صبت الحكومة الاسرائيلية اليمينية برئاسة بنيامين نتنياهو، مزيدا من الزيت على نيران التوتر في الارضي الفلسطينية المحتلة أمس، بعقد اجتماعها الاسبوعي في «انفاق حائط البراق» بالقدس المحتلة، واقتحام وزير الأمن القومي المتطرف ايتمار بن غفير للمسجد الاقصى المبارك بصحبة مجموعات من المستوطنين للمرة الثانية منذ توليه مهام منصبه العام الماضي.
ولاقت هذه الخطوات الاستفزازية الإسرائيلية رفضا وتنديدا وإدانات واسعة على الصعيد الفلسطيني والعربي والإسلامي.
وأدانت «الخارجية» الفلسطينية ما اقدمت عليه الحكومة الإسرائيلية، معتبرة اياه خطوة تأتي كجزء لا يتجزأ من سياستها الرامية «لتكريس ضم القدس وتهويدها وفصلها تماما عن محيطها الفلسطيني».
وفي السياق ذاته، دانت وزارة الخارجية الاقتحام الاستفزازي الذي قام به الوزير المتطرف بن غفير للمسجد الأقصى، معتبرة ذلك انعكاسا لسياسة الائتلاف الإسرائيلي الحاكم بشأن تكريس ضم القدس ومقدساتها وتهويدها.
من جهتها، اعتبرت الرئاسة الفلسطينية على لسان ناطقها الرسمي نبيل أبوردينة أن محاولات بن غفير وأمثاله لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى مدانة ومرفوضة وستبوء بالفشل، وأن الشعب الفلسطيني سيكون لها بالمرصاد، مؤكدا أن هذا الاقتحام لن يغير من الواقع القائم ولن يفرض سيادة إسرائيلية عليه.
وأصـــدرت فـصـائـــل فلسطينية بيانات متفرقة تدين دخول وزير الأمن القومي الإسرائيلي ايتمار بن غفير للمسجد الأقصى وتحذر من تداعيات استمرار المساس بالمقدسات.
وقالت حركة «حماس» على لسان الناطق باسمها محمد حمادة إن الشعب الفلسطيني لن يترك المسجد الأقصى وحيدا، ولن يستسلم أمام الاحتلال، محملة الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية الاقتحامات الهمجية لوزرائه ومستوطنيه.
وفي سياق متصل، أعربت المملكة العربية السعودية عن إدانتها واستنكارها الشديدين لاقتحام بن غفير لباحة المسجد الأقصى، وأكدت الخارجية السعودية في بيان اوردته وكالة الأنباء الرسمية «واس» أن هذه الممارسات الممنهجة تعد تعديا صارخا لكافة الأعراف والمواثيق الدولية، واستفزازا لمشاعر المسلمين حول العالم.
ودانت دولة الإمارات بشدة اقتحام «الأقصى»، وجددت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية في بيان التأكيد على موقف الإمارات الثابت بضرورة توفير الحماية الكاملة للمسجد المبارك، ووقف الانتهاكات الخطيرة والاستفزازية فيه.
بدورها، أدانت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي بشدة اقتحام باحات «الأقصى»، داعية «المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته لوضع حد لهذه الانتهاكات الخطيرة، وضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني للمقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس المحتلة».
ووصف الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الاردنية السفير سنان المجالي قيام وزير الأمن القومي الإسرائيلي باقتحام المسجد الأقصى بانه «خطوة استفزازية مدانة، وتصعيد خطير ومرفوض ويمثل خرقا فاضحا ومرفوضا للقانون الدولي، وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها».
كما أدانت وزارة الخارجية المصرية اقتحام المسجد الأقصى وأكدت أن «مثل هذه التصرفات الاستفزازية تتنافى مع ما يجب أن يتحلى به المسؤولون الرسميون من حكمة ومسؤولية».
واقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي ايتمار بن غفير ساحات المسجد الأقصى رفقة عشرات المستوطنين، وذلك للمرة الثانية منذ توليه منصبه قبل اقل من 6 اشهر.
وقال بن غفير خلال اقتحامه المسجد الأقصى دون لبس سترة واقية، كما في المرة السابقة: «نحن أصحاب» القدس، مضيفا «كل تهديدات حركة حماس دون جدوى، فنحن أصحاب الأرض هنا في القدس وكل أرض إسرائيل».
وفي وقت لاحق، عقد مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر بزعامة نتنياهو اجتماعه الأسبوعي في أحد الأنفاق التي تحفرها إسرائيل أسفل حائط البراق.
ونشر نتنياهو عبر حسابه على فيسبوك صورة من الاجتماع أرفقها بتعليق «القدس لنا، موحدة إلى الأبد».
وخلال الاجتماع، تم إقرار زيادة بقيمة 60 مليون شيكل لتحديث البنية التحتية وتشجيع الزيارات إلى ساحة «حائط البراق».