استقبل الرئيس السوري بشار الأسد وزير الخارجية المصري سامح شكري الذي نقل له رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد فيها تضامن مصر مع سورية واستعدادها لمواصلة دعم السوريين بمواجهة آثار الزلزال، وفقا لما ذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا».
وقالت الوكالة إن شكري أبلغ الأسد تحيات الرئيس السيسي واعتزازه بالعلاقات التاريخية بين سورية ومصر، وحرص القاهرة على تعزيز هذه العلاقات وتطوير التعاون المشترك بين البلدين.
بدوره، شكر الرئيس السوري مصر لما قدمته من مساعدات لدعم جهود الحكومة في إغاثة المتضررين من الزلزال، وأكد أن سورية حريصة أيضا على العلاقات التي تربطها مع مصر، مشيرا إلى أنه يجب النظر دائما إلى العلاقات السورية - المصرية من منظور عام وفي إطار السياق الطبيعي والتاريخي لهذه العلاقات.
واعتبر الأسد أن العمل لتحسين العلاقات بين الدول العربية بشكل ثنائي هو الأساس لتحسين الوضع العربي بشكل عام.
ونوه الرئيس السوري بأن مصر لم تعامل السوريين الذين استقروا فيها خلال مرحلة الحرب على سورية كلاجئين، بل احتضنهم الشعب المصري في جميع المناطق، ما يؤكد على الروابط التي تجمع بين الشعبين، والأصالة التي يمتلكها الشعب المصري.
ونقلت «سانا» عن الوزير شكري تأكيده أن العلاقة السورية - المصرية هي ركن أساسي في حماية الأقطار العربية، مؤكدا أن مصر ستكون دائما مع كل ما يمكن أن يساعد سورية، وستسير قدما في كل ما من شأنه خدمة مصالح الشعب السوري.
وأشار شكري إلى الروابط التي تجمع بين الشعبين السوري والمصري، ولفت إلى أن السوريين المقيمين في مصر أظهروا قدرة كبيرة على التأقلم مع المجتمع المصري، وحققوا نجاحا كبيرا في أعمالهم في مختلف المجالات.
وأكد وزير الخارجية المصري تضامن بلاده مع الشعب السوري في مواجهة تداعيات الزلزال المدمر، موضحا أن هدف زيارته، وهي الأولى منذ بدء الحرب في سورية قبل 11 عاما هو «إنساني» بالدرجة الأولى.
وقال شكري في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السوري فيصل المقداد في مقر الخارجية السورية، إنه نقل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الأسد رسالة «تضامن ومواساة مع الشعب السوري الشقيق واستعدادا للاستمرار بتقديم ما نستطيع من دعم لمواجهة آثار الزلزال».
وردا على سؤال حول إمكانية عودة العلاقات الثنائية إلى سابق عهدها، أوضح شكري «الهدف من الزيارة في المقام الأول هو إنساني، لنقل التضامن على مستوى القيادة، وعلى مستوى الحكومة وعلى مستوى الشعب المصري إلى الشعب السوري».
وبخلاف دول عربية عدة، أبقت مصر سفارتها مفتوحة في دمشق طيلة سنوات النزاع، لكنها خفضت مستوى التمثيل الديبلوماسي وعدد أفراد بعثتها.
ومن دمشق توجه الوزير المصري إلى تركيا، حيث التقى نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو، بولاية أضنة المتضررة من زلزال 6 فبراير.
واستقبل تشاووش أوغلو نظيره المصري، في مطار الولاية، حيث عقد الوزيران اجتماعا مغلقا.
وتسلم الوزيران، بميناء مرسين التركي، شحنة المساعدات المصرية السادسة المقدمة إلى تركيا، لمواجهة تداعيات الزلزال.
و قال شكري، إن المساعدات التي قدمتها مصر لتركيا أقل ما يمكن فعله في إطار حرص مصر على رفع المعاناة عن المتضررين جراء الزلزال، مشيرا إلى أن هناك توجيهات بإعطاء أولوية لمرور سفن المساعدات من قناة السويس.
وأضاف شكري، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي، في ميناء «مرسين»، أن المصريين، حكومة وشعبا وقيادة، تألموا من هذه الكارثة التي طالت الشعب التركي، مؤكدا أن مصر ستفعل كل ما بوسعها لدعم الجهود المبذولة لمؤازرته.
وأشار إلى أن مصر ستواصل هذا الدعم وتسهيل وتيسير المساعدات المتجهة إلى تركيا بإعطائها أولوية مرور من قناة السويس، وهذا ناتج عن قوة العلاقة بين الشعبين المصري والتركي.
وأكد وزير الخارجية سامح شكري، أنه اطلع خلال المباحثات الثنائية مع نظيره التركي، في مطار أضنة، على الأولويات المطلوبة لدى الأشقاء في تركيا، فيما يتعلق بالمساعدات، لافتا إلى أن مصر ستعمل على توفير ما تستطيع في إطار السعي سواء من خلال الحكومة المصرية، والهلال الأحمر المصري، ومنظمات المجتمع المدني، لمواجهة هذه الكارثة ورفع آلام المصابين بقدر الإمكان، وتوفير سبل الإعاشة لهم.