مثّلت حفلات تتويج ملوك بريطانيا في السابق، أمرا بسيطا خصصت له الدولة ميزانية متواضعة مقارنة بتكلفة تتويج تشالز الثالث التي اشارت التوقعات الى انها كلفت نحو 100 مليون جنيه إسترليني.
ومع تنامي المكانة العالمية للتاج البريطاني بالقرون الماضية، كسبت حفلات تتويج الملوك هيبة أكبر تزامنت مع زيادة كبيرة بالميزانية المخصصة لها.
وخلال الثلاثينيات، عاشت بريطانيا على وقع أزمة بسبب تنازل إدوارد الثامن عن العرش عام 1936، حيث فضل الأخير حينها التخلي عن هذا المنصب كي يتسنى له الزواج من الممثلة الأميركية واليس سمبسون (Wallis Simpson).
وفي خضم الفضيحة التي أثارها تنازل إدوارد الثامن عن العرش، اختير شقيقه جورج السادس، لتولي منصب الملك. وأملا في استعادة هيبة ومكانة التاج البريطاني أمام الجماهير البريطانية، اتجهت السلطات لتنظيم حفل تتويج كبير لجورج السادس.
إلى ذلك، خصصت لجنة التتويج مبلغا بلغ 454 ألف جنيه إسترليني، أي ما يعادل 26 مليون جنيه إسترليني اليوم، لحفل تتويج جورج السادس الذي جرى يوم 12 مايو 1937. وحسب تقارير تلك الفترة، قدر هذا المبلغ بثلاثة أضعاف ما تم تخصيصه لحفل تتويج والده جورج الخامس عام 1911.
ويوم 2 يونيو 1953، حقق حفل تتويج الملكة إليزابيت الثانية رقما قياسيا من حيث التكاليف. وبناء على التقديرات، تجاوزت التكاليف المبلغ المخصص لحفل تتويج والدها جورج السادس قبل نحو 16 سنة.
فيما قدرت تكاليف حفل تتويج إليزابيت الثانية بنحو 1.57 مليون جنيه إسترليني أي ما يعادل 35.5 مليون جنيه إسترليني بالفترة الحالية.
وفي التاسعة عشر من عمرها، حظيت فيكتوريا بحفل تتويج تميز بالعديد من الغرائب، ولقب كآخر حفل تتويج سيئ، يوم 28 يونيو 1838.
وحسب تقارير تلك الفترة، بلغت تكلفة حفل تتويج فيكتوريا عام 1838 نحو 70 ألف جنيه إسترليني وهو المبلغ الذي يعادل 6.2 ملايين جنيه بيومنا الحاضر.
غير أنه على الرغم من الأخطاء العديدة التي رافقته، استقبل البريطانيون حفل تتويج فيكتوريا بشكل إيجابي. ويعود السبب في ذلك لتحسن البنية التحتية لخطوط السكك الحديدية بلندن وضواحيها.
ويوم 19 يوليو 1821، عاشت بريطانيا على وقع حفل تتويج الملك جورج الرابع. وقد جاء هذا الحفل لينهي حالة القلق في صفوف المنظمين الذين اضطروا لتأجيل الحفل لمدة عام كامل بسبب عدد من الإجراءات القانونية بين الملك جورج الرابع وزوجته كارولين.
ومقارنة بجميع من سبقوه، حظي جورج الرابع بحفل تتويج مرتفع التكلفة حيث خصصت له السلطات حينها نحو 238 ألف جنيه إسترليني أي ما يعادل 21 مليون جنيه إسترليني بفترتنا الحالية. فيما تضمنت التكاليف حينها مبالغ خصصت لإعادة تهيئة كنيسة ويستمنستر وشراء أزياء جديدة، إضافة لمجوهرات ودروع، ووليمة نظمت على شرف 4656 فردا من الحاضرين.