رسالة مقدمة من د.محمد الشطي الى المتخاصمين والمتباعدين، يقول فيها: مناسبة جميلة في رمضان ان نتسامح، وان نطوي الصفحات القديمة ونبدأ صفحة جديدة، فقد امتدح الله عباده الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، وجعل جزاءهم جنة عرضها السماوات والارض، وامر رسوله صلى الله عليه وسلم بالعفو عن الناس (فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر ـ آل عمران: 159)، وقال الله تعالى في موضع آخر (فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين ـ المائدة: 13). ومن عفوه سبحانه عن عباده أنه يقبل تائبهم ويعفو عن مذنبهم (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون ـ الشورى: 25).
كما جاء في اوصاف النبي صلى الله عليه وسلم في التوراة «ولا يدفع السيئة بالسيئة ولكن يعفو ويغفر». وكم من مرة جهل عليه الجاهلون واعتدى المعتدون وآذاه المشركون والمنافقون، فصبر على أذاهم ثم لما استمكن منهم وخضعت له رقابهم عفا عنهم، فقال «وما تظنون اني فاعل بكم؟ قالوا: اخ كريم وابن اخ كريم، قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء». ويوسف عليه السلام حسده اخوانه وألقوه في الجب وتعرض لمحنة امرأة العزيز وسجن وابتلي، فلما اعزه الله تعالى وامكنه من الانتصار لنفسه عفا وصفح، وقال (لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين). وأولى الناس بعفو الله عز وجل اهل العفو من خلقه الذين صاموا فصانوا الصيام، وقاموا فأحسنوا القيام، فإن جهل عليهم احد واعتدى بسب او شتم قابلوا ذلك بالصفح والعفو، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم «الصيام جنة فلا يرفث ولا يجهل وإن امرؤ قاتله او شاتمه فليقل اني صائم، اني صائم».