ارتبط شهر رمضان بالقرآن الذي هو دستور المسلمين وهدايتهم وسعادتهم وبشرى لهم ونور، ففي ليلة القدر في رمضان أنزل الرحمن القرآن الذي به غيّر البشرية ونقلهم من الظلمات الى النور فكان من المناسب أن يقوم الناس بالاحتفال بهذه المناسبة في كل عام ابتهاجا وعرفانا لكرم الله تعالى فكانت ليلة القدر التي جعل الله في هذه الليلة الكون كله يتغير، كأنه احتفال بالمناسبة، فنجد أن الشمس يتغير وهجها وتصبح باردة عند الشروق ونجد ليلتها يكون الجو فيها طلق وتكون ليلة هادئة لا ريح فيها، بل ينزل الله الملائكة في الأرض لتملأ الأرض ويضاعف الله أجور الأعمال الصالحة أضعافا مضاعفة تكرما منه وفضلا ومنّة على المؤمنين، قال الله جل وعلا: (إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تنزَّل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر)، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لايجتهد في غيرها» وأن أفضل الدعاء في ليلة القدر هو طلب العفو من الله تعالى: «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» ومن خير هذه الليلة حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغفلة عنها وإهمال إحيائها فيقول صلى الله عليه وسلم لأصحابه وقد أظلهم شهر رمضان: «إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر من حُرمها فقد حُرم الخير كله ولا يُحرم خيرها إلا محروم».