- النشمي: أفضل ليلة في السنة وأجر العمل فيها أفضل من ألف شهر
- الطبطبائي: الاجتهاد في التماسها بالعشر الأواخر وإخفاؤها جاء لحكمة
- الشطي: ما أجدر أن يراجع الصائم فيها حسابات العام ليبدأ صفحة جديدة بصالح الأعمال
فضّل الله تعالى شهر رمضان على سائر الأشهر، بأن اختصه بليلة هي خير من ألف شهر، إنها ليلة القدر، فيها تتنزل ملائكة الله برحماته على عباده القائمين الذاكرين المتبتلين، فماذا يقول العلماء عن ليلة القدر وفضلها، وما الحكمة من تحديد موعدها.. في الاستطلاع التالي التفاصيل:
يقول العميد السابق لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية د.عجيل النشمي عن فضيلة ليلة القدر: هي أفضل ليلة في السنة والأجر فيها والعمل الصالح خير وأفضل من العمل ألف شهر لا تكون ليلة القدر فيها وتنزل الملائكة فيها، قال تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر) ولذلك رغب النبي صلى الله عليه وسلم في قيامها والإكثار من الدعاء، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم العشر الأواخر من رمضان، كما قالت عائشة رضي الله عنها: «كان إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد المئزر» ولم يحدد النبي صلى الله عليه وسلم ليلتها من الشهر ترغيبا في العبادة في الأيام العشر، وروى أحمد بإسناد صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان متحريها فليتحرها ليلة السابع والعشرين» وقال بعض الفقهاء: «إنها ليلة الثالث والعشرين أو الخامس والعشرين» وروى البخاري في فضلها عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه».
حكمة إخفائها
وعن الوقت المناسب لتحري ليلة القدر، قال العميد السابق لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية د.سيد محمد الطبطبائي: على المؤمن أن يتحرى ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، وعلى المؤمن تحري الأواخر جميعها دون تخصيص يوم بعينه، مشيرا الى ان الحكمة من إخفائها حصول الاجتهاد في التماسها بخلاف ما لو عينت لها ليلة لاقتصرت عليها.
وأكد ان الدعاء في ليلة القدر مستجاب وأجور الأعمال الصالحة فيها مضاعفة ويكثر تنزل الملائكة في ليلة القدر لكثرة بركتها وهم ينزلون مع تنزل البركة والرحمة كما ينزلون عند تلاوة القرآن ويحيطون بحلق الذكر، حيث ارتبطت ليلة القدر بالقرآن وكل شيء ارتبط بالقرآن تعلو مكانته وتسمو منزلته وأن تقديس هذه الليلة هو في الحقيقة تقديس للقرآن الكريم لكنه نزل فيها، وقد اخفى الله هذه الليلة المباركة من عباده ليجتهدوا في العبادة وليس نحن افضل من رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يعبد الله حتى تتورم قدماه ويكثر فيها الذكر والتسبيح وكل أعمال الخير؛ تلمسا لهذه الليلة وهو الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
سر عدم تحديدها
أما لماذا جعلها الله بين العشر الأواخر من رمضان فيجيب د.بسام الشطي بقوله: لم يحددها الله من أجل ان تكون ثمرة من ثمار الصوم، ونتيجة لكفاح ومثابرة طوال ايام الصوم، فهي اذن تمثل الجائزة العظمى للصائمين بعد إتمام فرحتهم وقيام ليلهم، إنها حقا ليلة العفو والمغفرة وعلى الصائم المؤمن ان يراجع فيها حسابات العام ليبدأ من بعدها صفحة مشرقة لصالح الاعمال.
وعن سبب اختصاص النبي صلى الله عليه وسلم هذه الليلة المباركة بأمة محمد صلى الله عليه وسلم، أكد الشطي: لتكون دائما منارا يهدي الى الحق والخير والبر والعدل ولقد اكتسبت ليلة القدر شرفها من نزول القرآن الكريم فيها وإلا فهي وأية ليلة سواها سواء، ولقد شرفت هذه الليلة بأعظم مشرف وهو كلام الله عزّ وجلّ.
وعن علاماتها، قال د.الشطي: ليلة القدر ليست لها علامات قاطعة تدل عليها، وأما ما ورد عن أن الشمس تطلع صبيحتها صافية، فذلك قد ورد في بعض الأحاديث، لكن هذه العلامات كانت في الاصل مساعدة على تدبر الليلة التي اخبر النبي اصحابه انها ليلة القدر، والحقيقة انها لا تختص بعلامات ثابتة مميزة لها، ولو كانت لها علامات تميزها لتحددت وعرفت، لكن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلتمسها ويأمر بالتماسها في الوتر من العشر الأواخر من رمضان وما يقال من انه تظهر فيها طاقة نور او ما يشبه ذلك، فليس له اصل في الشرع، أما عن الحكمة من عدم تحديد ميقات معلوم لهذه الليلة فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: «خرجت لأخبركم بليلة القدر فتلاحى فلان وفلان فرفعت وعسى أن يكون خيرا لكم فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة والعشرين..». ومعنى ذلك ان التنازع سبب من اسباب رفع الخير، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عسى أن يكون خيرا» وهي ليلة من اشرف الليالي منفردة بمزيد من الشرف والقدر، جعلها الله موسما للطاعات وتلاوة القرآن وتمجيد الله العلي الكبير، راجين من الله القبول.