في شمال غرب سورية، تشق حافلات ملونة تحولت إلى قاعات تدريس طريقها بين مخيمات للنازحين، موفرة حصصا تعليمية ودعما نفسيا لأطفال دمر زلزال فبراير مدارسهم قبل أكثر من 3 أشهر.
وتقول جواهر هلال (10 سنوات) وهي طالبة في الصف الخامس الابتدائي لوكالة فرانس برس «كنا نسكن في جنديرس وحدث الزلزال. انهار المبنى ولم يعد لدينا مأوى».
وتضيف بينما تجلس في خيمة باتت منزل عائلتها «انتقلنا للسكن هنا وباتت المدرسة بعيدة جدا عنا. لكن الباصات أتت وبدأنا نتعلم.. نتلقى دروسا كثيرة».
تتوقف الحافلة قرب مخيم للنازحين عند أطراف بلدة جنديرس الواقعة في محافظة حلب والقريبة من الحدود التركية، وهي من المناطق الأكثر تأثرا بالزلزال الذي حصد أرواح قرابة 6 آلاف شخص في سورية وحدها.
ويقول رعد العبد، وهو مسؤول التعليم في منظمة «أورانج» وهي منظمة محلية غير حكومية تقف خلف المبادرة، «تقدم الوحدات المتنقلة خدمة تعليمية وأيضا الدعم النفسي للأطفال المتضررين من الزلزال». ويوضح أن «الباصات تستهدف 27 مخيما وتتنقل بينها تباعا» في جنديرس ومحيطها، حيث يستفيد أكثر من 3 آلاف طالب من خدماتها.
وفي شمال غرب سورية وحدها، يحتاج أكثر من مليون طفل في سن المدرسة إلى دعم تعليمي، وهم معرضون لخطر التسرب من المدرسة بسبب الزلازل، وفق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (اوتشا).
وتشير التقديرات الى تضرر ما لا يقل عن 452 مدرسة ابتدائية وثانوية بدرجات متفاوتة، في وقت يحتاج ما لا يقل عن 25 ألف معلم متضرر من الزلازل إلى دعم الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي والتعويض المناسب وبناء القدرات.