اكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها رصدت في ايران جزيئات من اليورانيوم المخصب بنسبة 83.7%، اي اقل بقليل من نسبة 90% الضرورية لانتاج قنبلة نووية، وذلك بحسب تقرير اطلعت عليه «فرانس برس» امس.
واوضحت الوكالة التابعة للامم المتحدة أنه تم اكتشاف الجزيئات بعد جمع العينات في يناير في منشأة فوردو، مؤكدة بذلك معلومات أدلت بها مصادر ديبلوماسية.
وطلبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية «توضيحات»، مشيرة إلى أن «المشاورات لاتزال قائمة» لتحديد مصدر هذه الجزيئات، على ما أضاف التقرير الذي سيعرض الأسبوع المقبل أمام مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا.
كذلك، افاد تقرير الوكالة الذرية، التي يتوقع أن يزور مديرها رافايل غروسي طهران قريبا، بأن ايران واصلت في الاشهر الاخيرة زيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب.
وذكر التقرير أن المخزون ارتفع مع 12 فبراير الى 3.760.8 كلغ مقابل 3.673.7 كلغ في اكتوبر، بحيث تجاوز 18 مرة السقف المسموح به وفق اتفاق 2015 الدولي.
لكن طهران التي تنفي نيتها الحصول على سلاح نووي، تحدثت عن «تراكم غير مقصود» بسبب صعوبات تقنية في أجهزة الطرد المركزي التي تستخدم في التخصيب، في رسالة وجهتها إلى الوكالة.
والأسبوع الماضي، أكدت طهران «أنها لم تجر أي محاولة تخصيب فوق 60%».
واوضح الناطق باسم منظمة الطاقة الذرية الايرانية بهروز كمالوندي أن «وجود ذرة او ذرات يورانيوم أعلى من 60% في عملية التخصيب لا يعني التخصيب فوق 60%».
وتأتي هذه التقارير وسط تعثر المحادثات لإحياء اتفاق دولي أبرم عام 2015 للحد من النشاطات النووية الإيرانية مقابل رفع عقوبات دولية مفروضة على طهران.
من جهة أخرى، سجل امس تسميم عشرات التلميذات في محافظة طهران، بعد سلسلة هجمات مماثلة في مناطق ايرانية أخرى نسبت الى أفراد يعارضون تعليم الفتيات، وفق ما أفادت وسيلة إعلام محلية.
وقالت وكالة تسنيم للأنباء «تم تسميم عدد معين من التلميذات في مدرسة خيام للبنات في مدينة بارديس» الواقعة في محافظة طهران. واضافت «نقلت 35 تلميذة الى المستشفى وأجهزة الطوارئ موجودة في المدرسة للسيطرة على الوضع»، لافتة الى أن المصابات «بخير».
وأثارت القضية غضبا في البلاد، وندد البعض بصمت السلطات عن العدد المتزايد من المدارس التي شهدت هذه الظاهرة.
ويأتي ذلك بعدما شهدت إيران حركة احتجاج منذ وفاة الشابة مهسا أميني في 16 سبتمبر، بعد أيام على اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة في البلاد.
وقارن ناشطون المسؤولين عن هذه الهجمات بطالبان في افغانستان وجهاديي بوكو حرام في غرب أفريقيا، كون هؤلاء يعارضون تعليم الفتيات.
وأكد رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف امس أن «الاستهداف» طال «فقط مدينتي قم وبوروجرد» في غرب البلاد، وفق ما نقلت عنه وكالة ارنا الرسمية.
لكن النائب عبدالله رحيمي أوضح أن عدد هذه المدن «يتجاوز اثنتين»، لافتا الى تسميم تلميذات ايضا في بلدة كفر.
واعتبر النائب عن قم أحمد اميري فرحاني أن هذه الهجمات عمل «غير عقلاني»، مؤكدا أن سكان المدينة «يؤيدون تعليم الفتيات».
من جهتها، حضت نائبة الرئيس السابقة معصومة ابتكار السلطات على التعامل بشدة مع «المتعصبين».