قال الله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين) قال أهل العلم: الصبر في الآية الصوم، فبالصبر نفوز ونحوز أعلى المقامات وأشرف الدرجات من إخبات وذل وطاعة لله وحده لا شريك له، وبدون فضيلة الصبر نذوق خسرانا وذلا وخيبة ونكون عبادا لهوانا ولشهواتنا، وصيام رمضان يعودنا على الصبر والجلد والتحمل، لأنه يحملنا على ترك ما نحب ونشتهي لما في كبح جماح أنفسنا من مشقة عظيمة نتحملها حبا وصبرا على طاعة ربنا سبحانه وتحصيلا لأنواع الصبر الثلاثة، صبرنا على طاعة الله وصبرنا من محارم الله وصبرنا على اقدار الله، وطمعا في أن نكون من عباده الصابرين الذين يوفون أجورهم يوم القيامة بغير حساب، ومن أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم الصبر على الأذى فيما يتعلق بحق نفسه، روي أن رسول الله جاءه ملك الجبال يقول له يا محمد إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين: جبلا مكة أبوقبيس وقعيقعان. ولو شاء أن ينتقم منهم لدعا ربه أن يطبق عليهم الأخشبين ولكن صبر عليهم حتى آمنوا انه نبي الله.
فرمضان فرصة طيبة لتحسين وتنمية قيمة الصبر في نفوسنا، وهو ما سينعكس بالايجاب علينا في كل أعمالنا، وهو ما يجب أن نغرسه في نفوس ابنائنا منذ الصغر.
رمضان شهر الصبر