بيروت - منصور شعبان
قال البطريرك الماروني بشارة الراعي، إنه «لا يوجد إنسان أو مجموعة منظمة أو شعب أو دولة من دون هوية ورسالة. لبنان بحكم نظامه السياسي ودستوره وميثاقه الوطني وموقعه الجغرافي معروف بهويته، وهي: الانتماء إليه بالمواطنة لا بالدين، والوحدة في التعددية الثقافية والدينية»، مضيفا: «أما رسالته فهي العيش معا بالتساوي والاحترام المتبادل بين المسيحيين والمسلمين، وجعله وطن التلاقي والحوار وقبول الآخر المختلف والاغتناء المتبادل من ثقافته الخاصة. ورسالته كدولة حيادية أن يكون له دور رائد في كل ما يختص بالعدالة والمصالحة والعيش بسلام وتعزيز حقوق الإنسان في إطار الإجماع العربي. لكن هوية لبنان ورسالته مهددتان بالتشويه والانهيار بسبب عدم التزام مضمون الدستور، وعدم تطبيق اتفاق الطائف (وثيقة الوفاق الوطني) نصا وروحا، وقرارات الشرعية الدولية، وبسبب تعمد عرقلة انتخاب رئيس للجمهورية، وبالتالي جعل المؤسسات الدستورية تتساقط الواحدة تلو الأخرى لأهداف مشبوهة من المعرقلين. مشكورة هي لجنة الدول الخمس على حملها هم لبنان ومستقبله أكثر بكثير من السلطات اللبنانية الممعنة في الهدم والتخريب».
وقال الراعي في عظة الأحد الاحد من مقره الصيفي بالديمان (قضاء بشري): «إن مطالبتنا بعودة النازحين السوريين إلى بلدهم لكي يحافظوا هم على هويتهم ورسالتهم من جهة، ولكي لا يكونوا سببا آخر في تشويه هوية لبنان ورسالته من جهة أخرى».
بدوره، قال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، إن «زعماء هذا البلد لا يريدون خلاص البلد والشعب، ولا يتزحزحون من درب الذين يشاؤون العمل من أجل الإصلاح وانتهاء الأزمات والوصول إلى دولة مؤسسات لا فساد فيها ولا محسوبيات ولا استقواء، دولة جيشها واحد، وحدودها واضحة، وقضاؤها عادل، ورزقها للخير العام، لا للجيوب الخاصة».