- المذكور: تساهل المراقبين في غش الطلبة يُعدّ شهادة زور وأكلاً للحرام ويغضب الله
- الخميس: أقول للأب الذي يشتري لابنه أجهزة الغش لقد أفسدت على ابنك حياته وآخرته
- المهيني: الشهادة التي أخذت عن طريق الغش حرام وتنتج جيلاً خاوياً من العلم
- الشمري: أصبح الغش في الامتحانات ظاهرة تدل على ضعف الدين وقلة الأمانة ورقة الإيمان
قال النبي صلى الله عليه وسلم «من غشنا فليس منا»، فالغش خيانة، قال الله عز وجل (يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول)، فالاسلام حرم الغش والخداع لأنه يهدر الحقوق ويهدم مبدأ تكافؤ الفرص، وقد بين الاسلام لطالب العلم آدابا يجب ان يتحلى بها، كالاخلاص لله وتقواه ومراقبته في السر والعلن والبعد عن كل ما يغضب الله تعالى. وحول ظاهرة الغش في الاختبارات، يحدثنا علماء الشرع:
في البداية، أكد د.خالد المذكور أن الغش حرام بالاجماع، ففي الحديث الشريف «من غشنا فليس منا»، سواء كان هذا الغش في الامتحانات او في التجارة أو أي عمل، واعتبر الغش ظلما مبينا، والغش بالامتحانات يساوي بين الطالب المجتهد والطالب الكسول في آن واحد، وهذا كما يصفه من الغبن وهضم الحقوق، وعن حكم الشرع في تساهل المراقبين وقت الاختبارات والغش للطلبة، يؤكد د.المذكور ان هذا يعد من شهادة الزور ويصير مكسبه خبيثا وأكلا للحرام، لأنه يتقاضى اجره لمراقبة الامتحان، قال تعالى (وأقيموا الشهادة لله)، وإقامة الشهادة أداؤها على وجهها الذي ينبغي.
من الكبائر
من جانبه، يؤكد الشيخ د.عثمان الخميس ان الغش من كبائر الذنوب، ألا يكفينا في الغش قول النبي صلى الله عليه وسلم «من غشنا فليس منا»، والآن سمعنا عن الغش في الامتحانات في كل المواد، كله حرام، اي مادة يغش فيها، سواء كيمياء او فيزياء او تربية اسلامية او انجليزي، والغش غش، سواء في البيع او الشراء، كله حرام، فلا يجوز أبدا، وللأسف بعض اولياء الامور يساعد ابناءه على الغش ويشتري له الاجهزة والسماعات التي تعينه على معرفة الاجابة حتى ينجح الولد او البنت، واقول له انت افسدت على ابنك حياته وآخرته، سيستمر في حياته على الغش، لقد سهلت لابنك طريق الغش في حياته كلها، سيقول والدي ووالدتي علماني الغش منذ كنت في الدراسة.
وقال د.الخميس: كذلك يجب على وزارة التربية ان تشدد في هذا الموضوع، فقد وصلتنا اخبار ان بعض مديري المدارس يأمرون المدرسين بتسهيل الغش للطلبة والمعلمون يشكون ان هذه اوامر وان لم نفعل نحاسب، يوجد الغش بين المديرين وبين بعض المعلمين بحجة انه خائف ان يحاسب، فيرون ويسكتون، والساكت عن الحق شيطان اخرس، فإن كان المعلم خائفا فلا يراقب، فهذا حرام، والطلبة منهم صغار ومنهم سفهاء لا يقدرون خطورة الأمر.
وتأسف د.الخميس ان بعض الطلبة يغشون في القرآن الكريم، في الشريعة الاسلامية، وفي الهندسة وغيرها، علينا ان نتقي الله في هذا الأمر ويجب على الوالدين ان يحذروا اولادهم وبناتهم من الغش ويظهروا لهم خطورته وعقابه عند الله، وان يشجعوهم على الدراسة، وكذلك المعلمون يجب ان يحذروا الطلبة من الغش ويشددوا في مراقبتهم وكذلك مديرو المدارس ووزارة التربية والجامعة وكل جهات الدولة المعنية بهذا الأمر.
ضرورة الحزم
من جهته، يقول د.صلاح المهيني: لم يعد موضوع الغش ظاهرة تهدد المنظومة التعليمية في الكويت فقط، وانما تحولت الى ثقافة عامة تجاوزت أسوار المدرسة لتصل للبيوت واروقة وزارة التربية، بل لا أبالغ اذا قلت انها تجاوزت حدود البلد.
وتابع: خطورة الأمر هو تحول الظاهرة لثقافة عامة حتى صار الطالب يعتقد ان الغش حق من حقوقه، وان المعلم الذي يطبق لائحة الغش انما يصادره هذا الحق، يقول صلى الله عليه وسلم «من غشنا فليس منا»، ولعل المصيبة الاعظم ان تجد من اولياء الامور من يعين ابنه على الغش عن طريق استخدام السماعات الصغيرة، وحكم الغش وتحريمه لا يخفى على الناس عامة، لكن لابد من ضرورة تعميق الخوف من الله تبارك وتعالى، فما بني على باطل فهو باطل كما يقرر الفقهاء، ومعناه حرمة العمل بالشهادة التي اخذت عن طريق الغش.
وأضاف: هناك مسؤولية كبيرة على المعلمين والتربويين في الحزم في تطبيق لائحة الغش وعدم التهاون مع الطلبة الغشاشين حتى لا ينتج لنا جيل حاصل على اعلى الدرجات لكنه خاو من الحصيلة التعليمية، كما ان المطلوب من المسؤولين في وزارة التربية في سد الخلل التشريعي والرقابي حتى لا يتسنى للغشاشين استغلال هذه الثغرات والحصول على ما لا يستحقونه.
ثمرات ضارة
ويقدم الشيخ سعد الشمري نصيحته فيقول: نصيحتي التي اسوقها الى كل مسلم يتلقى العلم او كان مسؤولا عن العملية التعليمية التربوية من طالب ومعلم ورئيس قسم ومدير مدرسة ومراقب وموجه وولي امر طالب، وهي نصيحة طيبة نافعة من القلب الى القلب بإذن الله، وهي تتعلق بظاهرة باتت في صفوف الطلاب في دراستهم حتى صارت عند بعضهم بل كثير منهم امرا مستساغا يتنافس الناس فيه ويتبجحون به بوقاحة وصفاقة، وهو الغش في الامتحانات وتسريبها وتداولها، وانها لظاهرة سوء تدل على ضعف الدين، ورقة ايمان، وقلة امانة، وعدم خوف من العواقب، ويكفي فيها ما فطر الله عليه النفوس في بغضها والنفرة عنها، وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم «من غشنا فليس منا».
وتابع: فحري بك ايها الطالب ان تنافس زملاءك بجهدك وذراعك حتى يحق لك الافتخار بجدارة، اما من غش فقد سرق جهد غيره، واحب ان يحمد بما لم يفعل، وقد يتبوأ في مستقبل زمانه اعالي المناصب وهو قد اخذ شهادته بالغش، فينتشر الشر، وتضعف الامانة، وتعظم الفتنة، ولا يأمن الناس على امرهم، الى غير ذلك من الثمرات المرة الضارة، واني اشد على يد المسؤولين في اتخاذ ما يرونه مناسبا من اجراءات وعقوبات تمنع مثل ذلك او تقلل منه، وألا يقبلوا في ذلك واسطات ولا شفاعات للحيلولة دون ذلك، والله الهادي الى سواء السبيل، وفقنا الله واياكم لما يحب ويرضى.