أصدر القضاء الإيراني امس قرارا بالإفراج عن 82 ألف شخص بينهم 22 ألف متظاهر، اعتقلوا على خلفية مشاركتهم في الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها البلاد نهاية العام الماضي.
وبحسب وكالة الانباء الايرانية (ارنا)، أعلن رئيس القضاء الإيراني غلام حسين محسني إجئي، في كلمة أمام اجتماع لمجلس القضاء الأعلى، العفو عن 82 ألف شخص بينهم 22 ألف من المتظاهرين، إثر مرسوم أصدره المرشد الأعلى علي خامنئي، في فبراير الماضي.
وأضاف أن مرسوم العفو شمل المحتجين «الذين لم يرتكبوا جرائم سرقة أو عنف، ومن لم تصدر أحكام قانونية ضدهم».
ولم يذكر تفاصيل بشأن المدة التي صدرت خلالها قرارات العفو أو ما إذا كانت وجهت اتهامات بالفعل للمعفو عنهم أو متى حدث ذلك.
ومطلع فبراير الماضي وافق خامنئي على منح عفو جماعي لعشرات الآلاف من السجناء، بمن فيهم أولئك الذين قبض عليهم في الاحتجاجات الأخيرة التي هزت البلاد.
ولم يشمل العفو المدانين بالتجسس لحساب وكالات أجنبية، أو الانتماء إلى جماعات معادية لإيران.
وكانت وسائل إعلام رسمية إيرانية أشارت في وقت سابق إلى أن خامنئي «يمكنه العفو عن الكثير من المحتجين الذين شاركوا في التظاهرات، وذلك قبل حلول شهر رمضان المبارك».
من جهة اخرى، أعلن المتحدث باسم الخارجية الايرانية ناصر كنعاني امس ان موقف فرنسا «غير البناء» حيال ايران و«دورها التدخلي» لا يسهلان المحادثات حول الإفراج المحتمل عن فرنسيين معتقلين في هذا البلد.
وقال كنعاني، في تصريحه الصحافي الأسبوعي، «آمل أن نشهد تطورا إيجابيا في هذا الملف»، وأضاف «يمكن لدول أن تلعب دورا إيجابيا في هذا المجال بمواقفها وتصرفاتها»، قائلا «كان للحكومة الفرنسية موقف غير بناء ودور تدخلي فيما يتعلق بالتطورات الداخلية الأخيرة في ايران».
وخلص كنعاني الى القول «بالطبع، مواصلة مثل هذه الأعمال لا يساعد على تسوية قضية السجناء». وحول العلاقة مع أميركا، أكد ان «المفاوضات مع الولايات المتحدة مستمرة عبر وسطاء».
وأوضح «وصلنا بالفعل إلى اتفاق بشأن بعض القضايا ومنها السجناء، وفي مارس العام الماضي تم التوصل إلى اتفاق مكتوب»، على أن «يتم هذا الموضوع دون ربطه بالمفاوضات الرامية إلى إلغاء الحظر عن ايران».
الى ذلك، أكد الرئيسان الإيراني إبراهيم رئيسي والبيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو، خلال لقاء في طهران امس، رغبتهما في تعزيز العلاقات بين البلدين على خلفية الحرب في أوكرانيا.
ووصل لوكاشنكو مساء امس الاول إلى إيران في زيارة تستمر يومين، وأجرى محادثات صباح امس مع رئيسي قبل التوقيع على خريطة طريق لتطوير التعاون بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.
وقال رئيسي في نهاية الاجتماع، إنه «بعد 30 عاما من إرساء العلاقات الثنائية لدى البلدين الإرادة في تعزيز التعاون»، مؤكدا أن لديهما «رؤية استراتيجية» مشتركة.
من جانبه، أشاد لوكاشنكو بـ «مثابرة الشعب (الإيراني) في مقاومة الضغوط الخارجية ومحاولات فرض إرادة الآخرين عليه»، مضيفا «أرى أنه رغم كل شيء أنتم تطورون التقنيات الحديثة والطاقة النووية».
وتابع الرئيس البيلاروسي «يمكن أن نكون مفيدين للغاية لبعضنا البعض إذا وحدنا جهودنا»، ولم يشر الزعيمان في تصريحاتهما إلى النزاع الدائر في أوكرانيا.