الصيام عبادة من العبادات التي جمعت كل الفضائل، وقد شرعه الله تعالى ليهذب الأرواح ويزكيها ويغرس فيها زكاتها كي تعتاد على فعل الخيرات واجتناب المنكرات، فالصوم جُنة ووقاية بين الإنسان وبين الحرام. قال صلى الله عليه وسلم: «من أصبح صائما فلا يجهل، وإن امرؤ جهل عليه فلا يشتمه ولا يسبه وليقل إني صائم». ومعنى الحديث أن المسلم لا يصوم فقط عن الأكل والشرب، وإنما تصوم جوارحه عن الفواحش ويمسك لسانه عن قول الفحشاء والبهتان ويبتعد عن الغيبة والنميمة من أجل المحافظة على صيامه، قال صلى الله عليه وسلم: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس له حاجة في أن يدع طعامه وشرابه»، فليحرص كل مسلم ومسلمة في هذا الشهر الفضيل على المحافظة على صيامه ، وليحذر من سوء الخلق فإنه ينقص أجره وثوابه، وأن يخرج من رمضان كيوم ولدته أمه.
لقد ربط الإسلام بين العبادة والخُلق، فالصائم مثلا الذي أطلق لسانه في أعراض الناس، وأرسل بصره للمحرمات، بل تعدى الى أكثر من ذلك فتطاول على أموال الناس فأكلها بالغش وخان أمانته هذا الصائم لم يستفد من صيامه- ولن يستفيد- إلا بالجوع والعطش، ورُب قائم ليس له من قيامه إلا السهر ورُب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش. قال صلى الله عليه وسلم: «إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم».