المنامة ـ بداح العنزي
شمل ملك البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة برعايته حفل تقديم جائزة عيسى لخدمة الإنسانية في دورتها الخامسة (2021 -2022) التي فاز بها د.ساندوك رويت من دولة النيبال تقديرا لابتكاره طريقة جديدة لعلاج مرض عتامة العيون والتي ساهمت في شفاء اكثر من 120 ألف مصاب بالعمى. وقال الملك حمد بن عيسى في كلمته «يطيب لنا أن نلتقي بكم في ختام أعمال الدورة الخامسة لجائزة عيسى لخدمة الإنسانية، التي حرصنا على تخصيصها لتكريم السيرة العطرة لـ «صاحب العظمة» الشيخ عيسى بن سلمان
آل خليفة، طيب الله ثراه وأحسن مثواه، ولتجسد بأهدافها النبيلة نهج قيادته الحكيمة والمتفانية في حمل لواء الخير والسلام باسم البحرين، وهو من عمل طيلة حياته، على الخطى المباركة لحكام البحرين الكرام، فسجل له تاريخ بلادنا المعاصر أنصع فصول نهضته التنموية والتاريخية».
واضاف «تؤكد التجربة العملية لهذه المبادرة العالمية التي تحتضنها مملكة البحرين أن خدمة الإنسانية هي ملاذنا الآمن نحو وحدة البشرية واستقرارها. ومن عمق جوهرها المتسامي تنصهر الفوارق، وتتاح الفرص العادلة، وتخفف الآلام وتهون المصاعب. وما الجهود الاستثنائية لطبيب العيون، د.ساندوك رويت من دولة النيبال الصديقة، إلا أحد الأمثلة الحية والمشرقة لدور النوايا الصادقة في تحقيق الرخاء والسلام الإنساني. ويسرنا بهذه المناسبة الطيبة، أن نبارك له فوزه المستحق نظير أعماله القيمة والمؤثرة التي جعلته الأحق والأجدر بهذا التكريم».
وتابع «ولا يفوتنا ونحن نحتفي بجهود الفائز الكريم بالجائزة في نسختها الخامسة، أن نعرب عن تقديرنا الكبير للمؤسسات والأفراد المتقدمين لها، وتمنياتنا لمساعيهم الخيرة بالتوفيق والسداد».
وأضاف «كما نتوجه ببالغ امتناننا وشكرنا لرئيس وأعضاء مجلس أمناء الجائزة ولجنة التحكيم وأمانتها العامة، على جهودهم الواضحة في تجسيد الرسائل النبيلة للجائزة، بتكريم وتقدير «صناع الخير» من أصحاب الأيدي البيضاء، لتكون هذه المبادرة مرجعا ملهما باحتضانها لكل مسعى مخلص يعتني بالأخوة الإنسانية ويرتقي بها، سائلين الله تعالى، لمثل هذه الجهود الكريمة، العون والبركة الدائمة، وداعين بالرحمة الواسعة، لراعي منجزاتنا الإنسانية والحضارية، والد الجميع «صاحب العظمة» الشيخ عيسى بن سلمان
آل خليفة، رحمه الله».
وألقى سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة الممثل الخاص للملك رئيس مجلس أمناء جائزة عيسى لخدمة الإنسانية كلمة في الحفل، قال فيها «بعظيم التقدير والامتنان، أرفع لجلالتكم أسمى آيات الشكر والعرفان على رعايتكم الكريمة للجائزة التي تخلد ذكرى «صاحب العظمة» الشيخ عيسى بن سلمان
آل خليفة، طيب الله ثراه، وتجسد ما اتصف به من تواضع وعطف إنساني في ظل ما آمن به وعمل من أجله طيلة حياته، ولتكون الجائزة جسرا إنسانيا مهما بين مملكة البحرين والعالم، وتجسيدا حقيقيا لتاريخها الثري وحاضرها الغني بالتنوع والتعايش الإنساني، ونموذجا مضيئا لنهجها الحضاري في تفاعلها الخير مع دول العالم وشعوبه». وتابع «لقد جاءت مبرتكم يا صاحب الجلالة بإنشاء هذه الجائزة التي تحمل اسم الراحل الكبير، والتي نحتفل بانتهاء أعمال دورتها الخامسة وبتفضل جلالتكم بمنحها للفائز بها، تكريما لمن يتفوق في خدمة الإنسانية في المجالات التي أنشأت من أجلها الجائزة». وقال «إنه لمن دواعي سعادتنا واعتزازنا كمجلس أمناء ما تحققه الجائزة من مكانة على الساحة العالمية وذلك من خلال ما نلمسه من إقبال شديد وما استقبلناه من أعمال إنسانية بلغت 139 عملا من أفراد ومؤسسات تقدموا لنيل الجائزة، وهو ما يؤكد صداها العالمي ومكانتها العالية ودورها الإنساني النبيل، مما دفع مجلس الأمناء ولجنة التحكيم الى عدم ادخار اي جهد منذ الدورة الرابعة، لإنجاز المهمة على الوجه الأمثل، والعمل أيضا على تطوير أدوات البحث والاستكشاف في الدورة القادمة للجائزة للتعرف على المزيد ممن يستحقون الدعم والتكريم، والاستفادة من جهود الفائزين في الدورات السابقة لمزيد من التعريف بالجائزة في منتديات ومحافل الاشعاع والتنوير العالمية».
بدوره، قال د.ساندوك رويت «انني على ثقة تامة أن الجائزة تمثل القيمة الحقيقية لهذا البلد العظيم وشعبه، حيث الحياد والشمولية والمحاولة الجادة لإيجاد عمل إنساني يغير قواعد اللعبة حتى على مستوى القاعدة الشعبية». وقال «ان شغفي الدائم بخدمة الإنسانية من خلال علاج ضعف الابصار بغض النظر عن إمكانية الوصول والقدرة على تحمل تكاليف المرضى مما يساعد على الحد بشكل كبير من الفقر. أشعر الآن أننا تمكنا من لمس قلوب وأرواح الملايين على مستوى العالم من خلال عملنا».
من جانبه، قال عضو لجنة التحكيم لجائزة عيسى لخدمة الإنسانية د.فرحان نظامي «لقد شهد عهد المغفور له صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، ظهور البحرين بصفتها دولة مستقلة حديثة. وعلى مر تلك السنوات الطويلة، حافظ المغفور له على التزام البحرين بالاستقرار والرفاهية، كما قدم الدعم الشخصي والحكومي لبناء القدرات البشرية، وخاصة في مجال التعليم. وقد سار الملك حمد بن عيسى على ذات النهج النبيل، ودفع بهذه المسيرة إلى الأمام. وهذه الجائزة تحديدا تمثل تذكيرا مهما، وعلامة كبيرة على استمرار نهج المغفور له في الاهتمام بالإمكانات البشرية للخير والرحمة».