مفرح الشمري
ساعات من العمر، أمضاها رواد مجمع الأندلس خلال أمسية وجدانية استعادت ذاكرة الأغنية الكويتية خلال ستينيات وسبعينيات وثمانينيات القرن الماضي. فكان أن أحيت في نفوسهم إيقاع تلك الحقبة الذهبية وأثارت حنينهم إلى زمن الرعيل الأول. وعلى وقع أشهر الأغاني الوطنية والطربية والشعبية التي طبعت الفن الكويتي منذ القدم، استرجعت مجموعة من الشباب الكويتي الموهوب تراث العمالقة والكبار من فناني ونجوم الوطن، وذلك في حفل استثنائي تحت عنوان «مال أول».
ففي أمسية هي الثالثة من أمسيات «ذاكرة الأندلس» والليالي الطربية، التي تنظمها أكاديمية لوياك للفنون – «لابا» بالتعاون مع شركة «أجيال» العقارية، حاكى الفنانون الصاعدون أدوار وشخصيات الفنانين الكويتيين القدامى، وقدموا أداء غنائيا وموسيقيا إبداعيا، ألهب المشاعر وجدد التمسك بالوطن والهوية والاعتزاز بالانتماء للكويت، بقيمها الراسخة وتراثها العريق.
استهل الحفل بالسلام الوطني، فكلمة ترحيبية قدمتها ألطاف المطيري، التي أشادت بالأندلس، قائلة: «في هذا المكان تشكلت ذاكرة الجمال، من هذا المكان استمتعنا بأجمل الألحان والأفلام. ونجتمع اليوم في سينما الأندلس التي كانت أكبر وأهم مسرح في الشرق الأوسط في فترة الستينيات، ونسترجع ذكريات الزمن الجميل، لما احتضن هذا المسرح من كبار النجوم في الوطن العربي».
وبعد عرض ڤيديو قصير عن مركز الأندلس، انطلقت فعاليات «مال أول» احتفاء بالذاكرة وجيل الرواد والأعياد الوطنية. فكان أن تناغمت اللوحات الغنائية مع الأداء والموسيقى بقيادة المايسترو الفنان يوسف بارا الذي تولى إعادة التوزيع، أضف إلى الإضاءة والديكور، ناهيك عن الأزياء والمكياج بتوقيع من خالد الشطي وراوية صالح، في مشهدية متكاملة أطربت عشاق الفن الأصيل، بالصوت والصورة والشكل والأداء.
وفي استعادة لروائع الزمن الشعبي الجميل، تألق النجم الصاعد الفنان عبدالعزيز المسباح في أداء أغنيتين للفنان غريد الشاطئ، فدندن بصوته العذب «الحب مر وخذانا...ودانا لبلاد بعيدة»، ونقل سلام الراحل الكبير على وقع «سلمولي على اللي سم حالي فراقه». وفي أداء بمنتهى الروعة، أسرت الفنانة الموهوبة منة الخياط قلوب الحاضرين، بعد أن غنت للفنانة عائشة المرطة التي تربعت على عرش الأغنية الكويتية والخليجية، فأبحرت في أغنية «البارحة يا حبيبي» قبل أن تختم بأغنية «إبشري يا عين...كامل الأوصاف محبوبي قمر».
وكما غنى الفنان القدير عبدالمحسن المهنا «يا من شاف العريس»، اعتلى الفنان الشاب عبدالعزيز الضبيبي، مسرح الأندلس مقدما الأغنية بطريقة ساحرة، انتقل بعدها إلى أغنية «يا منيتي...يا سلا خاطري...وأنا أحبك يا سلام»، فكان على العهد في صون تراث لعملاق في عالم الفن والطرب والغناء واللحن. وعلى هيئة العملاق حسين جاسم، قدم الفنان الشاب عبدالله الباروني أداء ساحرا، فبعث برسائل حب مزجت بين التراث الكويتي القديم وحداثة الكلمة واللحن والأسلوب، من خلال أغنية «يا ناعم العود يا سيد الملاح...ليت للغرام حاكم والله لاشتكي». وأغنية «حلفت عمري» الشهيرة».
وفي تحية خاصة ولفتة تقديرية للوطن، اختتمت المواهب الشابة حفل «مال أول» على وقع كلمات وألحان «باسم الكويت»، تلك الأغنية الوطنية التي أنتجتها أكاديمية «لابا» عام 2019 من كلمات عبدالعزيز المشاري وألحان عبدالحميد دهراب.