قال رئيس الوفد البرلماني الكويتي، وكيل الشعبة البرلمانية النائب ثامر السويط، انه لا يمكن الحديث عن التعايش السلمي ولايزال الإسلام يتعرض لحملات ممنهجة تنسب له أبشع السمات فيما فلسطين مازالت تحت الاحتلال الصهيوني.
جاء ذلك في كلمة ألقاها السويط أمام المؤتمر الـ 146 للاتحاد البرلماني الدولي المنعقد في البحرين.
وأضاف السويط أنه مازالت هناك حملات ممنهجة ضد أمة محمد صلى الله عليه وسلم التي جبلت على احترام الأديان وتقديس الحقوق وصون الحريات ومكارم الأخلاق ولايزال يمارس ضد إخواننا المسلمين أشد أنواع التنكيل في شتى بقاع الأرض.
وأوضح أن فلسطين الحبيبة وشعبها الأبي تتعرض لأبشع أنواع العنف والتهميش من قبل الكيان الصهيوني وسط صمت العالم وتخاذل القوانين الدولية عن تحجيم هذا الكيان المغتصب.
وأكد أن العالم لن يحظى بالسلام والاستقرار في ظل هذا التعصب وعدم اتخاذ خطوات جدية لتقويض الحملات الإعلامية الممنهجة للتمييز الديني والعنصري.
وقال السويط: ثمة ما هو غائب فيما يتعلق بالتعايش السلمي وهو الأمر المتعلق بكرامة الإنسان وكرامة الشعوب وهو ما نص عليه ديننا الإسلامي.
وأضاف: ان المواثيق الدولية تجاهلت حق فلسطين وغيرها من بقع لم يترك لأهلها حق إدارة أرضهم كما يجب.
وفيما يلي نص الكلمة:
معالي السيد دوارتي باتشيكو
رئيس الاتحاد البرلماني الدولي
الإخوة والأخوات رؤساء البرلمانات ورؤساء الوفود البرلمانية السيدات والسادة الحضور.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
إننا نجتمع في هذا الصرح الدولي لنناقش قضية محورية تصب في عصب السلم والأمن الدوليين وهي «تعزيز التعايش السلمي والمجتمعات الشاملة لمحاربة التعصب».
هذه الحقيقة التي لطالما أكد عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وكفلها في نصوصه القانونية وما تلاها من مواثيق ومعاهدات عالمية تشدقت بأن الجميع سواسية أمام مسطرة القانون.
إن المساواة والعدالة الاجتماعية والاقتصادية هي حجر الأساس في القانون الدولي، وإنه لا وجود للأمن والسلم في ظل انعدامها، فالمجتمعات الشاملة المتماسكة هي الأكثر استقرارا وأمنا.
ثمة ما هو غائب وبشكل واضح فيما يتعلق بالتعايش السلمي بين البشر، مجتمعات وأفرادا وأنظمة، وهو الأمر المتعلق بكرامة الانسان، وكرامة الشعوب.
إن ما يميز البشر كما نص عليه ديننا الإسلامي الحنيف، هو الكرامة التي تتوج مبادئ العدالة والمساواة بين البشر، لقد كانت الكرامة دائما هي المعيار الذي يميز حياة الإنسان عن غيره من الكائنات، وهي مفهوم محدد بإطار واضح ومعايير لا يمكن تجاهلها.
لا معنى لأي اجتماع بشري لا يضع كرامة البشر على سلم أولوياته، الكرامة المتعلقة بالأرض والحق والسيادة والاستقلال والحرية.
الحرية في الدين والتعليم والإدارة ومناحي الحياة كافة، والتي تعبر عن أرقى ما يمكن أن تصل اليه البشرية من فهم وواقع وتعامل، وهو الأمر الذي تجاهلته المواثيق والإعلانات الدولية كافة المتعلقة بحقوق الإنسان وهو كذلك الأمر الذي نعيشه جليا في فلسطين وغيرها من بقع لم يترك لأهلها حق إدارة أرضهم كما يجب.
الإخوة والأخوات الكرام،
إننا نتحدث اليوم عن التعايش السلمي والمجتمعات الشاملة المتماسكة، لكن السؤال: عن أي تعايش نتحدث ونسعى إليه في ظل تنامي خطاب الكراهية والتعصب والمعاداة المميتة للآخر؟
فها هو الإسلام لايزال يتعرض لحملات شرسة وممنهجة نسبت إليه أبشع السمات من هدر الدماء واستباحة الآخر وترويع الآمن فوصم بالإرهاب الذي ولد لنا بكل تعسف الإسلاموفوبيا.. ذلك الوصم الذي لايزال يلاحق أمة محمد صلى الله عليه وسلم، تلك الأمة التي جبلت على احترام الأديان، أمة تقديس الحقوق وصون الحريات.. أمة مكارم الأخلاق.. ولايزال حتى هذه اللحظة يمارس بحق إخواننا المسلمين أشد أنواع العزل والتنكيل في شتى بقاع الأرض، استهدفوا بالقتل والإبادة والظلم فقط لأنهم مسلمون.
وها هي فلسطين الحبيبة وشعبها الأبي لايزال يتعرض لأشد أنواع العنف والتنكيل والتهميش من قبل الكيان الصهيوني وسط صمت العالم المطبق، وتخاذل القوانين العالمية عن تحجيم هذا الكيان المغتصب.
فعن أي سلام واستقرار نتحدث إذا لم نطفئ نار العداء والفتنة والتعصب؟ تلك النار الثائرة التي دمرت الحقوق الإنسانية لأسباب وهمية، فالتعصب مرض عضال ينفث الكراهية والشتات في النسيج المجتمعي.
يجب أن نعي جميعا أيها السيدات والسادة أننا لن نحظى بالسلام والاستقرار في ظل التعصب.. لن نحظى بالسلام والاستقرار إذ لم نتخذ خطوات جدية لتقويض الحملات الإعلامية الممنهجة للتمييز الديني والعنصري.
إذا لم نؤمن بأن حقوق الانسان ليست حكرا على مجموعات بعينها بل هي حق مكتسب للجميع بلا تمييز أو تباين، إذا لم نسع إلى سن تشريعات وقرارات أكثر صرامة لتقويم ميل ميزان المساواة الاقتصادية والاجتماعية.
الإخوة والأخوات الكرام،
لقد حان الوقت لكي نتكاتف جميعا نحو تطوير الأطر القانونية والاجتماعية وانتهاج ممارسات أكثر فاعلية لمناهضة التشريعات والممارسات السياسات التمييزية، وأن نعارض بأصواتنا التشريعية المدوية أشكال التنميط العنصري والوصم الجائر كافة، وأن نعمل معا لبناء شراكات جديدة من أجل مستقبل أفضل ركائزه العدل والمساواة واحترام الجميع.
حري بنا أن نتحرك جميعنا لوقف هذه الموجة المارقة من التعصب والعداء وإلا فالعواقب وخيمة..وشكرا على حسن الانصات.
وكان رئيس وفد الشعبة البرلمانية الكويتية في البحرين النائب ثامر السويط التقى رئيس مجلس الشورى البحريني علي الصالح.
حضر اللقاء أمين سر الشعبة د.محمد المهان وأمين الصندوق حمد العبيد ود.جنان بوشهري وعدد من أعضاء مجلس الشورى البحريني.
وتحدث الجانبان عن عمق العلاقات الثنائية بين الكويت ومملكة البحرين والعلاقات الخليجية التاريخية وما تمر به المنطقة من متغيرات سياسية تستوجب التلاحم بين شعوب المنطقة.
واستعرض الصالح مواقف الكويت في دعم البحرين، مؤكدا أنها أول من وقف مع البحرين في البرنامج الخليجي ودعمت كثيرا من المشاريع الصحية والإسكانية وغيرها.
وقال إن الكويت رائدة في كل المجالات ونحن نتعلم منها دائما وهي منارة للثقافة والاقتصاد وسبقت كل الدول في المنطقة.
من جانبه، أكد السويط عمق العلاقات بين البلدين مشيدا باللحمة الخليجية التي شهدها مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي في البحرين.
وأشاد السويط بالتنظيم البحريني الناجح المؤتمر الذي يضم أكثر من 150 دولة وبحسن الضيافة والاستقبال التي قدمتها مملكة البحرين للوفود.
واستذكر مواقف البحرين الصلبة خلال الغزو العراقي الغاشم ومشاركتها في حرب تحرير الكويت.
من جهتهم، أعرب أعضاء الوفد الكويتي عن شكرهم على حسن الضيافة، مشيدين بنجاح البحرين في تنظيم مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي.
وتحدث الوفد عن دور المرأة البحرينية في جميع المحالات بالبحرين وما وصلت إليه من مناصب ومراتب عليا.
يذكر أن وفد الشعبة البرلمانية يشارك في المؤتمر الـ146 للاتحاد البرلماني الدولي المنعقد في مملكة البحرين.
وفي السياق ذاته، شارك أمين صندوق الشعبة البرلمانية النائب حمد العبيد في اجتماع اللجنة الدائمة للديمقراطية وحقوق الإنسان حول دور البرلمانات في الحد من أضرار الاتجار بالأيتام، ضمن أعمال مؤتمر الاتحاد الدولي البرلماني الـ146 في البحرين.
ودعا العبيد في مداخلته إلى تضافر جهود الاتحاد البرلماني الدولي ومنظمة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية ذات الصلة لحماية الأيتام والأطفال من شتى أنواع الاستغلال والاتجار، مؤكدا أهمية العمل البرلماني الدولي المشترك تجاه تلك القضية الإنسانية متعددة الأطراف وعابرة الحدود.
واستعرض العبيد دور الكويت في حماية العمل الخيري من الاستغلال ونهجها الرائد في العمل الخيري والإنساني الدولي ووضعها مبادئ تأسس على نهجها مبرات ولجان ومؤسسات خيرية حمت أموال وعطاء أهل الكويت من أن تقع في أيدي مؤسسات مشبوهة تدعي العمل الخيري ولا تمت له بصلة.
وقال إنه ورد في نصوص قانون العمل الخيري الكويتي (رقم 24 لسنة 1962) والقانون (رقم 14 لسنة 1994) ما يضمن حماية المانح والمتلقي للتبرعات الخيرية وشفافيتها، لافتا إلى أن الكويت صادقت بتاريخ 6 أكتوبر 1991م على اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل التي نصت على «أهمية التعاون الدولي لتحسين ظروف معيشة الأطفال في كل بلد، لاسيما في البلدان النامية».
وأوضح العبيد أن «تنامي ظاهرة الاتجار بالأيتام واستغلالهم من قبل دور الرعاية بغرض الربح غير المشروع من التحديات التي تستدعي التفات المجتمع الدولي لها بشكل عاجل»، مبينا أن بعض مراكز رعاية الأيتام في بعض الدول النامية مستمرة في سوء معاملة الأيتام والاتجار بهم.
وذكر أن تلك الدور تستغل سخاء المتطوعين المانحين من شتى بقاع العالم الراغبين في دعم الأيتام، لافتا إلى أن هذا الأمر أوجد فئة كبيرة من الأطفال يتظاهرون قسرا بأنهم أيتام لاستجداء الدعم المادي المباشر لتلك المؤسسات الانتهازية والتطوع للعمل بها.
وشدد العبيد خلال الاجتماع، على حاجة القضية إلى تشريعات دولية حازمة، معربا عن أمله في أن تحظى القضية بالزخم الدولي المطلوب لمعالجتها والتصدي لهذا الاستغلال من خلال سن قوانين متسقة مع الشكل الصحيح لرعاية الأيتام في القرن الحادي والعشرين وحماية الأطفال من الوقوع في فخ الاتجار واستغلالهم من قبل مرافق الرعاية.
وطالب بأن تتضمن تلك التشريعات نصوصا للحد من تنظيم الرحلات السياحية إلى الدول النامية من أجل تطوع السائحين في دور رعاية الأيتام المشبوهة وهو ما بات يسمى بـ«السياحة التطوعية» المغذية لهذا النظام الانتهازي القائم. وشدد على أهمية اتخاذ تدابير فورية ضد تلك المؤسسات وفرض سطوة القانون وتشديد الرقابة عليها.
يذكر أن وفد الشعبة البرلمانية الكويتية يشارك في المؤتمر الـ146 للاتحاد البرلماني الدولي في البحرين برئاسة وكيل الشعبة ثامر السويط وعضوية أمين السر د. محمد المهان وأمين الصندوق حمد العبيد والنائبين خالد الطمار ود. جنان بوشهري.
سفيرنا لدى البحرين: دور الشعبة البرلمانية يتناغم مع سياسة الكويت الخارجية
أكد سفيرنا في مملكة البحرين الشيخ ثامر جابر الأحمد الصباح، أن دور الشعبة البرلمانية الكويتية في مجلس الأمة يتناغم مع سياسة الكويت الخارجية ويكملان بعضهما البعض.
وقال الصباح في تصريح صحافي عقب لقائه وفد الشعبة البرلمانية الكويتية المشارك في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي في البحرين، إن مشاركة وفد مجلس الأمة في المؤتمر تعكس دور الكويت في تعزيز التنمية المستدامة ودعم حقوق الإنسان والحوار والتعاون بين الشعوب.
وشدد على أهمية الديبلوماسية البرلمانية في دعم سياسة الكويت الخارجية، مثمنا مشاركة وفد مجلس الأمة في اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي.
وأضاف انه تطرق خلال لقائه بوفد الشعبة الكويتية برئاسة ثامر السويط، إلى كثير من القضايا ومنها التنسيق الخليجي - الخليجي والخليجي - العربي الذي شهده المؤتمر لما فيه تقدم وازدهار دول المنطقة والعالم من خلال هذا المؤتمر المهم.
من جانب آخر، هنأ السفير ثامر جابر الأحمد مملكة البحرين على نجاح هذا المؤتمر، مؤكدا أنه نجاح للكويت.
يذكر ان الشعبة البرلمانية الكويتية تشارك في المؤتمر الـ 146 للاتحاد البرلماني الدولي برئاسة وكيل الشعبة ثامر السويط وعضوية أمين سر الشعبة د.محمد المهان وأمين الصندوق حمد العبيد والنواب خالد الطمار ود.جنان بوشهري.