لا شك أن الشعوب الخليجية اليوم يغمرها الفرح والسعادة بعد عودة العلاقات بين دولها كافة، وجاء خبر إعلان عودة التمثيل الديبلوماسي بين قطر والإمارات الشقيقتين نهاية للاختلاف وتتويجا واكتمالا للعقد الذي يجمع الدول الشقيقة الست التي لم يتخلف قادتها عن اجتماعات القمة السنوية، ونصف السنوية التي تعقد بصفة دورية بالتناوب بين دول المجلس، فقد استطاع القادة والمسؤولون الحفاظ على هذه المنظمة من التفكك أو التعطيل أو ترك المجال لدولة أخرى خارجية للتدخل بين الأشقاء.
إن مجلس التعاون لدول الخليج العربية منذ إنشائه كان هدفه زيادة اللحمة والتنسيق والترابط والوصل بين الشعوب الخليجية، وجاء ذلك من خلال الكثير من الاتفاقيات والمعاهدات التي تم إبرامها على مستوى المجلس الأعلى أو على مستوى المجلس الوزاري فيما يتعلق بالعديد من القضايا منها الأمنية والعسكرية والتجارية والجمركية وغيرها الكثير والكثير.
إن مرور أكثر من أربعين عاما على تأسيس هذا المجلس يعطي دلالة كبيرة على الحكمة والحنكة التي كان يتحلى بها قادة دول مجلس التعاون السابقون الذين توفاهم الله، والحاليون، أطال الله أعمارهم، الذي ساروا على نهج أسلافهم. لاشك أن مجلس التعاون له تواصل مع الكثير من المنظمات مثل الاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون الإسلامي، وهذا يدل على النظرة الثاقبة ومدى أهمية التوسع والانتشار بين دول الخليج ودول العالم قاطبة، وقد سمعنا عن منظمات عدة تعرضت للنزاع والانشقاق بين أعضائها، مما أدى إلى فشلها وتخلفها، واليوم نحن كشعوب خليجية يحق لنا أن نفتخر بقادتنا ونفتخر بدولنا ونفتخر بشعوبنا أمام العالم لأنهم يعرفون جيدا مجلس التعاون الخليجي ويتحدثون عن إنجازاته وصلابته وتماسكه، وفي المصاعب والمحن الطارئة خصوصا عندما يتعرض أي من أعضائه للخطر تجدهم يهبون لنجدته ونصرته، وأكبر دليل عندما تعرض بلدنا الكويت للغزو من قبل النظام العراقي الغاشم رأينا كيف فتحت دول مجلس التعاون الخليجي حدودها وبيوتها ووضعت كل ما تملك لأهل الكويت، وقد اتحدت جيوشها واحتشدت طوال الأزمة وشاركت في حرب التحرير، وكان أول الجيوش التي دخلت ووصلت الى عاصمة الكويت يوم التحرير، لذلك يجب علينا كشعوب خليجية أن نتوحد فيما بيننا دائما، وألا نجعل الغرباء والحاسدين والحاقدين والمخربين يدخلون بيننا من خلال وسائلهم المختلفة لنشر سمومهم وأكاذيبهم بيننا، فجميعنا شعب واحد ومصيرنا واحد، ومهما حدث فسنبقى صامدين متحابين متحدين بإذن الله.
حفظ الله قادتنا وشعوبنا الخليجية من كل مكروه.
[email protected]