- توافد الزوار بأعداد كبيرة من مختلف الفئات العمرية دليل واضح على النجاح الكبير للمعرض
- الهاجري: المصداقية من أهم تحديات المنشورات الإلكترونية وتحتاج إلى تطوير ووضع ضوابط
- جميع المؤسسات في الدولة باتت شبه جاهزة للتحول نحو الرقمية ونحتاج إلى مضاعفة الجهود
- مراد: المطبوعات تخلّد التاريخ ومعظم الدول حالياً تقوم بتقنين طباعة المجلات والصحف
دارين العلي
أكد وكيل وزارة الإعلام محمد بن ناجي ان توافد الزوار بأعداد كبيرة من مختلف الفئات العمرية الى معرض الكتاب دليل واضح على نجاحه حيث نظم خلال فترة قصيرة بعد أعوام من التوقف، متقدما بالشكر الى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على جهوده في هذا الشأن.
جاء ذلك خلال حضوره ندوة «التحديات التي تواجه المطبوعات الورقية» والتي نظمتها قطاع الصحافة والمطبوعات في الوزارة بالتعاون مع كلية الآداب ضمن فعاليات المعرض أول من أمس، بمشاركة عميد كلية الآداب د.عبدالله الهاجري، والعميد المساعد للاستشارات والتدريب والتطوير د.عبدالهادي العجمي ورئيس قسم الإعلام في كلية الآداب د.حسين مراد، ورئيس تحرير مجلة الكويت عائشة العسعوسي.
وأشاد بن ناجي بإقامة الندوات المتخصصة، لافتا الى ان موضوع الندوة يهم جيل السبعينيات الذين تربوا على الكتاب وعايشوا أيضا التطورات الجديدة بالتحول نحو الرقمية.
وقال ان معرض الكتاب في نسخته الـ 45 جاء بعدد لا يستهان به من دور النشر من الداخل والخارج، ما يعطي انطباعا كبيرا للاهتمام بالثقافة والآداب والفنون ويخدم استراتيجية وزارة الإعلام التي أطلقت العام الماضي والتي يتم تنفيذها بالتعاون مع جميع الجهات لإبراز وجه الكويت الثقافي والفني عبر مختلف المحافل.
وأضاف ان الكويت وفي خطتها للتحول نحو الرقمية خطت خطوات واسعة في طل جاهزية البنية التحتية تمهيدا للتحول حتى ما قبل 2025 - موعد تحول البلاد الى مدينة ذكية، مشيرا إلى ان جميع المؤسسات في الدولة باتت شبه جاهزة وتحتاج إلى مضاعفة الجهود وتكثيف الاهتمام بهذا الجانب من قبل الموظفين والمسؤولين في ظل وجود مقاومة داخلية لدى الأفراد بتفضيل الأوراق والتعامل الرسمي عبرها.
مكانة المطبوعات
بدوره، ذكر عميد كلية الآداب د.عبدالله الهاجري ان هذه الحشود التي تؤم معرض الكتاب يوميا دليل على أهمية الكتاب المطبوع والمطبوعات التي مازالت تحتفظ بمكانتها، ولا شك أن هناك تحديات كبيرة أمام المطبوعات وظهرت جليا خلال الأعوام الـ 3 الماضية بفعل تغير الظروف والتطور التكنولوجي ما دفع بالبعض للقول ان الصحف الورقية ستختفي بحلول عام 2050.
وأشار الهاجري إلى ان المصداقية من تحديات الكتب أو المنشورات الإلكترونية خصوصا ان المساحة الخاصة للنشر واسعة جدا ومتنوعة وبالتالي فاحتمال زيادة الأخطاء وعدم صحة المعلومات كبير وهذا ما يحتاج الى تطوير وضوابط، مؤكدا أن الكتاب المطبوع مازال يحتفظ بقيمته ورونقه ولديه عشاقه ومحبيه.
نقلة نوعية
من جانبه، أكد العميد المساعد للاستشارات والتدريب والتطوير د.عبدالهادي العجمي ان التطور عبر التاريخ جزء من قصة الإنسان الذي يتميز عن باقي المخلوقات بالنطق وكانت نقلة نوعية للبشرية عندنا انتقل الإنسان من النطق الى رسم ما ينطقه ومن ثم الى كتابة كلمات تعبر عما يقوله، مبينا ان الكتابة الكتابة والتدوين تطورت عبر التاريخ من الصخور والجبال إلى الجلود الى البردي الى الأخشاب والأوراق وكلها كانت نقلات نوعية بالنسبة للبشرية وساهمت بنقل الأفكار والمعلومات وكان الهدف من الكتابة هو النقل والانتشار.
وأوضح العجمي ان الكتاب والمطبوعات ساهمت بشكل كبير في عملية النقل والانتشار إلا ان ما نشهده اليوم بانتشار التكنولوجيا التي يمكن ان تحل مكان الكتاب يوما ما هو سرعة نقل المعلومات والاقتراحات والرد عليها في الوقت ذاته، وهذا ما شكل إضافة للمعطى الذي يقدمه الكتاب المطبوع.
وبين انه وعبر التاريخ كانت التغيرات كبيرة وصولا الى الرقمية ولكن المهم والثابت هو شغف الإنسان في الوصول الى الأفكار بغض النظر عن شكل المعطى سواء كان جلودا او أوراقا او تكنولوجيا رقمية.
تقنين الطباعة
من جهته، شدد رئيس قسم الإعلام في كلية الآداب د.حسين مراد على أهمية الكتاب او المطبوعة كذكرى تخلد التاريخ، مستشهدا بالفوز التاريخي للملكة العربية السعودية، لافتا الى ان النشرات التي ستطبع حول هذا الفوز ستشكل مرجعا وذكرى جميلة.
ولفت مراد الى ان معظم الدول حاليا تقوم بتقنين طباعة المجلات والصحف لأن هناك أجيالا متنوعة مازالت تهتم بالقراءة والاحتفاظ بالمطبوعات، ولا شك ان هناك تحديات تواجه المطبوعات إلا انه وحتى طلبة الجامعة يقومون بطباعة العروض المرئية في الفصول، وذلك بهدف دراستها والتعليم عليها والتركيز فيها.
واعتبر ان التحول نحو الرقمية يحتاج الى ضوابط للتحقق من صحة المنشور فالبعض ينشر معلومات غير دقيقة ويضع لها روابط ومصادر فارغة وغير صحيحة ولا بد من التنبه لهذا الأمر.
من ناحيتها، رحبت رئيس تحرير مجلة الكويت عائشة العسعوسي بالحضور، مؤكدة أهمية إثارة هذه القضية في الوقت الراهن، مشيرة إلى ان التكنولوجيا بدأت تسيطر على جميع مناحي الحياة.