسبة.