أكدت الكويت أهمية استمرار مجموعة الـ 77 والصين في لعب أدوار حيوية في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 وإيجاد الحلول أمام ما يواجهه العالم من ظروف جسيمة وتحديات ومعوقات متشعبة عابرة للحدود.
جاء ذلك خلال كلمة الكويت التي ألقاها مساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية الوزير المفوض عبدالعزيز الجارالله مساء امس الخميس في الاجتماع الوزاري لمجموعة الـ 77 والصين.
وقال الجارالله «ان تلك التحديات باتت تقوض من قدراتنا الوطنية والجماعية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030 بمختلف أبعادها، مع الأخذ بعين الاعتبار المتغيرات الجديدة التي طرأت على العالم خلال المرحلة الأخيرة».
وأشار الى المتغيرات ذات الصلة بمخاطر الكوارث الناجمة عن التغير المناخي وانتشار الجوائح والأوبئة وما لها من انعكاسات صحية واقتصادية واجتماعية واضحة ومباشرة على الكثير من دول وشعوب العالم.
وأضاف الجارالله أن كل تلك الأمور تزيد من أهمية تعزيز التعاون الدولي والعمل المشترك لتخطي الأزمات والصدمات الحالية والمستقبلية في إطار شراكات إنمائية وتمويلية مبتكرة قادرة على مواكبة تلك المتغيرات.
وتابع «يمثل اجتماعنا الوزاري اليوم (امس) إدراكا عميقا لمدى اهتمام دول المجموعة بتكوين فهم ووعي جماعي أفضل لهذه المتغيرات ومسبباتها وأضرارها على العالم بشكل عام والدول الأكثر تضررا والأقل نموا بشكل خاص وكيفية مجابهتها فالتحديات العابرة للحدود لا تستهدف دولا بحد ذاتها».
وأكد الجارالله مواصلة الكويت لنهجها الداعم لمسيرة التعاون الدولي المشترك للحد من توسع الفقر وتعزيز وتقوية منظومة الأمن الغذائي الدولي تنفيذا للهدفين الأمميين الاول والثاني وتخفيف عبء الديون والتصدي للآثار المترتبة عن التغير المناخي والكوارث الطبيعية والبيئية ورفع المعاناة الإنسانية عن الشعوب المتأثرة.
ولفت الى أن الكويت تستمر في دعم تنفيذ العديد من أهداف التنمية المستدامة في أكثر من مئة دولة في مختلف القارات وذلك من خلال الصندوق الكويتي للتنمية الذي قدم طوال الستة عقود الماضية تسهيلات تمويلية لتلك الدول في مختلف القطاعات والمجالات كالتعليم والرعاية الصحية والأمن الغذائي والزراعة والبنى التحتية.
وقال الجارالله «يراقب العالم اليوم ما يمكن أن تلعبه الأمم المتحدة من دور في تعزيز العمل الدولي المشترك بما يساهم في وضع الحلول لما نواجهه من تحديات وقضايا وفي سبيل توفير حياة كريمة للشعوب في الدول النامية والأقل نموا».
وأشاد بما يقوم به الأمين العام للأمم المتحدة من جهود مقدرة في هذا الإطار وما تضمنه تقريره المعنون بـ «خطتنا المشتركة» من أفكار بناءة من شأنها دفع العمل الدولي المتعدد الأطراف لتجاوز ما يحيطه من عقبات.
وأعرب الجارالله عن تطلعه في هذا الإطار إلى قمة التنمية المستدامة في شهر سبتمبر المقبل باعتبارها فرصة هامة لتبادل الرؤى والأفكار حيال تحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 وتقييم ما تم إنجازه من تلك الأهداف.
وجدد التأكيد على إيمان الكويت بدور المجموعة في لعب دور حيوي لحماية مصالح شعوبها واستمرار ذلك الدور الملموس طوال السنوات الـ 58 الماضية منذ تأسيسها بخلق وإنشاء قدرة تفاوضية مشتركة ضمن نطاق منظومة الأمم المتحدة.
وأعرب الجارالله عن تطلعه لأن تواصل دول المجموعة دورها في تعزيز قدرات دول الجنوب بالتعاون مع الشركاء الدوليين لوضع أسس وترتيبات تضمن القدرة على الاستفادة من الفرص المستمدة من الابتكار والتقدم العلمي بما في ذلك التكنولوجيات الحديثة لمواجهة التحديات الراهنة.