فجّر الجيش الإسرائيلي امس شقة في مدينة الخليل تعود لفلسطيني اتهمه الاحتلال بقتل مستوطن إسرائيلي في عملية إطلاق نار قرب مستوطنة «كريات أربع» شمال المدينة نهاية أكتوبر الماضي، وفق مصادر فلسطينية وإسرائيلية.
وقالت مصادر أمنية فلسطينية بحسب وكالة «شينخوا»، إن قوات إسرائيلية اقتحمت الخليل وفرضت إغلاقا في محيط منزل عائلة الفلسطيني محمد الجعبري وأجبرت العائلات في المنطقة على إخلاء منازلها وأخرجت أفرادها منها بمن فيهم الأطفال والنساء لساعات في البرد القارس.
وأضافت المصادر أن القوات الإسرائيلية أخلت البناية المكونة من أربعة طوابق تبلغ مساحتها 800 متر قبل أن تقوم بتفجير شقة محمد في الطابق الرابع، مشيرة إلى أن البناية تؤوي ست عائلات بمجموع 50 شخصا من أقارب وذوي الجعبري.
وأشارت المصادر إلى أن عملية التفجير التي تمت على مرحلتين ألحقت أضرارا جسيمة بالبناية والمباني المجاورة لها.
من جهته، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في بيان إن قوات من الجيش والشرطة دمرت منزل محمد الجعبري في الخليل منفذ عملية إطلاق نار قرب مستوطنة «كريات أربع» في 29 أكتوبر الماضي والتي راح ضحيتها إسرائيلي وإصابة 2 آخرين.
ووزع الجيش الإسرائيلي على وسائل الإعلام الإسرائيلية مقطع مصور لاقتحام المنطقة التي يقطن فيها الجعبري وعملية زرع جنوده المتفجرات في زاويا المنزل قبل تفجيره.
وقتل الجعبري (35 عاما) والذي يعمل مدرسا للتربية الإسلامية بالخليل في حينه بعد دهسه بسيارة أمن إسرائيلية ومن ثم إطلاق النار عليه من مسافة قريبة قرب مستوطنة «كريات أربع» شمال شرق الخليل، وجرى احتجاز جثمانه، بحسب مصادر فلسطينية.
إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال، امس 24 فلسطينيا خلال حملة اعتقالات واسعة في كل من الخليل وجنين وأريحا ورام الله وطولكرم وبيت لحم في الضفة الغربية وتضمنت اقتحام منازل سكنية وتفتيشها.
وأوضحت أن تلك القوات اقتحمت مدينة جنين ومخيمها واعتقلت ناشطا فيما اندلعت اشتباكات مسلحة بينها وبين مسلحين فلسطينيين من دون الإبلاغ عن وقوع إصابات في صفوف الجانبين.
وقالت سرايا القدس، كتيبة جنين في بيان، إن «مجاهدينا تصدوا لقوات الاحتلال المقتحمة لمخيم جنين بصليات من الرصاص، وتفجير عبوات ناسفة ضد آليات الاحتلال في مداخل المخيم».
من جهة اخرى، قالت حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح»، امس، إن إقرار الكنيست الإسرائيلي لما يسمى «قانون سحب الجنسية»، تشريع بشع للعنصرية والتطهير العرقي الذي تمارسه حكومة اليمين الفاشي بحق الوجود الفلسطيني على أرضه.
وأضافت الحركة، في بيان صحافي، أن هذا الإقرار بمنزلة إعلان حرب وتطهير عرقي إلى جانب الجرائم الدموية اليومية ضد الحق والوجود الفلسطيني على الأرض الفلسطينية.
وأكدت أن هذا السلوك العنصري والفاشي لن يؤدي إلا إلى انفجار الأوضاع، وجر المنطقة إلى مواجهة شاملة ومفتوحة، فالشعب الفلسطيني لن يصمت عن حقه وتاريخه، وسيدافع عن وجوده في وجه دولة الاستعمار و«الأبارتهايد».