بيروت - عمر حبنجر
تسعى أحزاب المعارضة اللبنانية للاتفاق على مرشح واحد لرئاسة الجمهورية تخوض به غمار الانتخابات الرئاسية، بوجه مرشح «ثنائي حزب الله وأمل» سليمان فرنجية. في هذه الحالة، يمكن ان نشهد انتخابات منسوخة عن انتخابات 1970، يوم فاز سليمان فرنجية الجد بالرئاسة بصوت واحد، كما يتوقع النائب مروان حمادة، الذي اضاف، امس، قوله: انه ونواب اللقاء الديموقراطي برئاسة النائب تيمور جنبلاط لن ينتخبوا سليمان فرنجية الحفيد، مع توقع ان يقفز الى الواجهة مرشح آخر يمكن ان يخرج من رحم الاجتماع الدولي والعربي الخماسي في الدوحة في منتصف يونيو.
وفي هذا الوقت تابع السفير السعودي في بيروت وليد البخاري تحركه الرئاسي واستقبل، وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي الذي يقود حملة مكافحة الكبتاغون المخدر، من لبنان او عبره، الى منطقة الخليج العربي.
وأكد الوزير مولوي، بعد الزيارة، على دور المملكة «ونحن دائما نقوم بواجبنا تجاه شعبنا».
مصادر متابعة لحراك السفير البخاري أكدت لـ «الأنباء» أن على القوى المعنية التوحد خلف اسم او اسمين، لمرشح او مرشحين رئاسيين، لتأمين مجال المنافسة على الموقع الرئاسي، ضمن المهلة التي تنتهي في 15 يونيو.
إلا أن العقدة الكأداء مازالت عند جبران باسيل الذي يرفض اعتماد اي شخصية يطرحها المعارضون الآخرون، لا تحظى بقبول «الثنائي الشيعي أمل وحزب الله»، في حين يصر سمير جعجع وحلفاؤه من السياديين والتغييريين على اختيار شخصية تتمتع بمواصفات معاكسة.
ويقول قريبون من «القوات» ان المشكلة بالنسبة لهذا فريق، ليست مع سليمان فرنجية، كشخص، انما مع سلاح «حزب الله» الذي لم يتعهد فرنجية بمعالجته، في حين يرى جبران باسيل وجوب الرضا المسبق للحزب، على اي اسم يطرح، فيما رضا الحزب مرتبط بحماية سلاحه، وهنا وجه التناقض.
وتختصر المعارضة مواصفاتها للرئيس العتيد بأن يكون صاحب قرار، لا أكثر ولا أقل، ومثل هذا الرئيس لا ينسجم مع حرص التيار على رضا الثنائي وتحديدا «حزب الله».
وبالنسبة لحزب «الكتائب» الذي يرفض اي رئيس من «8 آذار»، لم يطرح اسماء لا مع السفير البخاري ولا مع الفرنسيين الذين طرحوا اسم سليمان فرنجية، وقد أعلن مصدر كتائبي ان الحزب ونوابه غير معنيين بما تطرحه فرنسا، لكن الرئيس ايمانويل ماكرون معني بمراعاة 400 الف ناخب لبناني - فرنسي في النهاية. وهذا ما فسر خطواته التراجعية التي عبر عنها في بيان وزاره الخارجية الفرنسية، الذي نفى تبني ترشيح سليمان فرنجية، وتتوقع المصادر مراعاة فرنسية اكبر، للطيف المسيحي - الديني والسياسي في لبنان، بعد استقبال الرئيس إيمانويل ماكرون البطريرك الماروني بشارة الراعي، في باريس، في الثاني من يونيو المقبل.
وفي سياق الاتصالات الرئاسية، قال رئيس «الكتائب» سامي الجميل، بعد لقائه النائب التقدمي الاشتراكي وائل ابوفاعور، ان الحل يكون بانتخاب رئيس إصلاحي رؤيوي لرئاسة الجمهورية.
واضاف: ان الوقت اصبح داهما وخاصة في السوق الاقتصادي، بسبب الاستنزاف اليومي للدولار، وان التواصل الدائم من قبل فرقاء المعارضة يمكن ان يحدث خرقا، على مستوى رئاسة الجمهورية، وقال: نحن حريصون على انتخاب رئيس في اسرع وقت ممكن، ولكن في نفس الوقت نحن لسنا على استعداد للاستسلام الى الامر الواقع، والى منطق اقبلوا بما نقول لكم وإلا لا رئيس. وتابع الجميل قائلا: نحن نسعى الى اختراق الملف الرئاسي وستتكثف اكثر الاتصالات.
الجميل عرض المستجدات مع سفير مصر ياسر علوي، مؤكدا على موقفه الرافض لفرض إرادة «حزب الله» على اللبنانيين، وإدخال لبنان في مرحلة انهيار لست سنوات جديدة.
السفير علوي زار، لاحقا، رئيس مجلس النواب نبيه بري وبحث معه المستجدات.
من جانبه، النائب السابق فارس سعيد قال لـ mtv: «أنا متشائم رئاسيا ولا حركة سياسية حقيقية في مواجهة مرشح الثنائي الشيعي ولبنان تحت الاحتلال الإيراني ومنذ انفجار المرفأ حتى اليوم اعتمدت آلية عمل سياسي لم تكن ناجحة».
ويبدو أن الاستعجال الرئاسي يلتقي، في جانب منه، مع السقف الذي حدده الرئيس بري لإنجازه قبل 15 يونيو، وترقب انعقاد اللقاء الخماسي في الخامس عشر من مايو الجاري في الدوحة، والذي قد تحدد فيه الدول الخمس: الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وقطر ومصر، مقاربتها الرئاسية حيال لبنان، حيث تتوقع مصادر خروج المرشح المنافس من رحم اجتماع الدوحة.
وفي هذا السياق، أفاد مصدر فرنسي رسمي بأنه لا فيتو فرنسيا على اي مرشح لبناني للرئاسة، مشيرا إلى الاستعداد للنظر بكل الخيارات، وقال انه بإمكان سليمان فرنجية ان يكون رئيسا، كما اي شخصية أخرى، بحسب ما نقلت إذاعة «صوت لبنان»، فجوزاف عون، نزيه ونحترمه وقائد ممتاز للجيش، وهناك كثر غيره، لكن المشكلة هي في العقد السياسية وبجمع أغلبية نيابية تتيح لأي مرشح للوصول، والمطلوب التزام اي رئيس بتنفيذ أمور محددة، اي عدم استخدام الثلث المعطل، ودعم رئيس الحكومة في تنفيذ الإصلاحات.