في تقديري الشخصي فإن مصر بحاجة ماسة لقيادات كثيرة بكفاءة الرئيس عبدالفتاح السيسي تكون بمنزلة الأجنحة للرئيس، فمن البديهي والمنطقي ووفقا للعقل والواقع لا يمكن لطائر أن يطير بلا أجنحة.
في اعتقادي ويقيني أن الرئيس يسير منفردا بسرعات عالية جدا وأعلى من الكثيرين، وليس أدل على ذلك من حجم المشاريع والإصلاحات التي اختزل فيها نحو نصف قرن فقد ورث تركة ثقيلة تنوء عن حملها الجبال.
واقع المشكلة أن القائد يحتاج إلى من يعاونه ويساعده ويشد من أزره ويفكر معه ويشاركه المسؤوليات ويبادر ويتمتع بالرؤية والحصافة الإدارية، وكلما نزلنا لأسفل الهرم احتجنا إلى أجيال متعلمة متعطشة للإنتاج لإنجاز التنمية متسلحة بالعلم والإيمان بالوطن، وهذه كلها حلقات شبه مفقودة وغير مكتملة حاليا على أرض الواقع، لذلك ليس غريبا أن نرى هذه التشوهات في بعض المفاصل الاقتصادية أو التراجع في كثير من النواحي التعليمية والصحية والإنتاجية والرغبة في إصلاح الذات واحترام القوانين واتباع التعليمات وقراءة الواقع والانصياع للتحذيرات المتعلقة بالانفجار السكاني، ومراعاة أن الدولة تحتاج إلى بناء وتنمية وفق أساليب علمية محسوبة ومدروسة بعناية فائقة لا كما هو سائد حاليا.
«الفهلوة» تلتهم كل الجهود والمساعي وتحطم الآمال وتعود بالوطن إلى الوراء، فكلما تقدم القائد خطوة أجبرنا العربة على التراجع خطوات وكأننا نتحدى الجهود الرامية للإصلاح بقيادة هذا القائد الذي جاء هدية من الله لمصر وللمصريين الشرفاء.
لو كانت هناك أرضية خصبة لكنا استفدنا من عزيمة الرئيس عبدالفتاح السيسي أضعاف ما شاهدناه حاليا.
أكتب هذه المقالة وقلبي يعتصر ألما من التقارير التي أراها في صحف عالمية بعضها يدس السم في العسل، ويقول كلمة حق يريد بها باطلا، يؤثر بهذه التقارير المسمومة على ثقة المستثمرين الأجانب والعرب والمحليين في آن واحد، لكن من أعطاهم هذه الفرصة ليطعن هذا الوطن؟!
العيب فينا فقد أصبحنا ننتظر أن يتدخل الرئيس في كل صغيرة وكبيرة وأن يوجه ويتابع تنفيذ المشاريع ويقترح ويسأل حتى وصل الأمر إلى ان هناك مطالبات له بالتدخل لحل أزمات الرياضة المصرية ومشاكلها مادام هناك مسؤولون غير قادرين على اتخاذ القرارات وفق القانون.. أهذا يعقل؟!
شخصيا، كمحب لبلدي يقلقني جدا أي تقرير في الصحف العالمية الاقتصادية المتخصصة؛ لأنها صحف يتابعها ويثق فيها المستثمرون والشركات ورجال الأعمال ورواد الاقتصاد والمؤسسات المالية الدولية، في المقابل لا توجد لدينا أقلام محترفة تجابه هذه السموم ولا صحافة قادرة على توجه خطاب منطقي مدعم بالأرقام يشخص الواقع بعدالة، ويسلط الضوء على المستقبل، فهل تعلم أن صفحات الاقتصاد في الصحافة المصرية القومية تهتم بالتموين والسلع الغذائية وخالية من لغة الأرقام عن الاقتصاد المصري الضخم جدا.
الحديث عن القصور في شتى الجوانب يحتاج لمجلدات وليس مقالات ولكني أطرح جملة من التساؤلات لعلها تفيد وتحرك المياه الراكدة، لماذا لا تقوم كل جهة بدورها خاصة هيئة الاستعلامات بتنظيم جولات لمراسلي تلك الصحف للاطلاع على المشروعات الانتاجية بمصر ودعوة صحافيين اقتصاديين عالميين لهذه الجولات بشكل مستمر، ولماذا لا يتم تشكيل فرق عمل ترد على كل من يروج أي أكاذيب ضد الدولة، لماذا لا تتم الاستفادة من العقول المصرية المهاجرة في شتى أنحاء الأرض وفي كل بقعة لهم بصمة في كل المجالات؟.
لماذا لا يوجد عندنا اعلام باللغة الانجليزية فاعل ومؤثر يدافع عن الاقتصاد المصري؟!، مصر من أكثر الدول صرفا على الإعلام لكن بلا أثر أو نتيجة تذكر، في حين أن الإعلام أصبح الآن سلاحا مهما جدا جدا جدا.
إذا استمر الوضع هكذا فسندفع جميعا ثمنا باهظا.. ويد الرئيس السيسي وحدها لن تستمر تصفق، فلنستغل طاقة هذا الرجل ومحبة هذا الرجل وفدائية هذا القائد ووطنية هذا المقدام وشجاعة هذا المناضل وبسالة هذا الشجاع قبل فوات الأوان.
وختاما، أقول هذا لوجه الله ثم الوطن، وحبا في وطني ليس لي مطمع ولا مغنم.