انتهت جلسة مجلس الأمن الدولي حول سورية في وقت متأخر مساء أمس الأول، دون التوصل إلى أي قرار جديد، وهيمن عليها توقف إدخال المساعدات إلى الشمال السوري عبر الحدود، وتبادل اتهامات بين روسيا والولايات المتحدة، فيما أسف مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية غير بيدرسن لأن شهورا من «الديبلوماسية التي كان من الممكن أن تكون مهمة لم تترجم إلى نتائج ملموسة» للسوريين الذين أنهكتهم الحرب.
وحذر من تضييع فرصة أخرى محتملة «للمساعدة في وصول الصراع السوري إلى نهاية تفاوضية» في وقت يتعمق فيه تأثيره.
وأفاد بيدرسون بأن سورية لاتزال منقسمة جغرافيا ومجتمعها أيضا منقسم بشدة حول قضايا عديدة مع وجود خمسة جيوش أجنبية داخل البلاد.
ودعا الحكومة السورية إلى التعاون بشكل إيجابي مع الأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي للصراع، مع التأكيد على أهمية «الديبلوماسية الدولية البناءة والمنسقة».
وشدد المبعوث على ضرورة استئناف العملية السياسية بين الأطراف السورية بتيسير أممي، لاسيما من خلال إعادة انعقاد اللجنة الدستورية وسلط الضوء على أهمية بناء الثقة بين جميع الأطراف الرئيسية، من خلال اتخاذ خطوات متبادلة بطريقة يمكن التحقق منها.
وأكد بيدرسون أن الظروف الحالية لا تساعد على عودة اللاجئين بشكل آمن وكريم وطوعي، وإن المدنيين في سورية لايزالون يتعرضون للاحتجاز التعسفي والتعذيب والإخفاء القسري، فضلا عن تعرضهم للوفاة والإصابة بسبب الاشتباكات العنيفة.
هذا، وتشاطر بيدرسن، مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش، خيبة الأمل إزاء عدم تمكن مجلس الأمن من الموافقة على تمديد تفويض آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود التي يمنعها الفيتو الروسي، والتي وصفها بأنها تمثل «شريان حياة لملايين المدنيين».
من جهتها، قالت السفيرة الأميركية ليندا توماس غرينفيلد، إن روسيا مسؤولة بشكل كامل عن الانتكاسة في وصول المساعدات الإنسانية العابرة للحدود للمحتاجين إليها عبر باب الهوى لأنها رفضت التفاوض بنوايا حسنة.
في المقابل، قال نائب السفير الروسي للأمم المتحدة دميتري بوليانسكي، إن بلاده تأمل ألا يقوم «مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية» (أوتشا) بتلبية المطالب الغربية فيما يخص المساعدات الإنسانية في سورية.
وشدد على أن المساعدات الإنسانية يجب أن تتم بالتنسيق مع حكومة دمشق، ولفت إلى أن عمل اللجنة الدستورية «سيستأنف بعد تحديد الأطراف لسياق أو مكان للاجتماع أنسب من سويسرا، وهذه عملية أوشكت على الاكتمال».