القاهرة - خديجة حمودة ووكالات
أكدت قمة دول «جوار السودان» التي استضافتها القاهرة أمس على الاحترام الكامل لسيادة السودان وسلامة أراضيه وعدم التدخل في شؤونه الداخلية والتعامل مع النزاع القائم فيه باعتباره شأنا داخليا والتشديد على أهمية عدم تدخل أي أطراف خارجية في الأزمة يطيل من أمدها.
وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ان هذه القمة وجهت رسالة واضحة مفادها ان لدول الجوار دورا محوريا في حل الأزمة القائمة وتقديم يد العون للأشقاء في السودان في هذه اللحظة التاريخية.
وأعرب المشاركون في القمة خلال البيان الختامي الذي تلاه الرئيس السيسي، عن القلق العميق إزاء العمليات العسكرية والتدهور الحاد في الوضع الأمني والإنساني في السودان، وناشدوا الأطراف المتحاربة وقف التصعيد والالتزام بالوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار لإنهاء الحرب وتجنب إزهاق أرواح المدنيين والأبرياء من أبناء الشعب السوداني وإتلاف الممتلكات.
وأكد البيان الختامي على أهمية الحفاظ على الدولة السودانية ومقدراتها ومؤسساتها ومنع تفككها أو تشرذمها وانتشار عوامل الفوضى بما في ذلك الإرهاب والجريمة المنظمة في محيطها وهو الأمر الذي ستكون له تداعيات بالغة الخطورة على أمن واستقرار دول الجوار والمنطقة ككل.
وتم الاتفاق على تشكيل آلية وزارية بشأن الأزمة السودانية على مستوى وزراء خارجية دول الجوار يكون اجتماعها الأول في دولة تشاد وذلك لوضع خطة عمل تنفيذية تضمن وضع حلول عملية وقابلة للتنفيذ، لوقف القتال والتوصل إلى حل شامل للأزمة السودانية عبر التواصل المباشر مع الأطراف السودانية المختلفة في تكاملية مع الآليات القائمة بما فيها منظمة «الإيغاد» والاتحاد الافريقي.
وكلف القادة «الآلية» بالاتصال ببحث الإجراءات التنفيذية المطلوبة لمعالجة تداعيات الأزمة السودانية على مستقبل واستقرار السودان، ووحدته وسلامة أراضيه والحفاظ على مؤسساته الوطنية ومنعها من الانهيار ووضع الضمانات التي تكفل الحد من الآثار السلبية للأزمة على دول الجوار ودراسة آلية إيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الشعب السوداني، على أن تعرض «الآلية» نتائج اجتماعاتها وما توصلت إليه من توصيات على القمة القادمة لدول الجوار السوداني.
ولفت البيان إلى أهمية التعامل مع الأزمة السودانية الراهنة وتبعاتها الانسانية بشكل جاد وشامل، يأخذ في الاعتبار أن استمرارها سيترتب عليه زيادة النازحين وتدفق المزيد من الفارين من الصراع إلى دول الجوار، الأمر الذي يمثل ضغطا إضافيا على مواردها يتجاوز قدراتها على الاستيعاب وهو ما يقتضي ضرورة تحمل المجتمع الدولي والدول المانحة لمسؤولياتهم في تخصيص مبالغ مناسبة من التعهدات التي تم الإعلان عنها في المؤتمر الإغاثي لدعم السودان والذي عقد في 19 يونيو المنصرم بحضور دول الجوار.
هذا، وشارك في قمة دول «جوار السودان» قادة سبع دول افريقية هي: مصر وإريتريا وجنوب السودان وأفريقيا الوسطى وليبيا وإثيوبيا وتشاد، بالإضافة إلى رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي موسى فقيه والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
على صعيد آخر، اتفق الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد على بدء مفاوضات عاجلة للتوصل إلى اتفاق بين مصر وإثيوبيا والسودان حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي.
وذكر بيان للرئاسة المصرية أن الجانبين سيبذلان كل الجهود اللازمة للانتهاء من هذا الاتفاق في غضون أربعة أشهر.