بقلم سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الكويت تشانغ جيانوي
قبل وقت ليس ببعيد، أصدرت مجموعة الدول السبع بيانا مشتركا ووثائق أخرى خلال قمة هيروشيما، حيث قامت بالتلاعب في القضايا المتعلقة بالصين والتدخل في الشؤون الداخلية الصينية وتشويه سمعة الصين ومهاجمتها.
كما لفت البيان الى أن الصين تمارس «القسر الاقتصادي»، ودعا إلى«التخلص من مخاطر»، ومع ذلك، فالحقيقة هي أن بعض الدول الأخرى هي التي تمارس الابتزاز وتفرض العقوبات الأحادية وتسعى للولاية القضائية طويلة الذراع. ومصطلح «التخلص من مخاطر الصين» الذي تدعو إليه تلك الأطراف في الواقع يعني التخلص من الفرص والتعاون والتنمية.
ظلت الصين تنتهج بحزم سياسة خارجية سلمية مستقلة، وتتبع استراتيجية الانفتاح على المنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجميع، وظلت دوما من صانعي السلام العالمي، ومساهما في التنمية العالمية، ومدافعا عن النظام الدولي، في حين أن العالم ليس سلميا في الوقت الحاضر، وتتزايد التحديات العالمية يوما بعد يوم.
وأسهمت الصين بنشاط بالحكمة والحلول الصينية في قضية السلام والتنمية البشرية في السنوات الأخيرة، حيث طرحت مبادرات التنمية العالمية التي تهدف إلى دفع التنمية العالمية نحو مرحلة جديدة تتميز بالتوازن والتناسق والشمولية، ومبادرة الأمن العالمي التي تهدف إلى تأسيس إطار أمني متوازن وفعال ومستدام، ومبادرة الحضارة العالمية التي تدعو إلى تعزيز تقدم الحضارة الإنسانية من خلال التسامح والاحترام المتبادل والتعلم المتبادل.
وقد أظهر أحدث تقرير للبنك الدولي أنه في الفترة من 2013 إلى 2021، بلغ متوسط مساهمة الصين في النمو الاقتصادي العالمي 38.6%، وهذا الرقم يتجاوز مجموع معدلات مساهمة دول مجموعة السبع.
وفي الوقت الحاضر، أصبحت الصين شريكا تجاريا رئيسيا لأكثر من 140 دولة ومنطقة، حيث يتدفق 320 مليون دولار أميركي من الاستثمارات الصينية المباشرة إلى العالم في كل يوم، وتستقر أكثر من 3000 شركة ذات التمويل الأجنبي في الصين كل شهر. فقد أثبتت الحقائق تماما أن ما تجلبه الصين للعالم هو فرص واستقرار وأمان، وليس مواجهة واضطرابات ومخاطر.
لن يظهر المرء بشكل أفضل إذا أطفأ مصابيح الآخرين، ولن يحقق المزيد من التقدم عن طريق سد ممرات الآخرين. التحديث ليس امتيازا حصريا لعدد قليل من الدول، بل تتمتع الدول النامية بما فيها الصين بالحق في توفير حياة أفضل لشعوبها. ولقد وضح المؤتمر الوطني العام العشرون للحزب الشيوعي الصيني الذي انعقد في أكتوبر الماضي أن الصين تسعى إلى تحقيق النهضة للأمة الصينية من خلال التحديث بالطريقة الصينية.
يحرص الجانب الصيني على مشاركة فرص تنموية جديدة يجلبها التحديث الصيني النمط مع جميع دول العالم، وتقديم دعم جديد لصالح الإنسانية لاستكشاف طرق التحديث وأفضل نظم الحكم، وتستعد الصين للعمل مع الدول المختلفة جنبا إلى جنب لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
شهد الاقتصاد الصيني التعافي المستمر وازدياد القوة الدافعة للنمو منذ بداية هذا العام، كما تحسنت مؤشرات الاقتصاد الرئيسية مثل الاستهلاك والاستثمار تحسنا كبيرا. ففي الربع الأول من هذا العام، ارتفع الناتج المحلي الإجمالي للصين بنسبة 4.5% مقارنة بالعام الماضي، حتى رفع البنك الدولي والمؤسسات المالية الدولية الأخرى توقعاتها للنمو الاقتصادي الصيني لهذا العام. وبلغت مبيعات السيارات الكهربائية الجديدة في الصين 1.586 مليون سيارة، بزيادة قدرها 26.2% مقارنة بالعام الماضي، وارتفعت صادرات السيارات الصينية إلى الخارج إلى 994000 سيارة، بزيادة قدرها 70.6% مقارنة بالعام الماضي.
خلال عطلة العمال الماضية، قام نحو 274 مليون صيني بالسفر الداخلي. وتوقعت شركة الاستشارات وود ماكنزي أن الصين ستشكل نحو 40% من زيادة الطلب العالمي على النفط هذا العام. كل هذه المعلومات تشير إلى أن الاقتصاد الصيني يتميز بمرونة عالية وإمكانات كبيرة وحيوية قوية، والذي يعد محركا رئيسيا لدفع الانتعاش الاقتصادي العالمي.
إن الكويت أول دولة في الشرق الأوسط وقعت على وثيقة تعاون «الحزام والطريق» مع الصين، وتتمتع الدولتان بثقة سياسية متبادلة قوية وتوافق استراتيجي واسع النطاق، وقد جلب «نسيم الربيع» للانتعاش الاقتصادي الصيني المزيد من الفرص لتعزيز التعاون بين الصين والكويت وتعزيز التنمية المشتركة.
في عام 2022، حافظت الصين على مكانتها كأكبر شريك تجاري للكويت، حيث يبلغ إجمالي حجم التجارة الثنائية 31.48 مليار دولار أميركي، بزيادة قدرها 42.3% منذ بداية هذا العام، وقد سافر المزيد من الأصدقاء الكويتيين إلى الصين، وقد تزايد عدد التأشيرات التي أصدرتها سفارة جمهورية الصين الشعبية لدى الكويت في الربع الأول من العام الحالي 13 ضعفا عن نفس الفترة من العام الماضي.
وفي الوقت نفسه، قامت أكثر من 10 وفود صينية في مجالات السياسة والاقتصاد والتجارة والاستثمار والرياضة والثقافة بزيارات إلى الكويت خلال هذا العام، مقارنة بوفدين فقط خلال العام الماضي.
في منتصف يونيو المقبل، ستطلق الخطوط الجوية الكويتية رحلات مباشرة إلى مدينة كوانزو ثلاث مرات كل أسبوع، لتوفير مزيد من الراحة للتبادلات بين الشعبين.
نرحب بمزيد من الأصدقاء الكويتيين لزيارة الصين من أجل تعزيز فهمهم للصين باستمرار، واغتنام الفرص الجديدة التي أتاحتها الصين لتعزيز التنمية عالية الجودة والانفتاح رفيع المستوى لتعميق التعاون العملي، وتحقيق المنفعة المتبادلة والفوز المشترك للجانبين.