بحفظ الله ورعايته، يغادر ممثل صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد والوفد الرسمي المرافق لسموه أرض الوطن اليوم الجمعة 19 الجاري متوجها إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة لترؤس وفد الكويت في الدورة العادية الـ32 لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في محافظة جدة. هذا، وتلتئم القمة، مع اكتمال وصول الزعماء والقادة العرب للمشاركة في القمة التي تعقد في ظروف استثنائية، وتشهد حضور الرئيس السوري بشار الأسد للمرة الأولى منذ 12 عاما. وتأتي استضافة المملكة العربية السعودية للقمة امتدادا لدورها القيادي على المستويين الإقليمي والدولي، وحرص قيادتها على تعزيز التواصل مع قيادات الدول العربية والتباحث المستمر وتنسيق المواقف حيال الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، حيث استضافت المملكة خلال العام الماضي قمة جدة للأمن والتنمية، بمشاركة الولايات المتحدة والقمة العربية ـ الصينية للتعاون والتنمية. وتقود المملكة جهودا لتفعيل وتطوير آليات العمل العربي المشترك، وإصلاح جامعة الدول العربية لتكون أكثر فاعلية وحيوية، وتتطلع قيادة المملكة لتعزيز الشراكة العربية للوصول إلى التكامل الاقتصادي والتنسيق السياسي في مجمل القضايا الدولية، والعمل على زيادة تأثير الدور العربي في المشهد الدولي في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والتنموية.
توالي وصول الزعماء العرب.. والأسد يشارك للمرة الأولى منذ 12 عاماً
السعودية تستضيف قمة تعزيز الأمن ومواجهة التحديات المشتركة اليوم
توالى وصول الزعماء والقادة العرب إلى جدة امس استعدادا للمشاركة في القمة العربية الثانية والثلاثين لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة التي تستضيفها المملكة العربية السعودية والمنطقة والعالم يمران في ظروف استثنائية، وتشهد حضور الرئيس السوري بشار الأسد للمرة الأولى منذ 12 عاما.
وقد وصل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والملك حمد بن عيسى ملك مملكة البحرين، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ود.رشاد محمد علي العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، إضافة إلى رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي إلى جدة.
وقد أعرب ملك البحرين عن بالغ التقدير والامتنان لأخينا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على دعوته للمشاركة في أعمال القمة، مشيدا بما يربط البلدين من أواصر العلاقات الأخوية التاريخية الوثيقة.
وأكد في تصريح نقلته وكالة الأنباء البحرينية «بنا»، أن انعقاد هذه القمة العربية المباركة يمثل مناسبة طيبة لتبادل الرأي والتشاور وتعزيز التنسيق المشترك بين قادة الدول العربية «لكل ما من شأنه دعم مسيرة العمل العربي المشترك وتحقيق تطلعات شعوبنا الشقيقة في توحيد الجهود وتقوية التضامن والتكاتف العربي لمواجهة كافة التحديات، وحماية مصالح ومكتسبات دولنا العربية، وترسيخ دعائم السلم والأمن والاستقرار في وطننا العربي».
مسيرة التضامن
وأشاد بالجهود المخلصة التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين لتوحيد الصف العربي ودعم مسيرة التضامن العربي وخدمة القضايا العربية المصيرية بالدور المحوري البارز الذي تقوم به المملكة العربية السعودية في دعم جهود حماية الأمن القومي العربي وتحقيق تطلعات وآمال شعوبنا العربية للأمن والاستقرار والنماء.
وقالت الرئاسة المصرية إن الرئيس السيسي سيؤكد في كلمته أمام القمة اليوم على ان جوهر الخروج من الأزمات التي تعاني منها المنطقة هو دعم الدولة الوطنية باعتبارها من مكتسبات الشعوب، محذرا من أن هذه مؤسسات الدولة إذا تم تجريفها فإن ذلك سيؤدي إلي ضياع مقدرات الشعوب التي تحميها وتصونها الدولة الوطنية. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي، أن السيسي سيؤكد خلال كلمته علي توحيد الصف العربي ورغبة مصر الصادقة في دعم مساعي تحقيق التكامل بين الدول العربية وجهودها وقدراتها وإمكاناتها لتسوية القضايا العربية بالتوازي مع المسار الدولي بشقه الجيوسياسي المتمثل في الأزمات الدولية، حيث تعاني مصر والمنطقة من التوتر والمنافسة بين الغرب من ناحية وروسيا والصين من ناحية أخرى سواء اقتصادية أو تكنولوجية أو سياسية أو عسكرية بما يخلق تهديدا لدول المنطقة. وأضاف المتحدث: أن الرئيس السيسي يتناول في كلمته «الحوكمة الاقتصادية العالمية» وضرورة النظر في علاج منظومة التمويل الدولي، حيث إن هناك أزمات لم تتسبب فيها الدول النامية لكنها رغم ذلك تعاني من تداعياتها ومن بينها الأزمة الروسية - الأوكرانية وتغير المناخ، حيث إن هناك مسؤولية مشتركة لكن بأعباء متفاوتة حسب وزن كل دولة. كما سيتطرق الرئيس السيسي إلى القضايا العربية ومن بينها الأزمة في السودان وأهمية تسوية هذه القضايا لتحقيق الأمن والاستقرار في الوطن العربي.
العمل العربي المشترك
وتشهد مدينة جدة منذ مساء أمس حتى اليوم أيضا لقاءات جانبية على هامش القمة العربية تجمع عددا من قادة وزعماء الدول العربية.
وتأتي استضافة المملكة العربية السعودية للقمة امتدادا لدورها القيادي على المستويين الإقليمي والدولي، وحرص قيادتها على تعزيز التواصل مع قيادات الدول العربية والتباحث المستمر وتنسيق المواقف حيال الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، حيث استضافت المملكة خلال العام الماضي قمة جدة للأمن والتنمية، بمشاركة الولايات المتحدة والقمة العربية - الصينية للتعاون والتنمية.
وتقود المملكة جهودا لتفعيل وتطوير آليات العمل العربي المشترك، وإصلاح جامعة الدول العربية لتكون أكثر فاعلية وحيوية، وتتطلع قيادة المملكة لتعزيز الشراكة العربية للوصول إلى التكامل الاقتصادي والتنسيق السياسي في مجمل القضايا الدولية، والعمل على زيادة تأثير الدور العربي في المشهد الدولي بجميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والتنموية.
وتنعقد القمة وسط أزمات وصراعات تمر بها المنطقة والعالم، تحتم على الدول العربية إيجاد آليات تستطيع من خلالها مواجهة التحديات المشتركة، وتعزز الأمن والاستقرار الإقليمي، وتحقق الرفاه لدولها وشعوبها، مما يستوجب تطوير آليات التنسيق السياسي تحت مظلة جامعة الدول العربية، وتعزيز التعاون الاقتصادي ودفع عجلة التنمية في مختلف المجالات التي تمس المواطن العربي بشكل مباشر، بحسب ما قالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس). وتكمن أهميتها أيضا لانعقادها في ظل مستجدات بالمنطقة والعالم، ودعم قيادة المملكة للجهود الرامية إلى تحقيق السلام والأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة، ومن ذلك الاتفاق الذي وقعته المملكة مع إيران لاستئناف العلاقات بين البلدين برعاية الصين والجهود والمبادرات القائمة لإيجاد حل سياسي شامل للأزمات في السودان وسورية واليمن.