لعل من أكثر شرائح مجتمعنا الكريم تعرضا للظلم هم المتقاعدين، فكثير من المميزات لا يستفيدون منها على الرغم من كثرة الضغوط والالتزامات التي تقع على عاتقهم. وعلى عكس الصورة أو الفكرة التي تصور عنهم، فكثير من حقوقهم تبدو مهدورة أو غير كاملة.
فهؤلاء خدموا الدولة بكل أمانة وأوصلوا الأمانة إلى بر الأمان وهم من صنعوا وأسسوا البلاد على مر الأيام الماضية. وبالتالي فإن الدولة مطالبة اليوم بإعادة النظر في الكثير من أوضاع تلك الشريحة العزيزة على قلوبنا. وفي قلبنا مقترحات نود أن نوصلها للحكومة لعلها تكون سندا ودعما لهم ولا نظن أن الحكومة قد تبخل عليهم بكل ما تستطيع بحول الله وقوته. ومن بعض تلك المقترحات نقول انه لماذا لا يتم إدراج الزيادة السنوية من ضمن الاستبدال، وصرف نهاية خدمة لمن لم يحصلوا عليها أسوة بقانون رقم 14/2015 للمدنيين والعسكريين في القانون 4/2021؟
وعلى صعيد الالتزامات الشهرية فإن مقترحا مهما يتمثل في إيجاد آلية ما للتخفيف من معاناة المتعثرين في سداد أقساطهم فعلى سبيل المثال إسقاط كل أو جزء كبير من قروضهم المتعثرين بها. أو ضمن السياق ذاته أن يتم إنشاء مبرة للمتقاعدين المعسرين يخصص لها من أموال المؤسسة ويتولى مسؤوليتها أعضاء من المتقاعدين يجري اختيارهم في المؤسسة ووفقا للخبرات التي يتمتعون بها. فتكون مبادرة مميزة في المساعدة الحقيقية لهم.
وأيضا والأهم الاستفادة من تعيين المتقاعدين في لجان التأمينات الاجتماعية وحسب ما لديهم من خبرات تخدم العمل نظير راتب يساهم في التخفيف من كثرة التزاماتهم. وهناك الكثير من هذا النوع من المقترحات مثل خفض فوائد الاستبدال إلى 2% مثلا. وتخصيص بونص سنوي للمتقاعدين وضمن حدود المعقول ودون تحميل المؤسسة أعباء إضافية. وأيضا هناك حاجة أخرى مهمة تتمثل في إلغاء قرار التأمينات الصادر في العام 2008 والذي حرم فئة من المتقاعدين الاستفادة من الجمع بين الراتب والمعاش التقاعدي.
ويضاف لذلك أيضا تفعيل نظام العلاج بالخارج للمتقاعدين. وتخصيص كرت ذهبي لهم يمنحهم خصما قدره 50% لجميع الخدمات الاجتماعية. ولا ننسى في هذا الصدد ومن الناحية المادية نقول باقتراحنا المتمثل في زيادة قيمة القرض الحسن وتقليص نسبة الاستقطاع الشهرية لأقصى حد ممكن. ويضاف لها إسقاط مديونية القرض الحسن بعد وفاة المتقاعد أسوة بالاستبدال. هذا كله بالإضافة إلى العديد من المقترحات التي يمكن أن يراها المعنيون بالدولة واتخاذ القرار بها بما يخدم المتقاعد بشتى الطرق. والله الموفق.
[email protected]