قول صدق الله العظيم
شاب قرأ القرآن في مسابقة قرآنية ولما انتهى من قراءته لم يقل صدق الله العظيم واعترض أحد العلماء الحضور ورد عليه آخر بأن هذا هو الصحيح.
٭ لا شك أن الله تعالى هو أصدق القائلين بلا ريب، كما قال تعالى: (ومن أصدق من الله قيلا) (النساء: 122). وفي حديث مسلم: أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى.
فاعتقادنا واعترافنا بأن الله تعالى صادق فيما يقوله فرض، ومن كذب الله أو شك في صدق ما أخبر به فهو كافر خارج من الملة - والعياذ بالله.
ومن قال: صدق الله عند المناسبات - مثل أن يقع شيء من الأشياء التي أخبر الله بها فيقول: صدق الله تأكيدا لخبر الله - فهذا جائز، لورود السنة به، ففي الحديث عن بريدة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبنا إذ جاء الحسن والحسين - عليهما السلام - عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه، ثم قال: صدق الله: إنما أموالكم وأولادكم فتنة - نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما، رواه الترمذي، والحاكم في المستدرك، وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقهما الذهبي، وصححه الألباني، أما المداومة على قول: صدق الله العظيم، بعد التلاوة - فقد ذكر جمع من المحققين من العلماء المعاصرين انها بدعة إضافية، وقالوا هو ذكر مطلق، فتقييده بزمان، او مكان، أو حال من الأحوال لا بد له من دليل، وعلى ذلك: فإن التزام هذه الصيغة بعد قراءة القرآن لا دليل عليه، والتعبد بما لم يشرع لا يجوز، وهو من المحدثات، لأنه لم يعرف في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين المداومة عليها، ولكن من جانب آخر كتب الفقه ذكرت جواز ذلك منهم القرطبي في تفسيره الجامع لأحكام القرآن، والترمذي الحكيم أبو عبدالله في نوادر الأصول، والغزالي أبوحامد في الإحياء، وكلهم قالوا: بعد فراغ القارئ من القراءة يقول: صدق الله تعالى وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم انفعنا به وبارك لنا فيه، الحمد لله رب العالمين وأستغفر الله الحي القيوم، وقد قرر الجواز بقول صدق الله العظيم غيرهم من الفقهاء في كتبهم وبخاصة عند الحنفية والشافعية.