- المحبة في الله عامة لجميع المسلمين وخاصة لأناس قريبين من الله
- من مستلزمات المحبة في الله أن تسر لسروره وتحزن لحزنه وتقرب من قرب وتبعد من أبعد وأن تواسيه بالمال وتقلل العتاب وتقدم له النصح وتغفر الزلات
أكد الشيخ د.عثمان الخميس أن المحبة في الله من أهم علامات الإيمان، وتتمثل المحبة في الله بأناس نحبهم لقربهم من الله، فهي تزيد كلما ازداد قربا من الله فيما يظهر لنا، وعلى رأس هؤلاء سادات الأولياء وهم النبيون والمرسلون والملائكة المقربون، ثم يأتي الناس بعدهم، كل بحسب استقامته على دين الله. وبيّن ان المحبة في الله عامة وخاصة وشرح كل قسم، وحدد أربع نقاط لمستلزمات المحبة في الله مع تفسير لكل واحدة. فلنتعرف على المحبة في الله.
ما علامات المحبة في الله؟
٭ جاء في الحديث: «لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم»، فالمحبة أهم علامات الإيمان، وللمحبة في الله علامات كما قال النبي صلى الله عليه وسلم «ثلاثة من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله...».
وتتمثل المحبة في الله بأناس نحبهم لقربهم من الله، فهي تزيد كلما ازداد قربا من الله فيما يظهر لنا وعلى رأس هؤلاء سادات الأولياء وهم النبيون والمرسلون ـ عليهم صلوات الله وتسليمه ـ وكذا الملائكة المقربون ثم يأتي الناس بعدهم، كل بحسب استقامته على دين الله. فالحب في الله لا يزيده البر ولا ينقصه الجفاء، ولا يزيده الحزب ولا ينقصه عدمه، ولا يزيده الرحم ولا ينقصه البعد.
وما أقسام المحبة في الله؟
٭ المحبة في الله قسمان: عامة وخاصة. أما العامة: فهي تشمل جميع المسلمين، وأما الخاصة فهي التي جاءت فيها نصوص كثيرة جدا في الثناء على اصحابها، منها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.. ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه» ومعنى اجتمعا عليه اي في الدنيا وتفرقا عليه بموت أحدهما أو موتهما معا.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله تعالى: وجبت محبتي للمتحابين في جلالي» وقال صلى الله عليه وسلم: «إن الله يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي»، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم «أن رجلا زار أخا له في قرية فأرسل الله على طريقه ملكا، فقال له: أين تريد؟ قال أريد أخا لي في الله أزوره. فقال له الملك: فهل لك عليه من نعمة ترُبُّها له (أي تردها)؟ فقال: لا إلا أني أحبه في الله، فأوحى الله إلى الملك أن يقول له: أحبك الله».
مستلزمات المحبة
وهل للمحبة حقوق وواجبات؟
٭ نعم، المحبة لها مقتضيات وحقوق يجب أن تراعى «فاللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب العمل الذي يقربنا الى حبك» هذا الدعاء الطيب المبارك من منا لا يتمنى أن يكون واقعا يعيشه في حياته اليومية؟! ولكن الأمر كما قيل: وما نيل المطالب بالتمني.. ولكن تؤخذ الدنيا غلابا فمجرد التمني لا يحقق الأحلام بل لابد من العمل الجاد لتحصيل الامنيات، وكذا كل من ادعى أمرا طولب بالبرهان، ولذا جاءت آية الامتحان لما ادعى أقوام محبة الله، قال لهم جل في علاه: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم)، لذا سمى كثير من السلف هذه الآية بآية الامتحان.
وأرى من مستلزمات المحبة، أولا: ان تُسر لسروره، وتحزن لحزنه وتقرب من قرب وتبُعد من أبعد. ثانيا: من مستلزمات المحبة المواساة بالمال، جاء رجل لأبي هريرة رضي الله عنه فقال: إني أريد أن أصافيك وتصافيني، فقال له أبو هريرة: أو غير ذلك؟ فقال الرجل: بل ذلك. قال أبو هريرة: فهل يكون الدرهم والدينار في جيبك كما يكون في جيبي؟ فقال الرجل: لا، فقال ابو هريرة: فلم تصدقني المحبة.
ثالثا: تقلل العتاب وتغفر الزلات وتعفو عن العثرات، فمن منا الذي لا يزل، فمن جميل ما قرأت: من ذا الذي ما ساء قط.. أو من له الحسنى فقط. وأحسن منه قول النبي صلى الله عليه وسلم: «كل ابن آدم خطاء»
إذا كنت في كل الأمور معاتبا صديقك لم تجد الذي لا تعاتبه.
رابعا: تنصح له، فمن منا لا يتمنى أن تكون له مرآة تعكس حقيقته، وفي الوقت نفسه لا تفضحه، بل ترى وتنصح ولا يدري أحد ما رأت، وإن ناصحته فاعتمد الإسرار له بالنصيحة، وإياك ثم إياك الفضيحة فهي مع إساءتها له فمعها أيضا شيء من حظوظ نفسك، حيث أظهرت أمام الناس نصحك. وما أجمل ما قال الشافعي:
تعمدني بنصحك في انفرادي
وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نـوع
من التوبيخ لا أرضى استماعه
فإن خالفتني وعصيت قـولي
فلا تجزع إذا لم تعط طاعــة