القاهرة ـ ناهد إمام
التقت السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف د.أحمد الطيب، وذلك بمشاركة د.محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، أ.د.نظير محمد محمد نظير الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أستاذ العقيدة والفلسفة، والسفير عبدالرحمن موسى مستشار شيخ الأزهر للعلاقات الخارجية وشؤون الوافدين، بحضور د.إسراء نوار مدير التطوير والبرامج بجامعة تشابمان، والقس جامس بايك من كنيسة لوثرن أورنج كاونتي، والبروفيسور ريشارد روز من جامعة لا فرن، ضمن زيارة ينظمها «بيت العبادة»، والتي بدأت فعالياته عام 2018، برعاية وزارة الهجرة.
وأوضحت جندي حرص القيادة السياسية على التعايش وتعزيز روح المحبة في مصر، لتفتح أياديها وأبوابها للجميع، ومن بين تلك الجهود إطلاق بيت العائلة المصرية، والذي يضم الجميع.
وتابعت وزيرة الهجرة أننا حريصون على تعزيز جهود المصريين بالخارج، والاستفادة من القوى الناعمة للتأكيد على سماحة مصر في قبول جميع الأديان على مر التاريخ.
وأشادت السفيرة سها جندي بسماحة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، خلال اللقاء، وحرصه على الرد على تساؤلات الوفد المشارك كافة، وتوضيح أن جميع الرسالات السماوية إنما جاءت بالسلام والمحبة، مشيرة إلى أن فضيلة الإمام هو خير من يتحدث عن حوار الأديان والتعايش بين الأديان، وقد شاهدنا جهوده مع ممثلي مختلف الأديان لإطلاق وثيقة حوار الأديان.
من جهته، عبر فضيلة الإمام الأكبر عن ترحيب الأزهر الشريف وعلمائه بهذه النخبة التي تسعى إلى ترسيخ مبادئ العدل والمساواة حول العالم، مؤكدا أن السلام والحوار وقبول الآخر هو شغله الشاغل، وكان ذلك هو الأساس الذي قامت عليه الجهود المشتركة بيننا وبين البابا فرنسيس، والذي اكتشفت أنه رجل إنسانية من الطراز الرفيع، وقد قادنا التقارب في الرؤى إلى صنع وثيقة الأخوة الإنسانية، التي استغرقت عاما كاملا من العمل الدؤوب، لتخرج للعالم في شكلها الحالي ولتكن بمثابة «وثيقة عالمية» تؤسس لسلام عالمي حقيقي وعالم ينعم فيه الجميع بالتفاهم والتسامح والعيش المشترك.
وأوضح فضيلة الإمام الأكبر أن الإنسان في الإسلام هو الكائن الذي كرمه الله وأراد له أن يكون مختلفا في كل شيء، في الدين واللغة والعرق وغيرها، والاختلاف بيننا هو قانون الله في خلقه وسيستمر هذا القانون إلى قيام الساعة، مشيرا إلى أن الإسلام قد حدد العلاقة بين البشر على اختلافهم في شيء واحد وهو «التعارف» مصداقا لقوله تعالى (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا)، مشددا على أن معركة اليوم ليست ضد الفقر أو الجهل أو المرض، ولكنها ضد المحاولات المستمرة للسيطرة، والتي قادتنا إلى الكثير من الحروب والصراعات.
وأضاف فضيلته أن الإسلام قد رفع من شأن المرأة وحفظ كرامتها، وعلمنا أن النساء شقائق الرجال، وأن «طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة»، كما ضمن للمرأة حقها في الميراث وأن يكون لها ذمة مالية مستقلة.
وفي ختام حديثه، أكد فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، أن السلام والتعايش والمحبة هو ما يبني عالما أفضل، وأن مصر من أفضل الدول التي تحرص على ذلك، وترسخ له بشكل دائم.
الى ذلك، استقبل البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، السفيرة سها جندي بحضور إسراء نوار مدير التطوير والبرامج جامعة شابمان، وإحدى المشاركات في «مؤتمر مصر تستطيع بالتاء المربوطة»، خلال زيارة حوار الأديان والتي بدأت فعالياته عام 2018، والتي تعد إحدى توصيات مؤتمر «مصر تستطيع بالتاء المربوطة» وتشرف على تنظيم زيارتهم لمصر برعاية وزارة الهجرة.
وفي مستهل اللقاء، رحب قداسة البابا تواضروس الثاني بالوفد، مشيرا إلى أن مصر احتضنت العائلة المقدسة وعلى أرضها كلم الله نبيه موسى، وفيها يعيش الجميع بمحبة وسلام منذ مئات السنين.
وأكد قداسة البابا تواضروس الثاني أن الرئيس عبدالفتاح السيسي حريص على دعم قيم المواطنة والتسامح والمحبة، وإتاحة الفرص لجميع المصريين، دون تمييز، بجانب العلاقات الأخوية المتميزة للكنيسة المصرية مع مؤسسات الدولة المصرية والأزهر الشريف، مؤكدا أن مصر وطن للجميع وهذا سر قوة الدولة المصرية عبر التاريخ.
وأضاف ان المصريين جميعا كيان واحد تضمهم نفس المدارس، ويعالجون في نفس المستشفيات، والحكومة قامت بإنشاء العاصمة الادارية ببناء أكبر كاتدرائية في الشرق الأوسط بجانب أكبر مسجد، في العاصمة الإدارية الجديدة، وتم إصدار قانون بناء وترميم الكنائس، وأننا شركاء في بناء الجمهورية الجديدة ونحرص علي تعليم الأجيال المقبلة أن هذا الوطن أعمدته التسامح وقوامه المحبة وأن كل الأديان تعلمنا هذه القيم.
من ناحيتها، أكدت السفيرة سها جندي حرص وفد حوار الأديان على لقاء قداسة البابا تواضروس الثاني، باعتباره رمزا دينيا يمثل الكنيسة المصرية بعراقتها وتاريخها الوطني، ورمزا للتسامح والمحبة، معربة عن شكرها لاستقبال قداسته الوفد والإجابة عن كل ما يدور في ذهنه، وتوضيح دور الكنيسة المصرية، والتي تمثل جزءا من مصر القوية، وهو ما تؤكد عليه القيادة السياسية في الجمهورية الجديدة.
وثمنت وزيرة الهجرة حرص قداسة البابا على دعم جهود وزارة الهجرة في العديد من المبادرات والفعاليات، وحرص الكنائس المصرية بالخارج على تقديم الدعم للمصريين خلال الأزمات المختلفة، دون تمييز.
وأكدت أن مصر أرض الإيمان، والجميع يتعامل بتقدير واحترام لعقيدة وشعائر الآخر، وأن النسيج الوطني يعزف سيمفونية حب الوطن، ونتعامل كلنا بمحبة لهذا الوطن.