من رحم الأزمات تولد الفرص وليس هناك مستحيل مع العمل والإبداع ولنا أسوة في تجربة سنغافورة التي كانت عبارة عن مجموعة من الجزر المتناثرة لا مورد لها ولا أي مقوم فيها من مقومات الحياة، لكن الأيقونة مؤسس سنغافورة الحديثة لي كوان يو الذي لم يعترف بأنصاف الحلول وقاد الدولة حتى باتت أحد أبرز النمور الآسيوية.
نعلم أن مصر تمر بتحد كبير لكن كلنا ثقة في إخلاص الرئيس عبدالفتاح السيسي وحكمته وحنكته وصبره الطويل وعمله الدؤوب بهدوء دون ضجيج ونثق في أنه لن يترك مصر إلا وهي قوية عفية كما وعدنا.
لكن لنفكر معكم بصوت عال ونضع الإصبع على الجروح حتى يمكننا أن نعبر هذا التحدي بلا رجعة أو عودة، لم لا نبدأ اليوم قبل الغد بتسطير مشروع وطني يلتف الجميع حوله وفق أسس علمية بشرط أن يتقدم الصفوف أصحاب الخبرة والاختصاص وأهل العلم والدراية وأبناء مصر الشرفاء المخلصون وليسوا الباحثين عن بهرجة السلطة وضجيجها وبريق الأضواء وهيلمانها.
ببساطة الفرصة مواتية للعبور لأن مصر تملك كل المقومات فقط نحتاج إلى تحديد البوصلة والهوية والمضي قدما في بناء اقتصاد منتج يقوم على أسس علمية وليس أسس «الفهلوة».
٭ لماذا لا نبسط الإجراءات الإدارية المعقدة الطاردة للمستثمرين المحليين قبل الأجانب؟
٭ لماذا لا تسود سياسة محاسبة المخطئ وتكريس لغة الثواب والعقاب؟
٭ لماذا لا نعيد النظر في العدالة الناجزة وسرعة الإجراءات التي تمتد لعشرات السنين في بعض الحقوق؟
٭ لماذا لا نترجم مقولة وقاعدة أنه لا أحد فوق القانون بممارسة عملية؟
٭ لماذا لا نؤسس شركة سيادية تشرف على التصدير؟
٭ لماذا لا نؤسس شركة سيادية للرياضة تصدر اللاعبين لكل دوريات العالم وتستفيد مصر من صناعة كهذه باتت مربحة؟
٭ لماذا لا نؤسس شركة سيادية لتصدير العمالة المدربة الماهرة وفق احتياجات كل سوق وتقوم على أسس عملية على أن تكون على اطلاع بكل أسواق العالم شرقا وغربا شمالا وجنوبا وتسهل تصدير العمالة التي تشكل موردا ضخما للعملة الصعبة؟
٭ لماذا لا نؤسس شركة سيادية تشرف على تصدير المنتجات اليدوية وكل الصناعات المصرية لتتضاعف أرقام التصدير الحالية؟
٭ لماذا لا يتم عمل خطة للقضاء على البطالة بالإجبار من خلال جذب كل من ليس لديه فرصة عمل لزراعة الصحراء من خلال تعبئة عامة؟
سيدي الرئيس نجحنا في الثورة على الأعداء ونحن أحوج إلى ثورة اقتصادية تكون أنت قائدها وملهمها.
نذكر الجميع بأن فنزويلا من أغنى الدول النفطية لكن اقتصادها ضعيف هش وعملتها في الحضيض وسنغافورة ليس لديها مورد وهي نمر اقتصادي فالسر في الإدارة والعزيمة والرؤية والإصرار.
الأزمات هي دروس وفرصة للنهوض وشحذ الهمم، مصر ترابها ذهب، فهل نترك القيل والقال وجلد الذات والجلوس خلف فيسبوك وتويتر وانستغرام وسناب شات بالساعات الطويلة لنلعن الظروف دون أن نبدأ بأنفسنا في المساهمة بفكرة ناجعة أو مبادرة إنتاج أو تصنيع منتج بسيط؟
فاتعظوا كما تشاؤون إما من الصين البالغ تعدادها 1.420 مليار نسمة ويصدرون كل المنتجات للعالم أجمع بناتج قومي 16.9 تريليون دولار أميركي، وإما من سنغافورة الجزر المتناثرة المحدودة الموارد والسكان بعدد 5.5 ملايين نسمة والتي تصنف كأكبر اقتصاد في آسيا بناتج قومي يصل إلى 500 مليار دولار تقريبا.