كنا ننتظر رمضان بفارغ الصبر لا حبا في الجوع الذي نشعر به، ولا حبا بأطايب الطعام والتخمة التي نعاني منها بعد الافطار، ولكن حبا في الجو العام لرمضان، وحبا في بيوت الله العامرة في هذا الشهر المبارك، حبا في الهدوء والسكينة والتجلي الذي نعيشه، خاصة في العشر الاواخر، حيث نذهب بشوق وانتظار الى صلاة القيام وقبل صلاة الفجر، ورب العزة في السماء الدنيا ينظر الينا، وقد بكينا مع دعاء القنوت ونفّسنا ما في صدورنا من هموم الدنيا، وألقينا بأحمالنا على الله سبحانه وتعالى، فخرجنا من بيوته خفاقا تلفنا السكينة وتغشانا الرحمة، رحمة الله الواسعة، وكلنا يشعر لثقته الكبيرة بالله العظيم ان ذنوبه قد غفرت وان الله عز وجل راض عنا، فلا يحلم في ساعته هذه الا بالجنة ولا يتمنى الا ان يتم الله تعالى نعمته عليه ويثبت فؤاده على دينه، هذا الشعور لا يشعر به الا من دخل بيتا من بيوت الله تعالى، فهي رحمة خالصة بعباده الذين يحبهم ويحبونه، الذين آتوه طائعين فأقبل عليهم وخصهم برحمته وعطفه وحبه، وهذه الخاصية للمسلم فقط ليس لأحد غيره لعلنا نكون من الشاكرين لله بأننا مسلمون، ونعتز بشهر رمضان ونترقبه بشوق وحنين لأن الله عز وجل اصطفى هذا الشهر عن بقية الاشهر وانزل فيه القرآن، ولا ننسى ان العشر الاواخر من هذا الشهر الفضيل تشهد دائما ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، كما ان كل ايام هذا الشهر المبارك رحمة وبركة وعطف على الفقراء والمحتاجين.