بيروت - عمر حبنجر
أمس، كان يوم التيار الحر في بكركي مقر البطريركية المارونية، رئيس التيار النائب جبران باسيل قبل الظهر، ومؤسس التيار الرئيس السابق للجمهورية ميشال عون قبيل المغرب، والزيارتان تصبان في هدف واحد، اظهار القدرة لحزب الله، على العودة الى الجذور عند الحاجة والضرورة.
وبعد لقائه البطريرك الماروني بشارة الراعي، على مدى ساعة من الوقت، أعلن الرئيس ميشال عون أن: «الحقوق ليست مصانة وهناك ضرب للميثاق وللدستور ولأن الأزمة كبيرة جدا فالكلام ليس مباحا».
وأضاف: «الظرف يقضي ان نستودع غبطة البطريرك الوضع الحالي وما فيه من حقوق غير مصانة وضرب للميثاق وللدستور».
وردا عما إذا كان يحمل مبادرة رئاسية، قال عون: «مش جاي كرمال موضوع الرئاسة».
وحمل باسيل الجميع مسؤولية ما بلغه لبنان، وأضاف للإعلاميين بعد اللقاء إنه أطلع البطريرك على «تفاصيل ما حصل (في جلسة الحكومة) وخطورته وضخامته. من هنا من بكركي، أحمل الجميع المسؤولية، مسلمين ومسيحيين، وكل اللبنانيين الذين عليهم تحمل مسؤولية تاريخية اذا سكتوا عما حصل. لقد صدرت 10 مراسيم موقعة بطريقة اكثر من فظيعة وواضحة بحذف موقع رئاسة الجمهورية، وادعو جميع اللبنانيين الى الاطلاع عليها، وليكن لدى الناس بعض الحشرية ونرى كيف تصدر المراسيم، هذا ضرب للجمهورية وللكيان اللبناني وليس فقط لموقع الرئاسة، ولكل ما تعنيه الشراكة والميثاق والصيغة والأسس التي قام عليها هذا البلد».
وتابع: انه استكمل مع البطريرك «موضوع رئاسة الجمهورية وإيجاد وسيلة لنصل الى مرشح يحظى بتأييد الثلثين او النصف زائدا واحدا في مجلس النواب. والاكيد هذا يتطلب اولا مشاركة كل اللبنانيين، ولكن هذا الموقع له رمزيته وتمثيله ومعناه، وبالتالي نحن مسؤولين. وطلبت من غبطته وكررت ضرورة بذل الجهود، ونحن منفتحون على الجميع برغم ان هناك البعض غير منفتح ولا يمكننا اجباره، للاتفاق على كلمة واحدة ورأي وموقف واحد وعلى اسم او مجموعة أسماء لكي تسير هذه العملية وننتشل من الجمود». وتمنى «تجاوب الجميع».
من جهته البطريرك الراعي، قال جوابا على طروحات باسيل عن الجلسة التي عقدتها حكومة تصريف الأعمال: «ما حصل من عقد جلسة لمجلس الوزراء ما كان لازم يصير وخصوصا ان عدة اطراف كانت غائبة عن الجلسة».
وتعليقا على حديث باسيل عن امكانية عقد لقاء مسيحي في بكركي، قال الراعي: «لطالما كنا من دعاة الحوار، وأنا أدعو للحوار منذ 2009، ولا حل إلا بالحوار بين الأفرقاء اما ثنائيا، او بين الافرقاء، واما بحوار جامع، والحوار الجامع تتخلله صعوبات».
ولوحظ تجنب باسيل التحدث عن الاشكال القائم بينه وبين حزب الله، مكتفيا بالقول للصحافيين: «الموضوع عندهم، أنا زلمة مسالم».
وسئل عما اذا كان في وارد ترشيح أحد أعضاء التيار للرئاسة، أجاب: «هيدا حكي للتسلية..».
أما زيارة الرئيس عون لبكركي، فقد جاءت بمنزلة تمهيد لاستئناف تحركاته السياسية، فهي الزيارة الاولى والتحرك الاول منذ مغادرته القصر الجمهوري في 30 أكتوبر.
وسارع رئيس القوات اللبنانية د.سمير جعجع الى الرد مغردا بالقول: «الحوار بحاجة الى اهل حوار»، والمعنى بقلب الشاعر كما يقولون.
من جهته اعتبر حزب الله، ان جبران باسيل أخطأ عندما اتهم «الصادقين» بما لم يرتكبوه، في الموقف من مشاركة الحزب في جلسة حكومة تصريف الأعمال، وتلا بيان الحزب رد من التيار، أشار الى التباس وعدم وضوح، وان اللقاء بين باسيل ونائبي الحزب حسن فضل الله وعلي فياض على هامش الجلسة النيابية أمس، ليس إلا شروع في احتواء الازمة، علما ان نواب حزب الله امتنعوا عن مصافحة زملائهم نواب التيار الحر، داخل قاعة المجلس النيابي خلال الجلسة الانتخابية.
وزير الاعلام زياد مكاري، أشار الى ان علاقة التيار الحر وحزب الله تشهد توترا سياسيا، والأصوات التي ذهبت الى النائب ميشال معوض في جلسة الخميس، أصوات هزيلة استخدمها باسيل في الجلسة الأخيرة ليظهر لحزب الله ان بوسعه التخلي عن التحالف معه.
الوزير مكاري المحسوب على رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، نفى ان يكون ترشيح الحزب لفرنجية سبب تراجع العلاقة بين الحزب وباسيل، موحيا بأسباب أخرى.
مصادر متابعة لاحظت ان احتدام العلاقة بين الحزب والتيار يعزز موقف قائد الجيش العماد جوزاف عون على صعيد الانتخابات الرئاسية ولئن جاءت متأخرة.
وبانتظار الجلسة النيابية الانتخابية العاشرة المفترض انعقادها يوم الخميس المقبل في 15 من ديسمبر الجاري والتي قد تتحول الى جلسة حوار على مستوى رؤساء الكتل النيابية، اذا ما لاحظ رئيس مجلس النواب نبيه بري ان ذلك أنفع وأجدى، في ضوء احتمال تغييب بعض الكتل من الجلسة الانتخابية، ما يعني الا رئيس جمهورية هذه السنة، وضمنا لا ضوء أخضر خارجيا.
وقد ابلغ بري النواب ان الجلسة الحوارية ستكون بين ممثلين عن الكتل النيابية وفي غير القاعة العامة للمجلس، لأن حضور 128 نائبا سيعني فوضى ومزايدات ولن تصل الامور الى نتيجة، وفي حال توصلت مشاوراته الى نتيجة، سيعلن عن تحويل جلسة الانتخاب الى جلسة حوارية قبل يوم الخميس.
من جهة أخرى، قال جعجع في بيان «إن الموضوع الذي طرح في بعض وسائل الإعلام بأن «حزب الله» يستقدم أسلحة من إيران عن طريق مطار بيروت، هو موضوع دقيق وخطير وطارئ ويستحق اجتماعا عاجلا وضروريا لحكومة تصريف الأعمال من أجل استجماع كل المعطيات المطلوبة حول هذا الموضوع، واتخاذ كل الإجراءات اللازمة للحفاظ على أمن واستقرار اللبنانيين في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخهم».
وأكد البيان أن «بعض المواضيع لا تحتمل التأجيل أو التسويف أو التغطية إذا كانت صحيحة، ولذلك وجب على حكومة تصريف الأعمال التصرف بسرعة وجدية وفعالية».