هيمن التصعيد بين تركيا والمسلحين الأكراد شمال سورية على اجتماعات استانا التي عقدت في العاصمة الكازاخستانية أمس، بمشاركة فريقي حكومة دمشق والمعارضة برعاية الترويكا «الروسية - التركية - الإيرانية».
فقد أعلن المفاوض الروسي ألكسندر لافرنتيف أن موسكو طلبت من أنقرة الامتناع عن شن هجوم بري شامل عاد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان للتلويح به مجددا عقب تفجير اسطنبول الذي اتهم حزب العمال الكردستاني «بي كي كي» بالوقوف خلفه.
وقال «نأمل أن يصل صدى مناقشاتنا إلى أنقرة وأن توجد وسائل أخرى لحل الأزمة، معتبرا مثل هذه التحركات قد تؤدي إلى تصاعد العنف».
لكن اردوغان بدا مصمما على تنفيذ العملية ضد مسلحي وحدات حماية الشعب الكردية «واي بي جي»، العمود الفقري لقوات سوريا الديموقراطية «قسد»، وتعتبرهما انقرة امتدادا لـ «بي كي كي»، إذ أكد أن العمليات الجوية التي بدأها الجيش التركي تحت مسمى «المخلب - السيف»، ليست سوى البداية، وأن تركيا ستنفذ عملية برية هناك في الوقت الملائم، وأنها عازمة أكثر من أي وقت مضى على تأمين حدودها الجنوبية عن طريق اقامة «منطقة آمنة» مع ضمان وحدة أراضي كل من سورية والعراق.
وأضاف أردوغان في كلمة أمام نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان «مستمرون في العملية الجوية وسنضرب الإرهابيين بقوة من البر في أنسب وقت لنا». وتابع «أقمنا جزءا من هذا الممر وسنعتني به بدءا من أماكن مثل تل رفعت ومنبج وعين العرب (كوباني) وهي مصدر المتاعب».
ميدانيا، أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أن القوات الجوية والمدفعية التركية قصفت نحو 500 هدف للمسلحين الأكراد في شمال العراق وسورية منذ الأحد.
وأضاف بحسب ما نقل عن وكالة الأناضول الرسمية «تم ضرب 471 هدفا وتحييد 254 إرهابيا حتى الآن».
وعلى سبيل الضغط على واشنطن، اعلنت «قسد» تعليق عملياتها المشتركة مع التحالف ضد «تنظيم داعش»، احتجاجا على الموقف الأميركي من الهجمات التركية، والذي وصفته قيادات كردية بأنه ضعيف، بحسب ما نقل موقع تلفزيون «سوريا».
وكشف قادة عسكريون في «الجيش الوطني السوري» التابع للمعارضة استعداد فيالق الجيش الثلاثة للتحرك باتجاه مدينة جرابلس بريف حلب الشرقي أمس، والواقعة ضمن منطقة «درع الفرات»، تمهيدا لتنفيذ عملية عسكرية برية باتجاه منطقة عين العرب، التي تسيطر عليها «قسد».
ونقل موقع «العربي الجديد» عن القادة العسكريين، تأكيدهم أن العمل العسكري «سوف يكون محدودا ومن محورين، وسيقتصر فقط على منطقة عين العرب بريف حلب الشرقي، دون أي استبعاد أن يكون هناك محور آخر للمعركة على بلدة تل رفعت بريف حلب الشمالي».
وأشارت المصادر العسكرية إلى أنه «خلال الساعات الماضية تم استهداف بنك أهداف لمواقع قسد عبر سلاح المدفعية والراجمات والمسيرات التركية في محيط منطقة عين العرب وريف محافظة الحسكة، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوف قسد، وتدمير مقار ونقاط عسكرية، وذلك من أجل إنهاك تلك المواقع قبيل بدء العمل العسكري البري».
وبالعودة الى الاجتماع بصيغة «استانا» فقد انتهت الدورة الـ 19 على غرار سابقاتها دون تحقيق اي انجاز او اختراق.
وجاء بيانه الختامي تكرارا للبيانات السابقة حول التزام الدول الضامنة الراسخ بسيادة سورية واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها.
وأضاف البيان أن الدول الضامنة تدين هجمات التنظيمات الإرهابية في سورية، وتؤكد ضرورة مواصلة مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره.
وشدد البيان على «رفض جميع الأجندات الانفصالية والتأكيد على أن الأمن والاستقرار في شمال شرق سورية لا يمكن أن يتحققا إلا على أساس الحفاظ على سيادة سورية وسلامة أراضيها».
وجاء في البيان أن الدول الضامنة قررت عقد الاجتماع الدولي العشرين بصيغة أستانا حول سورية في النصف الأول من العام القادم وعقد قمة رؤساء الدول الضامنة المقبلة في روسيا.