- الغانم: على الصائم أن يعرف قدر الصوم وأن يغتنم الأوقات الباقية
- الكندري: إذا كان السهر على طاعة الله وعبادته فهذا من أدب السلف
يحلو السهر عند الكثير في ليالي رمضان حتى إنهم لا يكادون يعرفون النوم سوى خلال ساعات النهار، وذلك بلا شك يؤثر سلبا على مستوى أداء العبادات خلال أيام الشهر المبارك.. فما رأي الشرع في تلك القضية؟
سهر رمضان ذو قدسية وموسم رحمة ويجب على المسلم أن يقيم أيامه ولياليه في طاعة الله، أما أولئك الذين يجعلون من ليالي رمضان ليالي سمر ولهو ولعب، فهم يبعدون عن الرحمات التي تتنزل في هذا الشهر، وينبغي على المجتمع أن ينقي جو رمضان من هذا اللهو والعبث، وأن يجعل من البيئة الإسلامية مثالا يحتذى في القدوة والسلوك، لأن مكانة هذا الشهر عظيمة عند الله، وحسبنا دلالة على عظمة أيام رمضان وقدسية لياليه ان الله لا يفتح ابواب الجنة ويغلق ابواب النار الا في شهر رمضان.
وأكد الغانم انه واجب على المسلمين في رمضان الصبر والتحمل وقضاؤه في العمل والعبادة وأعمال البر والسمو بالروح الى الملأ الأعلى عن طريق قراءة القرآن. وقد ثبت بالحديث الشريف أن الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، فالأجدر والأنفع ألا نضيع هذا الأجر العظيم في هذا الشهر المبارك بالسهر أمام التلفزيون او بوسائل التواصل أو الثرثرة والتسوق، بل نتذوق جمال العبادة وتحقيق الحكمة العليا من الصيام وتطهير النفس به، فعلى الصائم ان يعرف قدر الصوم وأن يغتنم الوقت المبارك الذي تفضل الله علينا فيضاعف فيه الحسنات ويعلي الدرجات.
سهر ولعب
ويضيف الشيخ وليد الكندري بشأن هذه الظاهرة التي تستوجب سرعة العلاج: هذه ظاهرة شائعة لدى الكثير في شهر رمضان المبارك من كثرة السهر، فبدلا من السهر في طاعة الله وتدارس علوم القرآن نجدهم يسهرون في متابعة برامج التلفزيون والمسلسلات وفي اللعب واللهو وغيرها من المنكرات. وقال: نجد بعض من يصومون لا يشعرون بمرارة الجوع، إذ يحاولون ان يغيروا سنة الله، حيث يقلبون الليل نهارا والنهار ليلا، ويجعلون الليل للهو واللعب والنهار للنوم والخمول والكسل، فيقضون ليلهم ساهرين يأكلون ويتمتعون ويشاهدون المسلسلات والأفلام، ونهارهم يقضونه نائمين لا يغدون ولا يروحون ولا يتحركون، فتكون النتيجة ان الفائدة المرجوة من الصيام تذهب هباء منثورا.
السهر على طاعة الله
وأكد الكندري ضرورة تشجيع الأسرة للأولاد على اغتنام أيام رمضان بالتزود بالخير، وحثهم على الصدقة وطاعة الله وتلاوة القرآن، مشيرا إلى أنه إذا كان السهر في ليالي رمضان على طاعة الله وعبادته وقيام الليل وتلاوة القرآن دون ان يمنع ذلك عن واجب او يقعد عن فريضة فهذا هو ادب السلف، وإذا كان السهر على حرام أو ابتعاد عن فريضة فهذا اثم ومعصية وانتهاك لحقوق الله وتطاول عليها، قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام)، فيجب على كل أم أن توجه أبناءها الوجهة الصحيحة للتعرف على ما يرمي إليه الصوم والحكمة منه، وأن تبين لهم ثواب الطاعة وقراءة القرآن وفضله في هذا الشهر الكريم، وأن تشرح لأولادها أن فريضة الصيام وإن كانت في ظاهرها المشقة من الاحساس بالجوع ففي باطنها السكينة والرحمة، لأنها تعين الإنسان على الشفقة، وتحضه على المعروف والإحسان والصدقة، وتعلمه الصبر، وأنه شهر في كل عام تتلاقى فيه جموع المسلمين على سنن واحدة في اليقظة والرقاد والطعام والصيام والانتظام في صفوف الجماعة في المساجد لأداء الفروض والنوافل. وأكد أن المسلم إذا نام في النهار ولم يترتب عليه إضاعة واجباته ولا شيء محرم ولا أن يترك عمله وينشغل بالنوم عن طلب الرزق فهو الخاسر، فالسعيد هو الذي اغتنم الشهر لينجو من الغفلة المهلكة، أما أن يسهر طوال الليل في غير طاعة، فكيف يفوز برمضان وهو سهران أمام المسلسلات وبرامج السهرات الرمضانية وخيام الإفطار والسحور وغير ذلك من مفسدات الشهر وصومه؟!
الداعية صالح الغانم