رسالة الداعية هدى الطارش الى الحاسدين تقول فيها: المؤمن يعيش راضيا بما قسم الله له، لا يحسد صاحب نعمة، لأن الحسد ليس من سمات المؤمنين، ثم إن الحسد يُفقد الإنسان النعيم الداخلي، والحسد هو تمني الحاسد زوال نعمة المحسود، ومن الألفاظ ذات الصلة الحقد وهو في اللغة الانطواء على العداوة والبغضاء، أما الشماتة فهي الفرح بما ينزل بالغير من المصائب والشماتة والحسد يتلازمان لأن الحسود يفرح بمصائب الغير، وكذا العين من الألفاظ ذات الصلة، والمراد بها الإصابة بالعين التي يسمى صاحبها عائنا، والحاسد والعائن يشتركان في أن كلا منهما تتوجه نحو من تريد أذاه. أما الغبطة فتسمى حسدا مجازا، ومعناها إذا تمنى الرجل مثل ما ناله رجل آخر - لما أعجبه منه - من غير أن يريد زوال النعمة عن الآخر والحرص على هذا يسمى منافسه فإن كان في الطاعة كصدقة وبر، فهو محمود، وإن كان في المعصية كالفخر وغيره فهو مذموم وإن كان في الجائز فهو مباح. وعن أسباب الحسد أن يرى لغيره ما ليس له أحب أن يزول ذلك عنه إليه ليرتفع عليه، فالطباع مجبولة على حب الترفع. فقد كان حسد أكثر الكفار لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قالوا: كيف يتقدم علينا غلام يتيم؟ وكيف نطأطئ رؤوسنا له؟ وكذلك من أسباب الحسد العداوة والبغضاء، وهذا أشد أسباب الحسد فإن من أذاه شخص بسبب من الأسباب وخالفه في غرض بوجه من الوجوه أبغضه قلبه وغضب عليه ورسخ في نفسه الحقد وكذلك من الأسباب إذا أصاب أحد علما أو مالا خاف ان يتكبر عليه ولا يتحمل تكبره ولا تسمح نفسه باحتمال صلفه.