لم يكن الزلزال المزدوج الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سورية وأودى بحياة عشرات الآلاف، الكارثة الطبيعية الوحيدة التي تضرب المنطقة هذه السنة، اذ تتعرض مناطق شمال شرق سورية التي نجت من الزلزال لموجة جفاف غير مسبوقة منذ 70 عاما.
وقال موقع «المونيتور» في تقرير له، ان تأخر الأمطار للسنة الثالثة على التوالي ترك الأراضي قاحلة، والمزارعين يعانون من تداعيات اسوأ موجة جفاف، حيث تراجع انتاج منطقة الجزيرة المعروفة بـ «سلة غذاء سورية»، من القمح الى ربع ما كان عليه قبل الحرب.
وبين أن تقييما إنسانيا أجري مؤخرا كشف عن انخفاض الإنتاج الزراعي بأكثر من 80% في عام 2022 مقارنة بعام 2020، وهو آخر حصاد قبل بداية الجفاف الحالي.
وفي صيف عام 2020 بعد حصاد جيد غذته الأمطار الغزيرة، غرقت سورية في أسوأ موجة جفاف لها خلال السبعين عاما الماضية. ووصلت الأمطار في الفترة من اكتوبر 2021 إلى مايو 2022 لمستويات أقل من 75% إلى 95% عن المتوسطات التاريخية في محافظات الحسكة والرقة ودير الزور شمال شرقي البلاد.
ويقول الموقع «المونيتور» على الرغم من كل الآمال، شحت الأمطار مرة أخرى في نهاية عام 2022، ويواجه السوريون الآن احتمالية مروعة لعام ثالث بلا ماء، رغم الأمطار الغزيرة والثلوج التي هطلت في منطقة الشرق الاوسط وتركيا أخيرا، حيث انها ستكون بحاجة إلى فترات هطل أمطار منتظمة حتى نهاية الشتاء للحفاظ على المحاصيل.
وبسبب تعرضهم لأهواء الطقس الذي لا يمكن التنبؤ به بشكل متزايد، يفقد المزارعون في شمال شرقي سورية الأمل عاما بعد عام من دون أي حل يلوح في الأفق.
تعتمد الغالبية العظمى من الناس في شمال شرقي سورية على الزراعة لكسب لقمة العيش، وقد تسبب الجفاف في خسائر فادحة. وفقا لتقييم إنساني حديث أجرته Mercy Corps، انخفض الإنتاج الزراعي لأكثر من 80% في عام 2022 مقارنة بعام 2020 وهو آخر محصول قبل بداية الجفاف الحالي.
وفي السياق، اعتبر منسق مجموعة عمل الأمن الغذائي وسبل العيش التابعة لمنتدى المنظمات غير الحكومية في شمال شرق سورية جوزيف شلهوب، أن «على سورية التكيف مع الجفاف، وسيكون هذا العام محوريا» في هذا الإطار.
وقال شلهوب: «كان ينظر إلى العامين الماضيين على أنهما استثناءات، ولكن السنة الثالثة على التوالي ستمثل بداية الاتجاه. هذا يمكن أن يغير إلى حد كبير الطريقة التي تنظر بها السلطات المحلية والمنظمات غير الحكومية والمزارعون إلى هذا الجفاف».
وكانت دعت الأمم المتحدة، في تقرير مشترك صادر عن برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، إلى ضرورة اتخاذ إجراءات إنسانية عاجلة في 20 دولة اعتبرتها «بؤرة ساخنة للجوع» في العالم، بينها 5 دول عربية، هي «سورية والسودان واليمن والصومال ولبنان».