- الرومي: حببوا أولادكم في الصيام باستخدام وسائل الترغيب
- الزايد: تعليم الأطفال الصوم بالتدريج وليس بالإجبار
يعتبر شهر رمضان فرصة تربوية لتدريب الأبناء على المواقف الأخلاقية وتعويدهم على الطاعات والفروض وتحمل المسؤولية كما يعتبر الترويح عن أطفالنا في شهر الصيام له الأثر الكبير على نفوسهم لينشأوا نشأة صالحة من غير إفراط ولا تفريط وهذا ما نعرضه في السطور التالية:
يوضح الإعلامي سليمان الرومي ما يقع على رب الأسرة من واجبات منها وضع أهداف تربوية وذلك بالمساهمة في تهيئة جو مناسب في هذا الشهر لتعليم أفراد الأسرة الواجبات والتوجيهات الشرعية وتربيتهم على التطبيق العملي لها وتهيئة الجو المناسب لإكساب الأطفال الأخلاق الحميدة والسلوك الجيد، وإعطائهم القيم الاجتماعية والعقائدية الضرورية لتنشئتهم تنشئة دينية وضرورة الاهتمام بقراءة القرآن وختمه في هذا الشهر واستغلال أوقات الفراغ المنزلية بشكل مثمر وبناء وتحويله إلى قنوات تربوية مهمة، ففي هذا الشهر الكريم فرصة ليجلس الآباء مع الأبناء والتحدث معهم خاصة أثناء تناول الإفطار والذي لا يتكرر طوال العام لانشغال الأب مما يؤدي إلى افتقاد القدوة والنصيحة، فاجتماع الأسرة واستعادة الروابط المفقودة يؤدي إلى ممارسة الوالدين لدورهما في دعم العلاقات الأسرية مما يكون فرصة للتقارب والمصارحة بين الآباء والأبناء. وحول مجالات الترويح قال الرومي: يفضل استغلال يوم العائلة فيما يفيد من خلال جلسات يومية للأب مع أبنائه وفق برنامج يومي ويوضع لكل يوم شعار مناسب يتكلم الأب فيه عن معنى الصيام وفائدته ومدفع الإفطار ومعناه وتاريخه وأن يشجع أبناءه الصغار على صومهم لو نصف اليوم ويحدث ابناءه عن فضل قراءة القرآن في رمضان ويجعل الابن يسمع قراءة الأب ويصلي معه في المسجد صلاة التراويح ويعرفها له ويشرح معناها، ويعرف الابن معنى الاعتكاف ووقت الإمساك والأذان وكذلك الدعاء عند الإفطار وأيضا ضرورة ان يشرح الأب لأبنائه فائدة الإفطار على التمر أسوة برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ويحكي لهم عن ذكريات طفولته في رمضان، وعن الألعاب الشعبية ويشرح لهم المناسبات المتعددة والانتصارات التي حدثت في هذا الشهر مثل غزوة بدر ويشرح اسبابها وكيف صارت المعركة بين المسلمين والكفار ويبين لهم فضل ليلة القدر ونزول القرآن الكريم في هذا الشهر، ويعرفهم معنى الزكاة والصدقة وما الفرق بينهما ليفهم الأطفال معناها. كما يقوم الأب بعمل «غبفة» حتى يعرف الأبناء معنى التكافل الاجتماعي ويرى الابن الأكلات الشعبية مثل النخي والباجيلا والزلابية وغيرها.
كما يعرف الابن كيف يشكر الله على نعمه الكثيرة بالطرق المختلفة المعروفة.
وأكد الرومي ان هذه الأفعال والأعمال تساعد على تعويد أبنائنا على عمل الخير وفعل الطاعات ومعرفة فضل شهر رمضان لينشأ الصغار نشأة الخير وفعل الطاعات نشأة صالحة من غير إفراط ولا تفريط، فشهر رمضان فرصة لتعويد الطفل على الصوم والصلاة والصبر والعطاء.
تحمل المسؤولية
ولفت إلى ضرورة تحبيب الصيام إلى نفوس الأطفال واستخدام وسائل الترغيب التي تعينهم على الصيام مثل تقديم الجوائز المادية والدعم النفسي وتعظيم المشاعر الرمضانية التي يحبها الصغار والكبار ليكون الشهر الفضيل أحب إليهم مما سواه من الأشهر، وليعلم الأبناء أن الله عزّ وجلّ يريد بنا اليسر ولا يريد بنا العسر وإنما يناله سبحانه التقوى من عبادة وأن الصيام ليس هو الامتناع عن الطعام والشراب فقط بل أخلاق حسنة ومعاملة كريمة وتحمل للمسؤولية وعناية تامة بالتربية والتعليم وبهذا يتحقق المقصد الشرعي من صيام الأطفال.
ونصح أولياء الأمور بألا ننفر الطفل من تلك العبادة فيكره تكاليفها ويكون الفهم الخاطئ لحديث «مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر» سببا للعسر والعنت فقياس الصوم على الصلاة في هذا الحديث مقيد بإطاقة الطفل وتحمل بنيته.
بالتدريج وليس بالإجبار
ونصحت د.صفية الزايد بأن تعلم الأم أطفالها الصوم بالتدريج وليس بالإجبار فمثلا تصوم الطفلة أو الطفل أول يوم من فترة الصباح حتى الظهر ثم يصوم اليوم الثاني من الصباح حتى العصر وبتدريج لمدة أسبوع بعد ذلك يصوم من الصباح حتى المغرب، مشيرة الى ان ذلك هو تعليم الصيام بالتدريج حتى لا ينفر الطفل ويخاف من الصوم.
وكذلك أن نحبب الطفل في الصوم ونفهمه أننا نصوم ارضاء لله تعالى والخوف من غضبه وعقابه وليس إرضاء للآخرين أن ينظر إلينا الآخرون نظرة ساخرة ولكن ننمي حب الصيام للأبناء ارضاء لله تعالى فقط، وأن نفهم الطفل ان الصوم ليس الامتناع عن الطعام والشراب فقط، بل الامتناع عن كل ما يغضب الله تعالى.