أولى الإسلام القلوب أهمية عظمى، فعلى القلب مدار العمل، قال تعالى: (وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ ولكن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا )، قال ابن كثير - رحمه الله: «وإنما الإثم على من تعمد الباطل كما قال تعالى: (لَّا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ ولكن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ)، فالقلوب لها عمل وكسب وبها تنعقد النوايا وعليها يحاسب العباد والقلب مستقر الإيمان وهو يختص بعبادات عظيمة كالتصديق والنية والإخلاص والحب والخوف واليقين والرجاء والتوكل وحسن الظن بالله تعالى وغيرها من الأعمال، والقلب هو الملك على أعضاء الجسم وباقي الأعضاء الرعية، فإن صلح الملك صلحت الرعية، لذلك حري بالمسلم الذي خطواته في سيره الى الله عز وجل ان يصون قلبه ويعمل على صلاحه وطهارته فيسقيه من نبع الوحي المطهر بأنه قوامه وغذاؤه ودواؤه من تلاوة الآيات والتفكر في عظمة الله تعالى، وإدامة مدارسة أخبار المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه ومجالسة الصالحين الذين يشوقونه للزهد في متع الحياة الدنيا ويحثونه للعمل الصالح ويبغضون إليه الكبر والبطر والشموخ والحسد والحقد والرياء ويحذرونه من معصية الله ومعصية رسوله صلى الله عليه وسلم.