ياسر العيلة
تتوالى الحفلات الغنائية لمهرجان «هلا فبراير 2023» المقامة حاليا على مسرح «الأرينا» بمجمع 360، حيث كان الجمهور على موعد مساء الخميس والجمعة الماضيين مع ثالث ورابع حفلات المهرجان، وقام بإحياء الحفل الثالث كل من المطرب الكويتي مطرف المطرف والمطربة المصرية أنغام وسط حضور جماهيري كبير.
غنى النجمان مع الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو الشهير هاني فرحات، وقدمتهما المذيعة الجميلة نورة الحميضان بشكل رائع وحضور لافت، فكانت أنيقة بكلمات تقديمها مثلما كانت أنيقة في إطلالتها المميزة.
في البداية، أطل المطرف واستقبله جمهوره أحسن استقبال، وقدم واحدة من أجمل حفلاته على الاطلاق، وغنى باقة من أجمل أعماله مثل «زينة» و«يا نور العين»، و«يا غائبا» و«غرام وعشق»، والتي أشعلت الحماس بشكل كبير، وصفق وهتف الحضور له كثيرا، ووسط هذه الاجواء استغل المطرف حالة «السلطنة» التي يعيشها جمهوره فأطربهم بباقة أخرى من الأغاني مثل «قلبك نفسك، فهموه، خسارة، أبيك تمر، ولا راح الأمل، نساها بجد»، كما قدم لأول مرة عددا من الاغاني الجديدة التي كانت بمنزلة المفاجأة الحلوة، حيث شدا بأغنية «مضناك» و«على حطت ايدك»، ومثلما أمتع مطرف جمهوره بغنائه الطربي الجميل، أمتعهم بعزفه الرائع على العود في أكثر من أغنية، وختم وصلته بأغنية وطنية جديدة بعنوان «بنينا السور».
عقب ذلك كان الحضور على موعد مع فقرة النجمة الكبيرة «صوت مصر» أنغام التي أطلت على المسرح بفستان رائع من تصميم زهير مراد، ورحب بها الحضور ترحيبا شديدا جدا استمر بضع دقائق، لتفتتح وصلتها بالأغنية الوطنية «لفيت يا كويت» والتي أشعلت الحماس في قاعة «الأرينا»، لتصطحب أنغام من بعدها جمهورها في رحلة من الطرب الحقيقي المنوع بين الغناء باللهجة المصرية والغناء باللهجة الخليجية التي تتفوق فيها بشكل كبير، فقدمت أغاني مثل «عمري معاك» و«لا تهجي» و«متلخبطة» و«لوحة بهتة» و«هتقول لربنا ايه» و«أساميك الكثيرة» و«حالة خاصة جدا»، وللحقيقة لم يتوقف الجمهور لحظة عن الهتاف والتصفيق لنجمتهم المحبوبة مع كل أغنية قدمتها في الحفل، وهذا يعكس مدى المكانة الكبيرة التي تتمتع بها أنغام عند الجمهور الكويتي، والتي بدورها تحدثت معهم، معربة عن حبها للكويت وأهلها، وانها تعلم أن لها جمهورا كبيرا هنا، وأنها تكون في أسعد حالاتها عندما تأتي الى الكويت وتلتقي بهذا الجمهور الرائع.
وقدمت أنغام مجموعة أخرى من أجمل أعمالها المتميزة مثل «متيم، هو نفس الشوق، الخيانة، هدي قلبك، غريب، بعتلي نظرة»، وغيرها من الأغاني التي تركت أثرا جميلا في قلوب عشاقها الذين ودعوها أجمل وداع عقب انتهاء وصلتها الغنائية بالهتاف والتصفيق.
بعد غياب طويل
وفي مساء اليوم التالي كان الجمهور المتواجد في قاعة «الأرينا»، والتي امتلأت عن آخرها فلم يوجد موضع لقدم، على موعد مع الحفل الرابع من مهرجان «فبراير الكويت»، والذي أحياه النجمة نانسي عجرم بعد غياب طويل عن جمهورها في الكويت والنجم الكبير ماجد المهندس صاحب الشعبية الطاغية، وقدمتهما نجمة مذيعات تلفزيون الكويت المذيعة المتألقة غادة الرزوقي بشكل مميز وغير تقليدي استحقت عليه تصفيق الحضور لها مرتين، الأولى بسبب أسلوب التقديم وانتقاء مفردات كلماتها، والثانية لإطلالتها الجميلة بفستانها الأسود الأنيق.
وصعدت النجمة نانسي عجرم التي بدت بكامل حيويتها وأناقتها، ولم تغب خفة دمها المعتادة عن المسرح، حيث تبادلت مع الجمهور الدعابات أكثر من مرة، وشدت في بداية فقرتها، التي صاحبتها فيها الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو باسم رز، بأغنيتها الشهيرة «كويت الشهامة» والتي تفاعل معها الجمهور بشكل لا يوصف، ثم تبعتها بأغنية «على شانك»، والحقتها بـ«حبك سفاح» والتي أشعلت الأجواء بحالة من الحماس والبهجة والسعادة، لتقدم بعدها اغنية «يا كثر» باللهجة الخليجية.
ومثلما تنقلت نانسي على خشبة المسرح مثل «الفراشة» تنقلت مع جمهورها بباقة مميزة من بستان أعمالها الجميلة، فقدمت لهم أغاني مثل «بدي حدا حبو، مستنياك، الدنيا حلوة، ما تيجي هنا، إحساس جديد، ماشي حدي، انت ايه، اللي كان، آه ونص»، لتختتم وصلتها الرائعة بأغنية «أعملك ايه»، وغادرت المسرح وسط التصفيق والهتاف ومطالبة الجمهور لها بعدم الغياب عن الكويت فترة طويلة مرة أخرى.
وكان الجمهور الكبير على موعد مع نجمهم المفضل «برنس الأغنية الخليجية» ومهندسها النجم ماجد المهندس الذي استقبل بحفاوة بالغة، وفي بداية وصلته وعد المهندس الحضور بسهرة جميلة وممتعة، وقدم أغنية وطنية بعنوان «روعة يا الكويت»، ومن ثم قال: «الله يحفظ الكويت وأميرها وشيوخها والمقيمين على أرضها»، لتضج القاعة بالتصفيق.
وأبحر ماجد بمحبيه مع أغانيه الرومانسية التي لكل أغنية منها ذكرى خاصة عند جمهوره، حيث غنى «أنا بالقوة نسيت، أنا بلياك، ودعت روحي، على قدومك، الفاتنة»، وألهبت هذه الباقة الأولى من الأغاني حماس الحضور ورددوا كلماتها معه بشكل أثار إعجاب ماجد نفسه وقائد فرقته الموسيقية المايسترو الشهير مدحت خميس، مما أشعل الرغبة بداخلهم على تقديم أجمل ما لديهما لهذا الجمهور المعروف عنه عشقه الكبير للطرب وتذوقه وفهمه للموسيقى والغناء.
وشدا المهندس بأغاني مثل «فهموه، اه هياما، لو سأل، عطشان»، و«ولع» قاعة الحفل باغنية «على مودك»، ثم قدم أغاني «ناقصك شيء، تناديك، رفرف الذكريات، على الذكرى، هذا اللي تمنيته» وغيرها من اعماله المعروفة، ليسدل الستار على حفل من أجمل الحفلات التي استمتع بها الجمهور الكويتي والخليجي والعربي، حيث امتلأت قاعة الأرينا بجمهور من كل الجنسيات من عشاق نانسي وماجد المهندس، وغادر الجميع القاعة على أمل التواجد مرة أخرى الأسبوع المقبل مع حفلين جديدين لمطربين آخرين.
من أجواء الحفل
٭ الرئيس التنفيذي لشركة روتانا سالم الهندي حضر المؤتمر الصحافي لكل من النجمة نانسي عجرم والنجم ماجد المهندس، وللحقيقة بوفواز وجوده يضفي على الحفلات رونقا خاصا لما يتمتع به من كاريزما مختلفة.
٭ المخرج طلال البرجس بذل مجهودا كبيرا لنقل الحفلين عبر شاشتي تلفزيون الكويت وتلفزيون روتانا، حيث أخرج الحفلين على الهواء مباشرة بشكل احترافي نال إعجاب المشاهدين، وعاونه بالطبع عدد من الجنود المجهولين الذين كانوا شعلة لا تهدأ من النشاط.
٭ كل الشكر لفريق «روتانا الكويت» وعلى رأسهم مدير فرع الكويت محمد الفضلي والمدير التنفيذي للشؤون الفنية بشركة روتانا محمد الهاجري، وأيضا للشاب الواعد أحمد سالم الهندي الذي ينطبق عليه مثل «هذا الشبل من ذاك الأسد»، فهو طاقة شابة جميلة وله بصمات واضحة خلال حفلات المهرجان السابقة، ويجد التعاون والاحتواء من قبل الهاجري والفضلي اللذين كانا بمنزلة «دينامو المهرجان» ومعهم أيضا أحمد ملك وجاسم العازمي وعلي البنا، وفنان التصوير الزميل جاسم البارون.